أكّدت مفوضية حقوق الإنسان في إقليم كردستان العراق قيامها بإبلاغ الأمم المتحدة بخطورة الألغام والقنابل التي زرعها حزب العمال الكردستاني في قرى ومناطق حدودية تابعة للإقليم، مطالبة المنظمة الدولية بالتدخل لإزالتها، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إصابة 3 أشخاص بانفجار عبوة ناسفة زرعها مسلّحو الحزب في بلدة كاني ماسي، القريبة من الحدود مع تركيا، والتابعة لمحافظة دهوك.
وقالت مديرة مفوضية حقوق الإنسان في كردستان، تافكة عمر، إنّ الألغام التي زرعها حزب العمال الكردستاني أخيراً في القرى والمناطق الحدودية، تمثّل تهديداً حقيقياً لحياة السكان، موضحة في تصريح صحافي أنّها تسبّبت بسقوط عدد كبير من الضحايا.
وأشارت إلى إبلاغ الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، بمخاطر الألغام والقنابل التي زرعها حزب العمّال، وأضافت: "طلبنا منها الضغط على حزب العمال الكردستاني من أجل إزالة الألغام والقنابل، لأنّ مسلّحي الحزب لديهم خرائط لحقول الألغام ويستطيعون إزالتها".
ولفتت مديرة مفوضية حقوق الإنسان في إقليم كردستان إلى أنّها بصدد إعداد تقرير مفصّل بشأن انتهاكات حزب العمّال في الإقليم.
وأكّدت مصادر أمنية كردية لـ"العربي الجديد"، أنّ سكّان بعض القرى الحدودية مع تركيا أصبحوا يتجنّبون السير في بعض الطرق خشية العبوات الناسفة التي يزرعها حزب "العمال الكردستاني"، موضحة أنّ الخطورة تكمن في أنّ بعضها أصبح يُزرع على طرق رئيسية، لا يمكن الاستغناء عنها عند الانتقال من قرية إلى أخرى، بعد أن كانت أغلب الألغام تُزرع سابقاً في الطرق الفرعية.
وأمس، الثلاثاء، تسبّب انفجار عبوة ناسفة شمالي محافظة دهوك، بإصابة 3 عمّال صيانة كانوا متّجهين لإصلاح خطوط الكهرباء التي تعطّلت بسبب المعارك بين الجيش التركي وحزب العمّال. وقالت وسائل إعلام كردية إنّ عبوة ناسفة زرعها مقاتلو حزب العمال الكردستاني في بلدة كاني ماسي، انفجرت بفريق للصيانة تابع لوزارة الكهرباء.
والشهر الماضي، أعلنت السلطات في إقليم كردستان عن انفجار عبوة ناسفة زرعها حزب العمّال الكردستاني بدورية تابعة لقوات البيشمركة في بلدة سيدكان، التابعة لمحافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، ما أدّى إلى مقتل أحد عناصر الدورية وإصابة آخر.
وتشهد مناطق حدودية مع تركيا، في إقليم كردستان، معارك بين الجيش التركي وحزب العمّال منذ 6 أيام، تكبّد خلالها الحزب خسائر كبيرة.
وأعلن حزب العمّال، أمس الثلاثاء، عن مقتل 4 من عناصره بقصف جوي للجيش التركي في منطقة آفاشين، التابعة لمدينة العمادية بمحافظة دهوك.
وتنفّذ القوات التركية منذ الثالث والعشرين من الشهر الحالي، عمليات برية وجوية جديدة تستهدف مسلّحي حزب العمال المتحصّنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان، أطلقت عليها اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدّة، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلّحو حزب العمال في تلك المناطق، ويستخدمونها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكرّرة ضدّ الأراضي التركية المجاورة.