أعلنت لجنة الحجّ التابعة للمعارضة السورية، عن استمرارها في الاستعداد لإدارة ملف الحجاج السوريين للموسم المقبل، وذلك بعد أشهر من إعلان النظام السوري عودة الملف لإدارته واستئناف العلاقات بين الأخير والسعودية إثر القمة العربية الأخيرة في المملكة، وذلك يفتح تساؤلات عن مآل الملف، واحتمالية وجود مطبات وعثرات في مسار التطبيع السعودي مع النظام. ونشرت "لجنة الحج العليا السورية"، أمس الاثنين، بيانات على موقعها الرسمي تشير إلى تحضيراتها لتنظيم ملف الحجاج السوريين خلال موسم "1445هـ -2024م"، ومنها إعلانات عن استقبال طلبات الراغبين بالعمل ضمن اللجنة. ونشرت اللجنة الشروط العامة والخاصة والتعليمات ومواعيد التقدم بالطلبات للصفات الإدارية لموسم 1445هـ-2024م وهي: "صفة رئيس مجموعة، صفة موجه ديني، صفة معاون، صفة منسق، المرشد الديني/ المرشدة الدينية". وفي الرابع والعشرين من مايو/أيار الماضي، أعلنت وزارة الأوقاف لدى النظام السوري أنها ستبدأ بتنظيم حج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي اعتباراً من العام المقبل، وذلك بعد 10 سنوات من تولي المعارضة السورية تنظيم حجيج السوريين، في كامل الأراضي السورية، عوضاً عن النظام السوري.
وفي هذا الشأن، قال نائب مدير الحج السوري (معارضة) نور أعرج، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "التواصل مع وزارة الحج في المملكة العربية السعودية ما زال مستمراً ولم ينقطع ولم نجد أي تغيير في التعامل مع لجنة الحج العليا السورية التابعة للمعارضة السورية، ونستمر بعملنا في خدمة الحجاج السوريين من كل شرائح المجتمع السوري بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، فهذا ملف تعبدي خالص."
وأضاف: "تستمر اللجنة في عملها ومكاتبها لاستقبال الإداريين والحجاج السوريين" مشيراً إلى أنّ "بروتوكولات توقيع العقود وتحديد الأعداد تغيرت بعد جائحة كورونا في المملكة فأصبح توقيع العقود في احتفالية تدعى لها كل الدول وتتم في يوم واحد مع وزير الحج والعمرة السعودي ونائبه في مدينة جدة، ومن المقرر أن يكون هذا الاحتفال في 6- 1- 2024 عندها تتحدد الأعداد النهائية لحصة الجمهورية العربية السورية".
وعن مزاعم النظام استلامه للملف، أوضح نور أعرج، أنّ "النظام يعلن أنه تسلم ملف الحج في كل عام، لكن لا مؤشرات تفيد بذلك وما زال التواصل قائماً مع الجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية ونحن مستمرون في تقديم خدماتنا للحجاج".
وفي حين لم يرد تصريح أو بيان واضح من الجانب السعودي بأن الملف سيكون بيد النظام السوري أو بيد المعارضة، يبقى التكهن مفتوحاً حول ما سيحمله الشهران المقبلان.
وكان مصدر عربي مطلع على التنسيق القائم بين النظام ودول عربية قد تحدث سابقاً مع "العربي الجديد" عن فتور بالتوجه العربي نحو النظام بسبب عدم استجابة الأخير لمطالب عربية معلنة تتعلق بمكافحة المخدرات واللاجئين وبالنفوذ الإيراني في سورية، وجاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد أشار فيها إلى أنه ليس بوارد تقديم تنازلات.
وكانت اللجنة قد نظمت موسم الحج الماضي رغم عودة العلاقات بين النظام السوري والسعودية. ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام حينها عن مدير الحج في وزارة الأوقاف التابعة للنظام حسان نصر الله أن عودة العلاقات بين النظام السوري والسعودية تمت قبل موسم الحج بشهرين فقط، ولهذا السبب لم تتولَّ وزارة الأوقاف تنظيم عملية الحج هذا العام.
وقال إن "تنظيم أمور الحج يتم بناء على اتفاقية توقع بين وزارة الأوقاف ووزارة الحج السعودية تتضمن التفاصيل والترتيبات اللوجستية من حيث العدد والطيران والسكن وغير ذلك، وهي توقع عادة قبل الحج بخمسة أشهر".
وتتولى "لجنة الحج العليا" التابعة لـ"الائتلاف السوري" المعارض ملف الحجاج السوريين منذ عام 2013، وذلك بعد أن سحبته السعودية من وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري، في ذلك الوقت في إطار الإجراءات العقابية للنظام، وعدم الاعتراف بشرعيته بعد قمعه العنيف للاحتجاجات السلمية.واتفق النظام السوري والسعودية نهاية مارس/ آذار الماضي على إعادة فتح سفارتيهما بعد مرور أكثر من عقد على قطع العلاقات بين الجانبين، لكن الخطوة لم تتحقق على الأرض حتى اليوم، وهو ما يشير إلى تعثر مسار التطبيع بين الطرفين.