تعيش مئات العائلات النازحة في بلدة الحلزون في الريف الغربي من إدلب، في خيام مهترئة عشوائية مع مضي سنوات على نصبها، مُهددة بأن يتم طردها في حال لم تتمكن من دفع إيجار الأرض التي تقيم عليها، وهي الغارقة في فقر مدقع، في ظل غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية.
"من وين جيب"؟ سؤال أمّ محمد الشيخ، أرملة وأم لخمسة أطفال، أكبرهم لم يشتد بعد عوده ليعيل عائلته، والتي تقيم في أحد المخيمات السبعة المنتشرة في أراضي بلدة حلزون، قائلة لـ "العربي الجديد"، "خيمتي التي لم تعد تسترنا، ولا ترد عنا حر الشمس، ولا برد الشتاء المقبل، ولا تزيد مساحتها عن أربعة أمتار مربع، يريدون إيجار تلك المساحة 50 دولارا، والدفع الشهر المقبل".
وأضافت "هذا المبلغ لا يتوفر لي، وأنا أعجز عن تأمين ثمن الخبز، وهو المادة الرئيسية إن كان مع حساء الأرز أو العدس أو البرغل طعامنا منذ سنوات"، قائلة "لا أملك أي خيار فليس لدينا من يعيلنا، فإن لم تساعدني منظمة أو جهة ما سأبحث مع أبنائي على مخيم آخر يأوينا".
من جانبه، قال مدير مخيم "صابرون" في محيط بلدة الحلزون أبو شهاب، لـ "العربي الجديد"، أرض المخيم ملكية خاصة وتم إخبارنا أن علينا رفع إيجار أرض الخيمة من 15 ألف ليرة سورية في السنة، إلى 50 دولارا مقدما عن السنة المقبلة (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 2200 ليرة سورية)"، مبينا أنه "قد يعتقد البعض أن هذا المبلغ زهيد، إلا أن الحقيقة أنه مبلغ كبير بالنسبة للنازحين الذين يعجزون عن تأمين ما يسد جوعهم".
وأضاف "كثير من النازحين مهددون اليوم أن يتم طردهم من مكان إقامتهم، إن عجزوا عن دفع إيجار أرضية خيامهم مع نهاية العام".
وقال "لا نعلم لمن نشكي حالنا، والمنظمات غائبة عن المخيم"، لافتا إلى أنه في مخيم صابرون وحده، يوجد 422 عائلة يستلم منهم معونة حاليا 222 عائلة، أما البقية فانقطعت عنهم المساعدات منذ فبراير/شباط الماضي".
بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في بلدة الحلزون حسين أبو أحمد، لـ "العربي الجديد"، "النازحون يقيمون في أراض ذات ملكية خاصة، وهناك علاقة إيجارية بينهم، لكن بحسب معلوماتي الإيجار حاليا رمزي، ولم أسمع عن مسألة رفع الإيجارات"، مضيفا أن "بعض الأراضي تتبع لفصيل عسكري متواجد في المنطقة، ويأخذ إيجارا رمزيا من المقيمين في المخيمات لدعم ذوي الشهداء والمعوقين".
ولفت إلى أن المجلس المحلي "يقدم سلالا إغاثية بشكل شهري لجميع العائلات المقيمة في المخيمات، كما يقدم خزانات للمياه، ومياه الشرب مجانا، وسلال نظافة، إضافة إلى دور توعوي فيما يخص انتشار فيروس كورونا"، مبينا أن "منطقة الحلزون تضم 7 مخيمات يعيش بها نحو 1300 عائلة، وهم بحاجة اليوم إلى مواد تدفئة ورفع الخيام مع اقتراب فصل الشتاء، ففي الشتاء الماضي إحدى المنظمات الإنسانية وزعت مادة المازوت، لكن هذا العام لم يتواصل معنا أحد من تلك المنظمات".
يشار إلى أن أكثر من مليوني نازح يعيشون في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" المتشددة، في ظل أوضاع معيشية غاية في السوء، جراء تدهور الوضع الاقتصادي وعدم توفر فرص العمل والغلاء الفاحش.