يعاني النازحون من مناطق جنوبي محافظة إدلب وشرقيها إلى مخيمات اللاجئين في شمال غربي سورية، من أزمة تأمين المياه النظيفة، رغم مناشدات الأهالي المتكررة للمنظمات الإنسانية، خاصة مع تزايد المخاوف مع انتشار مرض الكوليرا في المنطقة الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.
نور سرمداوي، أب لثلاثة أطفال، يقيم في مخيم "البالعة" الواقع غربي إدلب، يقول لـ"العربي الجديد": "هذا العام من أسوأ الأعوام التي مرت علينا منذ نزوحنا من قرانا إلى المخيمات"، مضيفاً أن "خيمته تفتقر إلى المياه النظيفة الصالحة للشرب، منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، حيث يعمل على شراء المياه عن طريق صهاريج خارجية، يصل سعر البرميل الواحد إلى 20 ليرة تركية، وبسبب الأوضاع الاقتصادية والفقر لا أستطيع شراء سوى برميل واحد كل أربعة أيام".
وفي السياق نفسه، يقول خليل الحمود، مدير تجمع مخيمات "البالعة" لـ"العربي الجديد" إن "أكثر من 478 عائلة مقيمة في مخيمات البالعة، تفتقر إلى مياه الشرب والمياه النظيفة، المخصصة لتنظيف الأيدي، وأواني الطبخ والشرب".
المخيمات تحتاج نحو 48 ألف لتر يومياً من المياه، فيما لا تتجاوز الكمية التي يجري تأمينها حالياً 1200 لتر خلال الأسبوع
وأوضح الحمود أن "المخيمات تضم ما يقارب من 2975 شخصاً يحتاجون نحو 48 ألف لتر يومياً من المياه، فيما لا تتجاوز الكمية التي يجري تأمينها حالياً 1200 لتر خلال الأسبوع"، معرباً عن تخوّفه من انتشار "الكوليرا" داخل المخيم، في ظل انعدام وسائل الوقاية، وخاصة المياه النظيفة. إذ لم تعد المياه هي المشكلة الوحيدة في المخيم، "هناك مشكلات في الصرف الصحي، والنقاط الطبية، والتعليم، وانعدام السلل الغذائية الشهرية".
ويصف مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، حجم الأزمة قائلاً إن "أكثر من 590 مخيماً في مناطق شمال غربي سورية، تفتقر لمياه الشرب بشكل كلي، وتقدر نسبة العجز بالدعم المقدم ما يقارب 85%"، مشيراً إلى أن انتشار الكوليرا في المخيمات السورية بات قريباً جداً، وخاصة تلك التي تعاني من نقص بالمياه النظيفة، ومشاريع الصرف الصحي، والنقاط الطبية.
وأكد الحلاج خلال حديثه على "أهمية تضافر الجهود مع المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والأممي، للقيام بدورهم المطلوب لتأمين المياه النظيفة للمخيمات"، مناشداً المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة التحرك بشكل عاجل لاتخاذ إجراءات الوقاية من الكوليرا ضمن المخيمات.
ويبلغ عدد المخيمات في مناطق شمال غربي سورية نحو 1119 مخيماً، يسكنها أكثر من 1811578 شخصاً، فيما يبلغ عدد المخيمات العشوائية 514 مخيماً.
وتعيش المخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية، أزمة إنسانية هي الأسوأ منذ أعوام، حيث تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، نتيجة قلة الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة، والتضخم الاقتصادي، وانتشار البطالة.