أكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام السوري، نية مجلس محافظة دمشق نقل رفات جثامين أشخاص دفنوا في مقبرة اللوان بحي كفرسوسة في دمشق.
ونقلت المصادر عن مدير مكتب دفن الموتى في دمشق، فراس إبراهيم، أن المقبرة تقع داخل منطقة عقارية في اللوان بحي كفرسوسة، وأوقف الدفن فيها منذ عام 2014، وأرض المقبرة تابعة للمؤسسة العامة للإسكان، مبيناً أن المقبرة عشوائية وأنشئت بشكل غير نظامي، وسيتم نقل نحو 250 جثة دفنت فيها إلى مقبرة نجها أو داريا.
وأصدر مكتب دفن الموتى تعليمات لمختار كفرسوسة بضرورة إبلاغ ذوي المتوفين لنقل جثامين موتاهم خلال مدة أقصاها نهاية الشهر الجاري، وذلك بعد تقديم طلب للنيابة العامة والحصول على موافقة لنقل الجثمان، ومن بعدها مراجعة قسم الشرطة التابع للنظام بحي كفرسوسة لتحويل ذوي المتوفي إلى مكتب دفن الموتى، الذي يشرف بدوره على عملية النقل، وتبلغ تكلفة نقل الجثمان نحو 150 ألف ليرة سورية، يتكفل بها ذوو المتوفين.
سكان الحي وذوو الموتى انتقدوا بشدة القرار الذي يلاحق حتى الموتى في قبورهم ويحرمهم السلام فيها، رابطين بينه وبين مشروع "باسيلا سيتي" العقاري الذي أطلقته شركة "شام القابضة"، والذي بدأت محافظة دمشق ببناء أول أبراجه في 23 يونيو/ حزيران، تطبيقاً للمرسوم "66" الصادر عام 2012، الذي ينص على إحداث منطقتين تنظيميتين في دمشق.
جهاد البيطار، شقيق أحد المدفونين في المقبرة، علق على القرار ذاكراً آخر عبارة رددها عند دفن شقيقه في القبر "ارتحت يا حبيبي"، وقال: "فوجئت بالخبر الذي يطالبنا بفتح قبر أخي ونقل رفاته، لا أعلم مشاعر أهلي وما الذي سيحدث لهم عندما يشاهدون رفات شقيقي، بعدما حفظوا صورته مثلي في أذهانهم، وهو بكامل شبابه، سامحنا يا أخي لم ترتح".
ونفت علا تنبكجي وجود أي تسهيلات من قبل مكتب دفن الموتى لذوي المدفونين في المقبرة التي تضم حوالي 1000 قبر، مؤكدة أن زوجها يحاول منذ يومين الانتهاء من الأوراق المطلوبة لنقل رفات والدته المدفونة في المقبرة، ودفع الرسوم المترتبة عليه، إضافة إلى دفع مبالغ أخرى في كل من قصر العدل وباقي الدوائر.
وأكد مصدر خاص في العاصمة دمشق، لـ"العربي الجديد"، أن الدفن أُنهي في المقبرة منذ حوالي 7 أعوام، لكن في الوقت الحالي ما أثار عملية نقلها هو مشروع "باسيلا سيتي" الذي أطلق أخيراً من قبل النظام في حي كفرسوسة، ومن المرجح إزالة المقبرة بالكامل وليس فقط 250 قبراً، كما تحدث مسؤولون في النظام السوري.
وقال المصدر: "لن يتراجع النظام عن قرار إزالة المقبرة ونقلها تحت أي ظرف كان، فقد سبق له قصف المقابر حتى، ولا تعنيه أبداً حرمة الموتى ولا سلام السوريين في قبورهم".
وحي كفرسوسة واحد من أقدم الأحياء في العاصمة دمشق، يبعد عن مركز مدينة دمشق مسافة تبلغ 6 كيلومترات، ويحاول النظام السوري تغيير معالمه تحت ذريعة المشاريع العمرانية والأبراج السكنية الحديثة.