استيقظ أكثر من 80 مليون أميركي، اليوم الأحد، على تحذيرات أو توصيات متصلة بارتفاع درجات الحرارة في الولايات الغربية والجنوبية من البلاد، مع تجاوز درجات الحرارة مستويات قياسية.
وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من "موجة حرّ واسعة النطاق وشديدة الوطأة" في قسم كبير من غرب الولايات المتحدة الأميركية وجنوبها، مع توقّع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأسبوع المقبل، الأمر الذي يزيد المخاطر الصحية التي تهدد ملايين السكان.
وأفادت الهيئة في تقرير، اليوم الأحد، بأنّه "من المتوقع تسجيل درجات حرارة عالية قياسية على نطاق واسع، فضلاً عن درجات حرارة دنيا يومية تحطّم المستويات القياسية في أجزاء من الجنوب الغربي، على طول ساحل الخليج الغربي وفي جنوب فلوريدا".
وفي أحد مواقع البناء في مدينة هيوستن بولاية تكساس، يحاول خوان (28 عاماً) العمل على الرغم من الحرّ الشديد. ويقول لوكالة فرانس برس: "عندما لا أشرب سوى الماء، أشعر بالدوار، وأشعر برغبة في التقيّؤ بسبب (ارتفاع) الحرارة. أنا في حاجة إلى مشروبات أخرى مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة الباردة لأتمكّن من العمل".
وقد طُلب من سكان المدينة الحدّ من استخدام الكهرباء من الساعة الثانية من بعد الظهر وحتى الساعة العاشرة مساءً، من يوم أمس السبت حتى غد الاثنين، في محاولة للتخفيف من ارتفاع الطلب.
أمّا سكان أجزاء من كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا، فيتعايشون لليوم الثاني مع القيظ، وسط حرارة قد تصل بحسب التوقعات إلى 46 درجة مئوية وفقاً لهيئة الأرصاد الجوية. وكانت درجات الحرارة في جنوب كاليفورنيا قد وصلت في ذروتها، أمس السبت، إلى ما بين 41 و43 درجة مئوية.
وفي "وادي الموت" الشهير في كاليفورنيا، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، ترتفع الحرارة إلى 54 درجة مئوية اليوم الأحد، علماً أنّها كانت قد سجّلت عصر أمس السبت 51 درجة مئوية. كذلك تجاوزت الحرارة في بلدة إيدلوايلد الواقعة إلى الشرق من لوس أنجليس على ارتفاع نحو 1645 متراً، المستوى القياسي السابق مسجّلة 38 درجة مئوية. وفي مدينة إمبريال في كاليفورنيا، بلغت الحرارة مستوى قياسياً مع 46 درجة مئوية.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة هو سبب الوفاة الرئيسي المرتبط بالطقس في الولايات المتحدة الأميركية، وحضّت الأميركيين على أخذ هذه المخاطر على محمل الجدّ. أضافت: "إجمالاً، من جنوب فلوريدا وساحل الخليج إلى الجنوب الغربي، ما زال أكثر من 80 مليون شخص تحت تحذير من الحرارة المفرطة أو تحذير من الحرارة حتى وقت مبكر من هذا الصباح".
وقد دقّت السلطات ناقوس الخطر قبل أيام، وأوصت الأميركيين بتجنّب الأنشطة الخارجية في النهار، وتجنّب الاجتفاف الذي يمكن أن يصير قاتلاً بسرعة في مثل درجات الحرارة الأخيرة.
وفي ولاية أريزونا، سجّلت مدينة فينيكس على مدى 16 يوماً متتالياً حرارة تزيد عن 43 درجة مئوية، ووصلت عصر أمس السبت إلى 48 درجة مئوية ولم تنخفض دون 32 درجة ليلاً. وقد نشرت سلطات المدينة متطوّعين لتوجيه السكان إلى مراكز تبريد وتوزيع قوارير المياه والقبّعات، لكنّ القائم على ذلك ديفيد هوندولا صرّح لمحطة "إيه بي سي" المحلية بأنّ جدول العمل الممتدّ على ثلاثة أيام في الأسبوع "من الواضح أنّه... غير كاف".
وتكرّرت موجات الحرّ بوتيرة أسرع وبشكل أكثر حدّة في مدن أميركية كبرى، بمعدل ستّ مرات سنوياً في خلال العقدَين الأوّلَين من القرن الجاري مقارنة بموجتَين سنوياً في ستينيات القرن الماضي، بحسب بيانات وكالة حماية البيئة الفدرالية.
وفي هذا الإطار، أفاد مكتب هيئة الأرصاد الجوية في لاس فيغاس عبر تغريدة على موقع تويتر بأنّ "موجة الحرّ هذه ليست حرارة صحراء معتادة"، مشيراً إلى أنّ "طول مدّتها ودرجات الحرارة القصوى في خلال النهار والليالي الدافئة" غير مألوفة.
من جهة أخرى، تشهد كندا، جارة الولايات الأميركية، درجات حرارة مرتفعة بعد أشهر من هطول الأمطار بمعدل دون المتوسط. وقد بلغت مساحة الأراضي التي أتلفتها حرائق الغابات مستوى سنوياً قياسياً، وصل حتى أمس السبت إلى 24.7 مليون هكتار. وقال الباحث في وزارة الموارد الطبيعية الكندية يان بولانجيه لوكالة فرانس برس: "نسجّل في هذا العام أرقاماً أسوأ من أكثر التوقعات تشاؤماً".
وعلى الرغم من صعوبة ربط حدث مناخي معيّن بتغيّر المناخ، يشدّد العلماء على أنّ الاحترار العالمي المرتبط بالإنسان مسؤول عن تزايد موجات الحر وتكثّفها. وعلى صعيد متّصل، اجتاحت فيضانات أجزاءً من شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية في الأسابيع الأخيرة. وأعلن مسؤولون في مقاطعة باكس في شرق بنسلفانيا، اليوم الأحد، عن مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان أربعة آخرين، بعد أن تسبّبت عاصفة، أمس السبت، في هطول أمطار بلغ منسوبها 18 سنتيمتراً في ساعة واحدة، الأمر الذي تسبّب في فيضانات جرفت مركبات.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.
(فرانس برس)