استمع إلى الملخص
- في ديسمبر 2019، أبلغت ووهان عن حالات "التهاب رئوي فيروسي"، مما أدى لانتشار فيروس كورونا الذي أثر على الحياة اليومية والتواصل الاجتماعي، ودعت المنظمة لتكريم المتأثرين والاعتراف بجهود العاملين الصحيين.
- بدأت الدول الأعضاء في صياغة اتفاق للوقاية من الأوبئة في ديسمبر 2021، مع التركيز على مشاركة مسببات الأمراض، وسط خلافات بين الدول، وتحديد مايو 2025 كموعد نهائي للمفاوضات.
ناشدت منظمة الصحة العالمية الصين مشاركة البيانات الخاصة بمنشأ فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) وإتاحة الوصول إليها من أجل المساعدة في فهم كيفية ظهوره، وذلك بعد خمس سنوات من رصد الوباء الذي صار جائحة كانت لها تداعيات هائلة على العالم. وهذه ليست المرّة الأولى التي تطلق فيها هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة أو أيّ جهة أخرى مناشدة مماثلة، لا سيّما أنّ الأمور لم تتّضح كلياً بعد، فيما أدّى مرض كوفيد-19 الناجم عن كورونا ومتحوّراته إلى وفاة ملايين الأشخاص وأصاب المنظومات الصحية بالشلل وأضعف الاقتصادات.
وشدّدت منظمة الصحة العالمية، في بيان نشرته اليوم الاثنين، على أنّ ما تطالب به "ضرورة أخلاقية وعلمية"، موضحةً أنّه "من دون الشفافية والمشاركة والتعاون بين الدول لن يتمكّن العالم من منع الأوبئة والجوائح المستقبلية والاستعداد لها بطريقة مناسبة". ويُعَدّ الاستعداد، من خلال اتفاق للجوائح، أمراً لا بدّ منه لتجنيب البشرية أخطاء مكافحة أزمة كورونا الوبائية، مع العلم أنّ متحوّرات الفيروس ما زالت تنتشر في العالم وتستهدف أعداداً كبيرة من الناس، وإن لم تعد "جائحة كورونا" عنواناً رئيسياً.
Five years ago on 31 December 2019, WHO’s Country Office in #China picked up a media statement by the Wuhan Municipal Health Commission from their website on cases of ‘viral pneumonia’ in Wuhan, China.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) December 30, 2024
In the weeks, months, and years that unfolded after that, #COVID19 came to… pic.twitter.com/th25ou6vJn
وذكّرت المنظمة بأنّه في 31 ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، تلقّى مكتبها في الصين بياناً من السلطات الصحية في ووهان (وسط) بشأن حالات "التهاب رئوي فيروسي" بالمدينة، مضيفةً أنّه "في الأسابيع والأشهر والسنوات التي تلت ذلك، صار كورونا يشكّل حياتنا وعالمنا". وبالفعل راح الفيروس الجديد يتحكّم في كلّ مفاصل يوميات الناس، فيفرض نمط عيش مختلف عليهم ويعزل بعضهم عن بعض ويرسي قواعد تواصل اجتماعي مستجدّة، بالإضافة إلى تدخّلات في شؤون أخرى وآثار ما زلنا نعاني تبعاتها حتى يومنا هذا.
وتابعت المنظمة أنّه "بينما نحيي ذكرى هذا الحدث المهمّ، دعونا نتوقّف لحظة لتكريم الأرواح التي تغيّرت أو فُقدت، والاعتراف بمن يعانون من كوفيد-19 وكوفيد طويل الأمد"، وكذلك لـ"التعبير عن الامتنان للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين ضحّوا كثيراً لرعايتنا". ودعت إلى "الالتزام بالتعلّم من كورونا لبناء مستقبل أكثر صحّة".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، سأل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عمّا إذا كان العالم أكثر استعداداً لأيّ وباء مقبل مقارنة بكورونا، قبل أن يقول في مؤتمر صحافي: "الجواب هو نعم وكلا". وشرح أنّه "في حال ظهر الوباء التالي اليوم، فإنّ العالم سيظلّ يواجه عدداً من نقاط الضعف والثغرات نفسها التي منحت كورونا موطئ قدم قبل خمس سنوات"، مضيفاً "لكنّ العالم استخلص كذلك كثيراً من الدروس المؤلمة التي علّمنا إيّاها الوباء، واتّخذ خطوات مهمّة لتعزيز دفاعاته ضدّ الأوبئة والجوائح المستقبلية".
وفي ديسمبر 2021، بعد سنتَين من رصد فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) للمرّة الأولى في الصين، قرّرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البدء بصوغ اتفاق بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها، وذلك في ظلّ الآثار المدمّرة لجائحة كورونا على أكثر من صعيد. واتّفقت الدول، البالغ عددها 194 دولة، على بنود الاتفاق بمعظمها، لكنّها ظلّت عالقة عند النقاط العملية. وثمّة خلاف رئيسي بين الدول الغربية التي تضمّ قطاعات رئيسية لصناعة الأدوية وبين الدول النامية التي تخشى أن تُهمَّش في حال ظهور وباء جديد. وعلى الرغم من أنّ القضايا العالقة تُعَدّ قليلة، فإنّها تبقى ذات أهمية كبرى، من قبيل الالتزام بالمشاركة السريعة لمسبّبات الأمراض الناشئة، وكذلك الفوائد على غرار اللقاحات المترتّبة عن دراستها. وقد حُدّد الموعد النهائي لاختتام المفاوضات بشأن اتفاق الجوائح في مايو/أيار 2025.
(فرانس برس، العربي الجديد)