موجات الحر تزيد معاناة النازحين في المخيمات شمالي سورية

10 يوليو 2024
مخيمات الشمال السوري تعاني من نقص الخدمات ، 1 يوليو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **موجة حرّ جديدة تزيد معاناة النازحين في شمال غرب سورية**: تشهد مناطق شمال غرب سورية موجة حرّ جديدة تزيد من معاناة النازحين في المخيمات، مع توقف خدمات دعم المياه بسبب نقص التمويل ووسائل التبريد غير المجدية.

- **قصص من المخيمات: فاطمة الأحمد ومريم الأسمر**: تعاني فاطمة الأحمد من نقص المياه في مخيم الخير، بينما تواجه مريم الأسمر في مخيمات أطمة نقص المياه وغياب الكهرباء، مما يضطرها لشراء المياه وتقليص نفقات الغذاء.

- **تحديات الحياة في المخيمات: نقص المياه ووسائل التبريد**: يعتمد النازحون على مراوح تعمل على البطاريات لتخفيف الحر، لكن هذه الوسائل غير كافية. تقرير "منسقو استجابة سورية" يشير إلى أن قرابة 1000 مخيم تعاني من انعدام المياه بشكل كلي و318 مخيماً تعاني من انعدام جزئي.

تشهد مناطق شمال غرب سورية موجة حرّ جديدة من المتوقع أن تنتهي يوم الجمعة المقبل، وتزيد موجات الحر هذه معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري، في ظل الظروف الحالية مع توقف خدمات دعم المياه عن الكثير من المخيمات في المنطقة بسبب نقص التمويل اللازم لهذا النوع من المشاريع. كما أن وسائل التبريد الحالية غير مجدية، خاصة لمن يقيم في الخيام.

تعيش فاطمة الأحمد في مخيم الخير بمنطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي، ضمن مخيم مدعوم بالمياه حتى الوقت الحالي، مما يخفف نوعاً ما عبء درجات الحرارة المرتفعة كما توضح لـ"العربي الجديد". أسرتها المكونة من 5 أطفال وزوجها، تكفيها كمية المياه التي تزودهم بها المنظمة، في الوقت الحالي، بظل خطة الاقتصاد التي تتبعها العائلة، ولكن في المخيم الكثير من العوائل تعاني من نقص في المياه، تقول الأحمد: "أطفالي لا يزالون صغاراً، كمية الماء التي نحصل عليها من المنظمة تكفي. نملأ الخزانات يوم الاثنين، ويوم الخميس تزودنا المنظمة ببرميل واحد فقط من المياه. نحاول دائماً أن نقتصد لتكفينا الكمية. لكن الكثير من العوائل تعاني بسبب ذلك وتضطر لشراء المياه. واليوم تجاوزت درجة الحرارة 38 مئوية. ونترقب انخفاض موجات الحر بفارغ الصبر. والليلة الماضية لم نستطع النوم بسبب الحرّ".

موجات الحر وغياب الكهرباء تضاعف معاناة النازحين

بدورها، تسكب مريم الأسمر النازحة المقيمة في مخيمات أطمة شمال إدلب الماء على نفسها وعلى أطفالها طوال الوقت لتخفيف حرارة الجو التي راحت تلفظ لهيباً مشتعلاً داخل خيمتهم القماشية الصغيرة، وتقول لـ"العربي الجديد" إن المياه هي الوسيلة الوحيدة للتبريد وسط غياب الكهرباء والبرادات والمراوح وكل مقومات الحياة داخل الخيام. وتضيف أن المياه العنصر الوحيد الذي كان متاحاً من قبل منظمات المجتمع المدني بشكل مجاني، فقدت مؤخراً وفرض عليهم شراؤها أيضاً، في الوقت الذي يعانون فيه الفقر وقلة مصادر الدخل.

وأشارت مريم إلى وجود بعض البراميل البلاستيكية لديها والتي تلجأ لتعبئتها بالمياه على حسابهم الخاص كلما نفدت الكمية، مما يؤثر على نفقات الغذاء التي عمدوا لتقليصها أيضاً. متمنية أن لا يطول الصيف أكثر من ذلك لأنها لم تعد قادرة على التحمل، خاصة وأن غياب المياه ووسائل التبريد بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة راح يشكل خطراً على صحتهم، بعد أن أصيبت مع أبنائها بأمراض جلدية تحسسية.

ويعتمد معظم النازحين في مخيمات الشمال السوري على مراوح تعمل على البطاريات، كونها الحل الوحيد بالنسبة لهم لتخفيف الحر، وهذه المراوح متوفرة في السوق المحلي، وتعمل إلى جانب المياه على التخفيف من شدة الحرّ. ويقول الخمسيني عبد الحي المصطفى المقيم في مخيمات كفرلوسين لـ"العربي الجديد": "عند الظهيرة أشعر بضيق فعلاً بسبب الهواء الحار، أجلس أمام المروحة دون جدوى. أبلل الملابس بالماء، هذا السبيل الوحيد للتخفيف من الحر. الحياة في المخيم هي أيام تمضي من العمر لا أكثر، لا تقارن بالحياة في المنزل. لكننا مجبرون، أستطيع تحمل الحر والبرد في سبيل أن يبقى أولادي آمنين. ضحيت بكل ما أملك ونزحت معهم من ريف حمص إلى إدلب".

يذكر أن فريق "منسقو استجابة سورية" ذكر في تقرير، صدر عنه خلال يونيو/ حزيران، أن قرابة 1000 مخيم في شمال غرب سورية تعاني من انعدام المياه بشكل كلي، في حين يعاني 318 مخيمًا من انعدام جزئي للمياه في المنطقة، بينما بلغ عدد المخيمات في المنطقة 1904 مخيمات.