تفاقم موجات البرد والصقيع معاناة قاطني المخيمات ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي البلاد، بالتزامن مع انقطاع مادة المازوت المستخدمة للتدفئة وغلاء أسعار الحطب، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية وارتفاع نسب البطالة والفقر والجوع.
منصور الخالد (42 عاماً) يقيم في مخيم بتجمع مخيمات كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، قال لـ"العربي الجديد": "الأوضاع صعبة من كافة النواحي على النازحين في المخيمات، خاصة ما يتعلق بتوفير مواد التدفئة، كون العمل يتوقف مع فصل الشتاء والمساعدات الإنسانية شحيحة، وهي التي تسهل علينا تخطي فصل الشتاء والأيام الصعبة القادمة التي تنخفض فيها درجات الحرارة لما دون الصفر".
وأضاف: "يلزمني توفير الخبز والمياه لأسرتي والأدوية لأولادي، كون الزكام شائع في الوقت الحالي لدى الأطفال، كلها ضغوط تتراكم علينا كنازحين في الوقت الحالي".
ووجّه خالد مناشدة للمنظمات الإنسانية قصد توفير مواد التدفئة، "كون تأمينها صعب للغاية، وأسعار الوقود مرتفعة للغاية، والأمر نفسه ينطبق على الفحم والحطب، نحن عاجزون عن شراء هذه المواد، والأطفال بوضع سيئ بسبب البرد".
من جانبه، أفاد محمد العمر، وهو نازح من ريف معرة النعمان إلى تجمع مخيمات أطمة، شمالي محافظة إدلب، "العربي الجديد" يأنّ "الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه في السنوات السابقة، مع غياب المعالجة الجذرية لمأساة قاطني المخيمات، الحلول لا تأتي في السلة الغذائية، ولا في كيس حطب يقدم لعائلة نازحة في فصل شتاء كامل، الحل يتمثل بإعادة النازحين إلى منازلهم بعيداً عن حكم الأسد".
بدوره، قال حسن عبد اللطيف الحسن، وهو مدير مخيم الليث بريف إدلب الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قاطني المخيم بحاجة إلى مواد للتدفئة، واستبدال بعض الخيام المهترئة، لا سيما أن جميع الخيام لم تُستبدل منذ أكثر من ثلاث سنوات"، موضحاً أن "مخيم الليث يضم 137 عائلة من 850 فرداً"، مُشيراً إلى أن "أمراض الأطفال في المخيم بدأت بسبب البرد والصقيع، ومن لديه تدفئة يخاف من احتراق الخيمة بسبب مواد التدفئة البدائية أو نوعية المواد الرديئة".
في غضون ذلك، أكد فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له اليوم الخميس، أن حياة الأطفال والنساء في المخيمات لا تزال مأساوية، خاصةً أن بقاءهم في المخيمات، في ظل انخفاض درجات الحرارة وتشكل موجات البرد والصقيع وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، بات يهدد حياتهم بالخطر.
وشدد الفريق على أن أغلب النازحين يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، بالإضافة إلى قدم الخيم وتدمير العديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة، ما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد وظهور أعراض صدرية وجلدية عليهم، إضافة إلى مخاوف من حدوث وفيات بين النازحين نتيجة انخفاض الحرارة، وفي مقدمتهم الأطفال.
ولفت الفريق إلى أن الكثير من النازحين لا يزالون غير قادرين على العودة إلى مناطقهم الأصلية نتيجة تدمير منازلهم من قبل قوات النظام السوري وروسيا، فضلاً عن عدم توفر البنى التحتية الأساسية للخدمات وعدم استقرار الوضع الأمني، داعياً المنظمات الإنسانية إلى التحرك لتأمين متطلبات النازحين، وخاصةً مواد التدفئة، وتعويض الأضرار المستمرة وتوسيع عمليات الاستجابة الإنسانية في ظل عجز كافة النازحين عن تأمين المستلزمات الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها.