تشتكي الجهات المسؤولة عن إدارة مخيمات النازحين شمال شرق سورية من إهمال الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها للنازحين المقيمين في هذه المخيمات، التي تعاني من شحّ في الموارد وضعف كبير في البنى التحتية، على غرار كافة المخيمات المنتشرة في مناطق شمال غرب سورية.
وتطالب هذه الجهات الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها تجاه النازحين في هذه المخيمات، في الوقت الذي تزداد فيه متطلبات الحياة مع قدوم فصل الشتاء.
سميرة خليل، نازحة تقيم في مخيم واشوكاني، غربي مدينة الحسكة، قالت لـ"العربي الجديد": "الوضع مأساوي في المخيم. ليس لدينا منظفات ولا ماء ولا خبز. عائلتنا تتألّف من 14 فردا، وهناك فقط شخص واحد يعيل الأسرة، وهو بالكاد يؤمّن ضروريات العيش. ليس لدينا غاز، وخيمنا تمزّقت.. بنينا بيتا من طين لنسكن فيه في فصل الشتاء".
ويقيم الخمسيني عبد المجيد إبراهيم مع أفراد عائلته في مخيم نوروز بريف الحسكة، حيث يقف عاجزاً أمام متطلبات يفرضها قدوم فصل الشتاء. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ الخدمات الصحية هي أهم ما يجب توفيره في المخيم، و"هي ضعيفة وتكاد تكون معدومة". وأوضح أنّ "مواد التدفئة كذلك مهمة في الوقت الحالي، إلى جانب الخدمات كمياه الشرب والصرف الصحي".
بدوره، أكّد أحد المسؤولين عن المخيمات في المنطقة، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "مفوضية اللاجئين لا تقدّم المساعدات للنازحين في مخيمات واشوكاني ورأس العين ونوروز"، مضيفا أن "أكبر الصعوبات التي يواجهها النازحون نقص الماء والكهرباء والسلات الغذائية والرعاية الصحية والتعليم". وأكّد أنّ مخيمات الحسكة تعاني من نقص متطلبات العيش الأساسية ذاتها أيضاً.
وتابع المسؤول: "نعاني من نقص الملابس الصيفية والشتوية. وهناك حاجة للصرف الصحي ووضع سور للمخيمات، كما أن هناك حاجة لمبيدات الأفاعي والعقارب، خاصة في فصل الصيف. تحتاج المخيمات أيضاً إلى الإطفائيات، ولا بد أن تساعدنا المنظمات في هذا الموضوع بسبب الحرائق التي تنشب في المخيمات، حيث نلاقي صعوبة في إخمادها".
وتابع المسؤول: "إذا لم يتوفر الوقود والمحروقات سيكون الوضع مأساوياً للصغار وكبار السن، لأنّ الشتاء قاس".
وكان مكتب شؤون النازحين التابع للإدارة الذاتية عقد، الأحد الماضي، اجتماعاً حضره مدراء المخيمات في المنطقة ورئاسة مديرية شؤون نازحي دير الزور، نوقشت خلاله أوضاع النازحين في مخيمات المنطقة على العموم، حيث تمّ التأكيد فيه على "تقاعس الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة، وعدم تقديمها المساعدات والخدمات اللازمة للنازحين مع قرب حلول الشتاء، وتفشي فيروس كورونا، والنقص الحاد في الأدوية".