قال مسؤول شؤون أفريقيا لدى منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن القارة السمراء قد تتلقى أولى جرعات اللقاح المضاد لكوفيد-19 في مارس/ آذار من مبادرة "كوفاكس" العالمية التي تهدف إلى مساعدة البلدان منخفضة الدخل في الحصول على اللقاحات، فيما ترتفع الوفيات في القارة بسرعة.
وقال ماتشيديسو مويتي للصحافيين، إن من المتوقع نشر ملايين الجرعات من كوفاكس بحلول يونيو/حزيران، الإعلان الرئيسي الثاني عن اللقاح هذا الأسبوع للقارة الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، فيما تزداد الإصابات للمرة الثانية.
وقال رئيس الاتحاد الأفريقي يوم الأربعاء، إنه تم تأمين 270 مليون جرعة من شركات فايزر وجونسون أند جونسون و أسترازينيكا عبر معهد سيروم في الهند.
ومن المتوقع تخصيص جرعات اللقاحات للبلدان بناءً على عدد السكان وشدة التفشي، مع اعتبار العاملين الصحيين أولوية قصوى بعد إصابة الآلاف.
وتسجل القارة الأفريقية الآن حوالى 30 ألف حالة إصابة جديدة بالفيروس يومياً بشكل عام مقارنة بـ18 ألف حالة خلال أول زيادة قبل أشهر.
وقال مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جون نكينغاسونغ، في إفادة منفصلة: "لسوء الحظ، تتزايد وفياتنا بسرعة كبيرة". وأضاف أن الوفيات المؤكدة من كوفيد-19 قفزت بنسبة 21 في المائة خلال الأسبوع الماضي في أفريقيا، مع الإبلاغ عن أكثر من 5400 وفاة.
يوجد في القارة أكثر من 3.1 ملايين حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، بما فيها أكثر من 75 ألف حالة وفاة، حيث الموجة الثانية من الإصابات "تضرب بقوة للغاية". يبلغ معدل وفيات الحالات في أفريقيا الآن 2.4 في المائة، وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 2.2 في المائة.
وهناك حوالى 20 دولة أفريقية لديها معدلات وفيات للحالات أعلى من المتوسط العالمي، بما فيها السودان بنسبة 6 في المائة ومصر 5.5 في المائة ومالي 3.9 في المائة والكونغو 3.1 في المائة وجنوب أفريقيا 2.8 في المائة.
تعد جنوب أفريقيا واحداً من أكثر البلدان تضرراً في العالم، حيث تهيمن السلالة شديدة العدوى من الفيروس الآن على عدد الحالات الجديدة وتكافح المستشفيات ضدها. ويوجد في البلاد أكثر من 1.2 مليون حالة إصابة، بما فيها 35 ألف حالة وفاة.
وقال مسؤول أفريقيا لدى منظمة الصحة العالمية، إن التسلسل الجيني وجد الآن هذه السلالة الجديدة في ثلاث دول أخرى هي بوتسوانا وغامبيا وزامبيا. وأضاف: "لا يمكن المبالغة في تأكيد أهمية وجود نظام قوي لمراقبة الجينوم".
وقال مدير مركز السيطرة على الأمراض في أفريقيا إن "الزيادة الهائلة في عدد الحالات تعني أننا نواجه نقصاً في إمدادات الأوكسجين"، ومن المقرر أن يجتمع مع منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين غداً الجمعة حول كيفية زيادة الإمداد إلى أفريقيا، حيث الأوكسجين الطبي غير متوافر على نطاق واسع.
وشدد نكينغاسونغ على أهمية الحصول على لقاحات كوفيد-19 في أفريقيا، وقال: "علينا القيام بذلك بسرعة. الاقتصادات في تراجع. الناس يموتون".
عشرة بلدان تستحوذ على 95 في المائة من اللقاحات
من جهته، طالب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الخميس، الدول الأوروبية بإظهار مزيد من التضامن بشأن اللقاحات، فيما حصلت عشر دول على 95 في المائة من الجرعات.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه في مؤتمر صحافي افتراضي إنه من الضروري أن "تقوم جميع الدول القادرة على المساهمة بمنح ودعم التوزيع العادل للقاحات" مشيرا إلى الجهود "الضخمة" التي بذلتها المنظمة وشركاؤها لضمان حصول كل بلد على اللقاحات.
وأكد أن 95% من اللقاحات ضد فيروس كورونا التي أعطيت في العالم انحصرت في عشر دول لم يسمها.
