قالت منظمة "أنقذوا الأطفال"، الخميس، في تقرير لها، إن 62 طفلاً توفوا خلال العام الحالي وحده، أي بمعدل طفلين كل أسبوع، في مخيم الهول بريف محافظة الحسكة الشرقي، شمال شرق سورية، حيث يقطن نازحون وأفراد عائلات مقاتلين من "داعش".
وأكدت المنظمة أن "الكثير من الدول الأغنى في العالم فشلت في إعادة غالبية الأطفال المتحدرين منها، والعالقين في مخيمي روج والهول في مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال شرق سورية".
ويؤوي المخيم قرابة 63 ألف شخص، نصفهم عراقيون، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشدّدة، ويقطن أربعون ألف طفل من ستين دولة اليوم في المخيمين، وينشأ هؤلاء في ظل ظروف معيشية صعبة جداً.
ويشهد مخيم "الهول" حالة من الفلتان الأمني والفوضى، وحوادث القتل المتكررة، لا سيما في القسم الثالث والرابع والخامس منه، حيث أحصت المنظمة جراء ذلك مقتل 73 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان، خلال العام الحالي.
وفي آذار/ مارس الماضي، نقلت وكالة أنباء "هاوار" التابعة للإدارة الذاتية عن إدارة مخيم الهول أنّ عدد القاطنين فيه بلغ 62 ألفاً و287 شخصاً، منهم 30 ألفاً و706 لاجئين عراقيين بالإضافة إلى 22 ألفاً و616 سورياً، أمّا عدد أفراد عوائل تنظيم "داعش" فقد بلغ ثمانية آلاف و965 شخصاً من النساء والأطفال فقط، وذلك بحسب الإحصائية الأخيرة التي صدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي.
حينها أشارت بيانات صادرة عن منظمات محلية عاملة في مخيم الهول إلى أن 24 ألف طفل تقريباً يقطنون فيه، وهذا الرقم يشمل كلّ الجنسيات بمن في ذلك أطفال عوائل تنظيم "داعش" وأطفال سوريون وعراقيون.
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان، قد أشار وقت سابق من العالم الحالي إلى أن "مخيم الهول والمناطق المحيطة في شمال شرق سورية تضمّ أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين"، وذلك في تقرير صدر في 28 فبراير/ شباط الماضي.
وتثير هذه الأرقام مخاوف حول مستقبل آلاف من أطفال مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا يقبعون في مخيمات شمال شرق سورية، لا سيّما من أبناء المقاتلين السوريين والعراقيين الذين تشكل استعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم مشكلة كبيرة بعد مقتل آبائهم أو اعتقالهم.
من جهة أخرى، وصل، الخميس، وفد من جمهورية جنوب أفريقيا برئاسة باري غيلدر، السفير المفوض فوق العادة في سورية ولبنان، والسيدة ناتاشا ستوجوزوكا، مديرة مكتب "اليونيسيف" في شمال وشرق سورية، في زيارته الأولى إلى مناطق "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية".
وتم استقبال الوفد من قبل عبد الكريم عمر، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية، ونائبي الرئاسة المشتركة في الدائرة، فنر الكعيط، وعبير إيليا في مقر دائرة العلاقات الخارجية التابع لـ "الإدارة الذاتية"، وتحدث الجانبان خلال اللقاء حول العديد من القضايا والمسائل السياسية والاقتصادية وحول الوضع في سورية، ومناطق شمال شرق سورية بشكل خاص.