نازحون في المدارس مع تصاعد عدوان الاحتلال على غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
14 مايو 2021
الموت يلاحق عائلات غزة
+ الخط -

لم يدر في مخيلة الفلسطيني أبو شادي القرم، الذي يقطن في حي الشجاعية الواقع شرقي مدينة غزة، أنه سينزح مجددا إلى مدرسة ذكور غزة الإعدادية، بعدما نزح إليها سابقا خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع في عام 2014.

انتقل القرم وعائلته المكونة من 17 فرداً إلى المدرسة التابعة لوكالة "أونروا"، فجر اليوم الجمعة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف تعرض له حي الشجاعية، ومدينة بيت حانون، وبيت لاهيا. وتضج المدرسة حالياً بعشرات الأسر التي توافدت إليها قسراً هرباً من القصف العشوائي العنيف، الذي يصفه الفلسطينيون في القطاع بأنه الأعنف، وبأنه غير مسبوق في تاريخ الحروب وجولات التصعيد التي عاشوها.

تحولت الفصول الدراسية إلى غرف تضم كل منها ما لا يقل عن 10 أفراد من الأسر النازحة. وافترشت الأسر الأرض، إذ لم تتمكن من اصطحاب أي من أثاث منزلها. يقول القرم لـ"العربي الجديد"، إنه غادر منزله خشية القصف العنيف الذي طاول المناطق الشرقية من حي الشجاعية، مشيرا إلى تعرض بعض أحفاده للاختناق بفعل الغازات السامة التي تنبعث في أعقاب القصف الشديد للمنطقة، ليقرر الخروج بكامل عائلته من الحي الذي شهد نزوح عشرات الأسر خشية تكرار سيناريو حرب 2014.

امتلأت المدرسة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين بدت ملامح الخوف والقلق من المجهول واضحة على وجوههم، لا سيما كبار السن والنساء، فيما اتجه بعض الأطفال للعب في الساحات الخارجية للمدرسة.

يصف الفلسطيني محمد العجلة الغارات التي شنت على المناطق الشرقية للقطاع بأنها "جنونية"، وبأنها كان تستهدف بث الرعب في صفوف المدنيين وإجبارهم على النزوح قسراً من منازلهم تمهيداً لتكرار تدمير المنازل مثلما حدث في الحروب الماضية.

عشرات الأسرة الفلسطينية تنزح إلى المدارس في غزة (العربي الجديد)

ويوضح العجلة لـ"العربي الجديد"، أن المشهد الذي خلفه القصف الإسرائيلي العنيف لمنطقة "النزاز" الواقعة شرقي مدينة غزة، يتجاوز مشاهد حرب عام 2014، خصوصاً مع إطلاق الاحتلال قذائف سامة أدت إلى استشهاد 4 من جيرانه.
خرج محمد العجلة مع ثمانية من أفراد عائلته للإقامة في إحدى مدارس "أونروا"، ولم يتمكنوا بفعل ضيق الوقت من اصطحاب أي من الأثاث، ما يفاقم من معاناة العائلة مثل غيرها من الأسر النازحة.

واتفقت غالبية الأسر النازحة من المناطق التي طاولها القصف الإسرائيلي على استنشاقها غازات كادت تؤدي إلى اختناقهم أو أصابتهم بصعوبة في التنفس، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد بعض الفلسطينيين من جراء استخدام الاحتلال الإسرائيلي غازات سامة خلال القصف.

فوجئ الفلسطيني سعد المملوك باتصال من مخابرات الاحتلال يطلب منه إخلاء منزله تمهيداً لاستهداف منزل أحد جيرانه، والذي دمره الاحتلال بالكامل في حي الشجاعية، وأصيب منزل المملوك بأضرار كبيرة نظراً لشدة القصف الإسرائيلي.

ويقول المملوك: "لم يمضِ على بناء طابق جديد في منزلي سوى 7 أشهر، وتعرض لأضرار كبيرة ستجعله يحتاج إلى مبلغ مالي كبير لإعادة ترميمه، وأخشى من تعرضه للقصف خلال القصف العشوائي للمنازل".

عشرات الأسرة الفلسطينية تنزح إلى المدارس في غزة (العربي الجديد)

 

عشرات الأسرة الفلسطينية تنزح إلى المدارس في غزة (العربي الجديد)
المساهمون