دعت منظمة "نحب نعيش" (أي أريد العيش)، مع عدد من المنظمات المساندة لها، إلى وقفة احتجاجية، مساء الخميس، بالعاصمة تونس تحت شعار "قابس منكوبة: جريمة دولة"، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن حادثة انفجار في مصنع للإسفلت بقابس، جنوب تونس، الإثنين الماضي.
وطالبت المنظمة بالإحاطة بعائلات الضحايا خاصة بعد تسجيل خمس وفيات ومصاب، محذرة من تكرار سيناريو انفجار بيروت، وخاصة أن هذا الإنفجار يأتي في ظل حصول عدة كوارث سابقة، من بينها حريقان في مارس/آذار وإبريل/نيسان 2020، في مصنع للأمونيتر وآخر للأمونياك والغاز الطبيعي.
وأكدت المنظمات، في بيان لها، أن قابس مهددة بكارثة بيئية قد تهز المدينة وتهدد سكانها، داعية إلى تغيير المنوال التنموي الحالي القائم على الصناعات الملوثة وذات الطاقة التشغيلية المحدودة، وتركيز منوال تنموي بديل يحترم البيئة والإنسان قادر على توفير الشغل ويقطع مع الجرائم البيئية.
ودعت المنظمات الدولة التونسية إلى الإيفاء بتعهداتها من خلال تطبيق قرار 29 يناير /كانون الثاني 2017 القاضي بإيقاف سكب مادة الفوسفوجيبس في البحر، وتفكيك الوحدات الملوثة التابعة للمجمع الكيميائي بقابس، وإحداث مدينة صناعية صديقة للبيئة خارج مناطق العمران، مشيرة إلى أن معايير السلامة والبنية التحتية المهترئة، بأغلب الوحدات، مع وجود مصانع ووحدات صناعية تمثل أمرا بغاية الخطورة.
وأكد منسق حملة "نحب نعيش" خير الدين دبية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن وقفة اليوم تأتي على خلفية الحادثة التي وقعت أخيراً في قابس، والتي أججت غضب سكان المنطقة، رغم زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للمدينة، مبيناً أن الاحتجاجات لن تتوقف، ولا بد من محاسبة المسؤولين، فالوفيات قد تتضاعف إذا تكررت مثل هذه الحوادث.
وأشار إلى أنه سبق أن تم التنبيه، من قبل الجمعيات ومكونات المجتمع المدني، لمسألة الصيانة والسلامة، خاصة بعد انفجار بيروت وحتى قبله.
وأوضح المتحدث أنه فقد صديقاً له في حادثة انفجار مصنع بقابس، وأن أغلب المتوفين شباب لم يتجاوزوا عقدهم الثالث، مضيفاً أنهم طالبوا بعمليات بيضاء للسلامة والاحتياطات الواجبة عند حصول أي كارثة، وخاصة أن المنطقة صناعية ولا تخلو من مخاطر.
وأوضح أنه بجانب مصنع الإسفلت يوجد مصنع للأمونيتر وآخر لتخزين الأمونياك، والذي يحتوي مخزوناً أخطر مما انفجر في بيروت بـ50 مرة، مشيراً إلى أن هناك أيضاً مخزناً لتخزين الغاز، ومن "ألطاف الله أن الانفجار لم يمتد إلى هناك" وإلا لكانت الكارثة كبيرة.
ولفت إلى أن عديد النقابات بالجهة سبق أن نظمت إضراباً للمطالبة بالصيانة والسلامة للعمال، وتعزيز دور الدفاع المدني، لأن أي تفجير سيمتد لبقية المصانع، فهناك تركيز كبير لمصانع بغاية الخطورة وجلها موجود في مكان واحد، مؤكداً أن التلوث بالمنطقة والغازات الممنوعة والقاتلة موجودة في قابس، وسبق أن توفي عامل يدعى عبد القادر الزيدي، بعد استنشاقه للأمونياك في 2016، وبالتالي هي ليست المرة الأولى التي يتوفى فيها عامل بسبب التسربات الغازية، ولا بد من خطوات عملية لإنقاذ قابس التونسية.
وبين دبية أنه لا بد من تفعيل القرارات السابقة المتخذة، ومنها تفكيك الوحدات الملوثة، مؤكداً أن هناك غضباً كبيراً اليوم، وأن قابس كانت تنعم بالواحات وبالهواء النقي، ولكن منذ تركيز الوحدات الصناعية تلوث الهواء والمائدة المائية وانتشرت الأمراض السرطانية.
يشار إلى المنظمات المساندة لقابس بالإضافة إلى حملة "نحب نعيش"، هي: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، الجمعية التونسية للعدالة والمساواة، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الاتحاد العام لطلبة تونس، المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، حملة مانيش مسامح، حركة الشبيبة من أجل المناخ، منظمة محامون بلا حدود، الجمعية التونسية للصحة الإيجابية، جمعية الدفاع عن الحريات الفردية، جمعية راقصون مواطنون بالجنوب، جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية، جمعية تفعيل الحق في الاختلاف، الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام ، جمعية كلام، جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات، مرصد السيادة الغذائية والبيئة، مجموعة العمل من أجل السيادة الغذائية، جمعية تونس الإيكولوجية، جمعية نوماد 08، المنصة التونسية البدائل، جمعية المواطنة والتنمية والثقافات والهجرة بالضفتين.