استمع إلى الملخص
- إسماعيل شيفتشي يشير إلى أن 40 ألف شخص يعبرون البوسفور يوميًا بتكلفة أقل من سيارات الأجرة وأعلى قليلاً من المترو، مع وجود منافسة بين الشركات الخاصة والحكومية تحت إشراف البلدية.
- تركيا تقدم خيارات تنقل متعددة بين شطري إسطنبول، بما في ذلك نفق أوراسيا والجسور، مع الحفاظ على جمال المدينة. الرحلات البحرية توفر للمسافرين فرصة لاستكشاف إسطنبول من منظور مائي، مع رحلات ليلية تقدم ترفيه وطعام.
لعيون الزوار والسياح تصورات خاصة ومختلفة قد لا يراها سكان المكان أو أهله، ربما لأنهم ألفوا المشهد. كان لدى السائح السعودي أسامة الهيبي، الكثير ليقوله عن رحلته البحرية من منطقة إمينونو بالشطر الأوروبي لإسطنبول إلى ميناء إسكودار بالشطر الآسيوي. كان شرحه مفعماً بالدهشة. ويقول الهيبي الذي يزور إسطنبول مع أسرته، إن وسيلة النقل البحري بين شطري إسطنبول سياحة بحد ذاتها، فهي تطلعك على بعض قصور العثمانيين وآثارهم، وتُريك لمسات ما بعد تأسيس الدولة التركية بتجانس وانسجام، من دون أن تبدل النهضة العمرانية والجسور والحداثة من خصوصية دهشته.
وراح يطرح العديد من الأسئلة: كم تدر وسيلة النقل هذه على الشركة الحكومية؟ ربما هي إحدى آبار نفط تركيا الذي لا ينضب. في المحصلة، من يجرّب طريقة النقل هذه بالسعر الرمزي وهذا التنظيم والجمال، سيعود ليطعم طيور النورس التي ترافق المسافرين طيلة المشوار.
دهشة السائح هذه طرحت تساؤلات حول تفويت فرص المتعة تلك خلال الانتقال بحراً بين ضفتي مضيق البوسفور الواصل بين البحر الأسود شمال إسطنبول الأوروبية وبحر مرمرة جنوباً أي الجانب الآسيوي. في هذا السياق، يقول الباحث التركي إسماعيل شيفتشي، لدى سؤاله عن الشركة والعائدات، إنه ربما لا عدد محددا يومياً للعابرين بين ضفتي البوسفور، ولكن ثمة مصادر تقول إن المتنقلين من ميناء إمينونو لاسكودار يومياً يقدر بنحو 40 ألفاً، ويوجد وجهات عدة، ولا تتجاوز تكلفة النقل بين النقطتين 10 في المائة من أجور سيارات الأجرة، مشيراً إلى الرسوم التي تدفعها السيارات الخاصة لدى العبور عبر نفق أوراسيا. لكن الكلفة بالنقل البحري أعلى من التنقل بالمترو تحت الماء عبر قطار مرمراي.
يضيف في حديثه لـ "العربي الجديد" أنه يوجد شركات خاصة تعمل وتنافس إلى جانب الشركة الحكومية، لكنها تعمل جميعها تحت إشراف البلدية كحال النقل البري، وبدأ هذا التنافس منذ تأميم شركتين خاصتين كانتا تقومان بدور الناقل بين شطري إسطنبول منذ منتصف القرن التاسع عشر، علماً أن موانئ الانطلاق موجودة في السواحل كافة، لكنها تتركز بشكل كبير بمنطقة إمينونو وقره كويي وعلى امتداد البوسفور في مناطق بشكتاش وأورطة كوي على الجانب الأوروبي، وإسكودار وكاديكوي على الطرف الآسيوي. ويبين أن وقت الرحلة البحرية يتراوح ما بين 15 دقيقة بين سيركجي بالقسم الأوروبي وحارم بالآسيوي، وقد تصل إلى ساعتين للرحلات عبر الفوسفور أو ساعة إلى جزر الأميرات.
ويشير الباحث التركي إلى سلوك بعض السياح لاغتنام أطول مسافة بحرية، طالما أن الأجر هو نفسه، إذ يمشي بعض السياح على اليابسة للوصول إلى المحطة الأطول، ثم يركبون السفينة فتطول المسافة والرحلة والمتعة. يتابع: "لم نتكلم عن الرحلات البحرية بين إسطنبول والمدن القريبة مثل يلوا وبورصة، التي تشرف عليها شركة إيدو وتتم بالطريقة البحرية نفسها وبمتعة أكبر ومشاهد أكثر دهشة، مع خدمات كاملة من طعام وشراب وترفيه.
وحول الرحلات البحرية الليلية التي تتم عبر البوسفور، يوضح أن الخدمات تتوفر على تاكسي بحري لمن يريد الاستقلالية والخصوصية، وعادة تشرف عليها شركات خاصة تؤجر يخوتاً أو تقوم برحلات عبر البوسفور، وتقدم الطعام وبرامج فنية. كما أن السفن العربية التي تقوم بتلك الرحلات، مثل سفينة أهل الراية وسفينة ألف ليلة وليلة وسفينة ليالي شامية.
وافتتحت تركيا نهاية عام 2016 نفق أوراسيا ليصل بين شطري إسطنبول، وهو ممر للمركبات بطول 5.4 كيلومترات، بني في قاع مضيق البوسفور، وأعمق جزء من النفق هو 106 أمتار تحت مستوى سطح البحر.
ولا تزيد الرحلة بين قارتين عبر النفق عن ربع ساعة، أي بين منطقتي غوزتيبه في الطرف الآسيوي ومنطقة كازلي شيشمه في الطرف الأوروبي، وتمتد على مسافة 14.6 كلم. يُضاف إلى ما سبق الجسور الثلاثة المشيدة فوق مضيق البوسفور. الأول جسر البوسفور المشيد منذ عام 1973، والذي تغيرت تسميته بعد الانقلاب الفاشل عام 2016 ليصبح جسر شهداء 15 يوليو/ تموز، ويبلغ طوله 1074 متراً وعرضه 39 متراً وارتفاعه 105 أمتار عن مستوى الطريق و64 متراً عن سطح البحر.
والجسر الثاني محمد الفاتح، شيّد على بعد 5 كلم من جسر البوسفور عام 1988، ويبلغ طوله 1510 أمتار وعرضه 39.5 متراً وارتفاعه 169عن الطريق وعن سطح البحر 64 متراً. وثالث الجسور ياووز سليم أو سليم الجبار، دشن عام 2016 ليكون الجسر الثالث الذي يصل بين شطري إسطنبول، ويعد أعرض جسر معلق بالعالم بنحو 59 متراً ويبلغ طوله 2164 متراً، والمسافة بين البرجين 1408 أمتار، ويصل ارتفاع الأعمدة إلى نحو 322 متراً، ويرتفع عن سطح البجر 59 متراً.