وهذه الدول هي الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وإسرائيل ودولة الإمارات وإيطاليا وروسيا وألمانيا وإسبانيا وكندا، وفقًا لموقع تحليل المعطيات "عالمنا في البيانات".
وأفاد مايكل راين، المدير المسؤول عن الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، بأنه على مدى 36 يومًا حصل نحو 28 مليون شخص على جرعة من أحد اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في نحو 46 دولة حول العالم.
ورغم بدء حملات التطعيم، عبر راين عن قلقه بشأن سرعة انتشار الفيروس الملحوظة في بعض البلدان، لا سيما بسبب المتحورات الجديدة الأكثر عدوى. وأكد كلوغه من جديد أن "الوضع ينذر بالخطر". وسجلت 25 دولة في أوروبا، بينها روسيا، إصابات بفيروس كورونا المتحور.
وأوضح: "مع ارتفاع قابلية الانتقال وخطورة المرض، فإن الفيروس المتحور يثير القلق، وفي غياب الرقابة المتزايدة للحد من انتشاره، سيكون هناك مزيد من العواقب على مرافق الرعاية الصحية التي تتعرض بالفعل للتوتر والضغط".
من بين 53 دولة في المنطقة، بدأت 31 دولة حملة التطعيم، ومن المتوقع أن تبدأ الدول المستفيدة من آلية كوفاكس توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد على البلدان الفقيرة، في أوائل فبراير/شباط. ويرى كلوغه أن من الضروري التحلي بالتفاؤل.
وأكد أن "عام 2021 سيكون عامًا آخر لفيروس كورونا، لكنه سيكون عامًا أكثر تهيئة، وستكون السيطرة على الوضع أسهل".
تحقيق في منشأ الفيروس
ووصل خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى الصين، الخميس، للتحقيق في منشأ وباء كوفيد-19 فيما تعقد لجنة طوارئ من المنظمة اجتماعاً لبحث السلالات المتحورة من فيروس كورونا.
كما في كل انحاء العالم، تجدد انتشار فيروس كورونا في الصين التي ظهر فيها الوباء لأول مرة في نهاية 2019 في ووهان بوسط البلاد.
وتمكنت الصين من السيطرة على الوباء الى حد كبير، لكنها أحصت الخميس أول وفاة ناجمة عن الفيروس منذ مايو/ أيار الماضي في مقاطعة هيبي حيث أُغلِقت عدة مدن في الآونة الأخيرة بعد ظهور بؤر إصابات جديدة بالفيروس. وأعلنت السلطات الصحية الصينية 138 إصابة جديدة، الحصيلة اليومية الأكثر ارتفاعاً منذ مارس/ آذار.
وسجلت هذه الوفاة الجديدة فيما وصل فريق مؤلف من 13 خبيراً من منظمة الصحة العالمية من مختلف الجنسيات الخميس إلى ووهان حيث كان في استقباله مسؤولون صينيون يرتدون الملابس الواقية أخذوا عينات لأعضاء الفريق من الحلق لدى الوصول، قبل نقلهم بسرعة إلى فندق حيث يتعين عليهم تمضية أسبوعين في الحجر قبل مباشرة العمل.
وهناك عضوان من الفريق لا يزالان في سنغافورة لإعادة فحص الكشف عن كوفيد-19 بعدما جاءت نتيجتهما إيجابية.
وهذه الزيارة حساسة جداً بالنسبة إلى السلطة الصينية التي تسعى إلى أن تبعد عنها أي مسؤولية عن الوباء الذي سبّب حوالى 1,979,596 مليون وفاة في العالم.
من جانب آخر دُعي إلى اجتماع للجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الخميس قبل أسبوعين من موعد انعقادها الاعتيادي كل ثلاثة أشهر، لبحث السلالات المتحورة للفيروس، أحد المواضيع الذي يتطلب نقاشاً عاجلاً. وستصدر توصيات لمنظمة الصحة العالمية وللدول الأعضاء في ختام اجتماع الخميس، على ما جاء في بيان للمنظمة نشر في جنيف.
والنسخ المتحورة من فيروس كورونا شديدة العدوى، ولا سيما البريطانية والجنوب أفريقية، وتنتشر بسرعة في العالم. وبلغ عدد الدول التي تنتشر فيها النسخة البريطانية المتحورة 50 بلداً فيما ظهرت النسخة الجنوب أفريقية في 20 بلداً بحسب منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى أن العدد قد يكون أعلى.
ويُجرى راهناً تحليل نسخة ثالثة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية، وأعلنت اليابان رصدها الأحد، وقد تؤثر بالرد المناعي، على ما أوضحت المنظمة التي تحدثت عن "نسخة مقلقة".