يترقب نازحون من حي غويران في جنوب مدينة الحسكة السورية انتهاء عمليات التمشيط للعودة إلى منازلهم التي غادروها قبل 11 يوما، بعد هجوم تنظيم "داعش" على سجن الصناعة الكائن في الحي، في حين عاد عدد منهم بالفعل.
وبعد عودته، قال مؤيد الشرابي، لـ"العربي الجديد": "كثير من العائلات عادت إلى منازلها، بينما عائلات أخرى لا تزال خائفة، وتنتظر انتهاء تمشيط كامل الحي".
أما النازح عبيد، فإنه يتجهز حاليا للعودة إلى منزله، ويقول إن "حياة النزوح كانت صعبة جداً رغم تقديم مساعدات من جمعيات خيرية وسكان وأقارب. لسنا خائفين حالياً. كانت أزمة ومرت".
بدوره، يقول عبد الله الحمّاد لـ"العربي الجديد": "منازلنا قريبة من السجن، وعندما سمعنا أصوات الرصاص خاف أولادنا، وبعدها عرفنا أن هناك اشتباكات، وأن سجناء داعش هربوا، وحاولوا التسلل بين المدنيين، ما تسبب في حالة من الخوف. غادرت مع أولادي، ومثلي كثيرون، إلى مناطق سيطرة قوات (قسد)، وهناك من ذهب إلى مناطق النظام، ولم يكن هناك مكان يؤوينا إلا الجوامع، ولم تساعدنا أي من المنظمات الإنسانية، بل ساعدنا السكان بالطعام".
وأضاف الحماد: "بقينا على هذه الحال أكثر من 11 يوما، وقسد أعلنت تحرير السجن من تنظيم داعش، ويقومون حاليا بتمشيط الحي، وهناك أضرار مادية، وجرت سرقات للمنازل، ولا يزال هناك تهديد لحياتنا وحياة أطفالنا، ووجود السجن في الحي مشكلة حقيقية، ونتمنى إبعاده لنعيش بأمان".
وأوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، أن عدد الأسر النازحة من الحي يقدر بنحو 3000 أسرة، ومعظمهم توجهوا إلى مدينة الحسكة والقرى المحيطة بها، بينما قصد بعض العوائل مدينة القامشلي، وعامودا، والمالكية لوجود أقرباء لهم فيها، وعائلات أخرى قصدت المربع الأمني في مدينة الحسكة، لكنها طردت لاحقا من قبل عناصر النظام السوري، ولا يزال لدى الأهالي العائدين مخاوف من تجدد المعارك داخل الحي.
وحي غويران أحد أكبر أحياء مدينة الحسكة، ويشكل الجزء الجنوبي الشرقي منها، ويقع فيه كل من السجن المركزي، وسجن "غويران" وهو تجمع لمبان تتكون منها المدرسة الصناعية، واحتجز فيه سابقا عناصر تنظيم "داعش".