لقي الشاب السوري سلطان جبنة (21 سنة) حتفه، أمس الإثنين، خلال شجار بين مجموعتين من الأتراك في منطقة "تعليم خانة" القريبة من ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول (شمال غرب)، بعد أقل من شهر على مقتل الشاب السوري شريف الأحمد في منطقة باغجولار بإسطنبول.
وقالت وسائل إعلام تركية إن الشاب السوري تعرض للطعن أثناء شجار بين أشخاص أتراك أمام محله، وإن عناصر الشرطة والإسعاف حضرت إلى مكان الشجار، واعتقلت المشتبه فيهم بقتل الشاب السوري، ونقلت جثته إلى المشرحة.
ويؤكد سوريون في تركيا أن الاعتداءات العنصرية عليهم كلاجئين لا يمكن توصيفها كسلوكيات فردية أو عشوائية، بل هي أقرب إلى الأعمال المنظمة، وأن ذلك يتزامن مع عدم تحقق وزارة الداخلية من دوافع وخلفيات الاعتداءات المتكررة، متسائلين عن تزامن القرارات التركية بحق اللاجئين مع زيادة وتيرة الجرائم.
ونشرت صحيفة يني شفق، الأربعاء الماضي، صور المتهمين بقتل الشاب السوري شريف الأحمد (21 سنة)، مؤكدة أنها "جريمة عنصرية" وقعت بسبب خطاب التحريض الذي تروجه شخصيات من المعارضة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وأكدت الصحيفة أن المتهمين الثلاثة "من أصحاب السوابق الجنائية المتكررة"، كما أن مرتكبي جرائم سابقة بحق سوريين، مثل قتل نايف النايف، والاعتداء على ليلى دعّاس، هم من أرباب السوابق.
لم يمضِ على زواج هذا الشاب السوري الجميل #سلطان_جبنة (أحد أبناء #حمص) أكثر من شهرين، كان يعمل في محلٍ بمنطقة تقسيم في #إسطنبول، عندما اندلع شجار بين شبّانٍ أتراك أمام محله، أمس الإثنين، واختارت إحدى سكاكينهم -يبدو أنّها طائشة- صدر سلطان، لتكون روحه ثمناً لـ فضّ الشجار! pic.twitter.com/orD7EdThpP
— Saeed Alyousef (@S_Ghazzol) June 14, 2022
ويقول الإعلامي التركي هشام جوناي لـ"العربي الجديد": "رغم أن علينا البحث بدقة في أسباب كل جريمة على حدة لمعرفة الملابسات والأسباب قبل كيل الاتهامات، إلا أننا لا نستطيع إنكار تنامي خطاب العنصرية ضد اللاجئين السوريين في الشارع التركي، وللعامل الاقتصادي دور مهم، فمع تردي الواقع المعيشي للأتراك المتزامن مع تحريض بعض الأحزاب المعارضة على اللاجئين، رأينا ارتفاع وتيرة الجرائم، وصولاً إلى القتل".
وتساءل جوناي عن ترخيص وزارة الداخلية التركية لأحزاب أعلنت منذ البداية أنها ضد وجود اللاجئين، مثل "حزب النصر" الذي لا يتوقف رئيسه، أوميت أوزداغ، عن التحريض ضد اللاجئين، مؤكداً أن "الحكومة التركية تتحمل مسؤولية الجرائم لأن تطبيق القانون على العنصريين والمحرضين مسؤولية الحكومة وليس مسؤولية المعارضة".
وأعلنت إدارة الهجرة التركية تخفيض نسبة وجود الأجانب "اللاجئين" في بعض المناطق والأحياء من 25 إلى 20 في المائة بداية من مطلع يوليو/ تموز المقبل، وزيادة عدد الأحياء التي يمنع فيها منح (قيد السكن) للأجانب إلى 1200 حي، بعد أن كانت سابقاً 781 حياً فقط، كما فوض وزير الداخلية سليمان صويلو سائقي سيارات الأجرة بمتابعة وثائق اللاجئين خلال التنقل بين الولايات.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، وفق إحصائية جديدة أصدرتها المديرية العامة للهجرة التركية، 3.627 ملايين لاجئ، ومن بينهم 59785 لاجئاً يقيمون في مخيمات، وتتصدر إسطنبول قائمة الولايات التركية من حيث عدد السوريين بـ511498 لاجئاً، تليها غازي عنتاب بـ452420، ثم هاتاي بـ436384 سورياً.