"نداء غزة التطوعي"... شبان فلسطينيون في خدمة النازحين

09 مارس 2024
مطالبة بإنقاذ غزة (العربي الجديد)
+ الخط -

إدراكاً منهم لحجم المعاناة التي يعيشها الغزيون، وخصوصاً النازحين منهم، أطلق 150 فلسطينياً مبادرة "نداء غزة التطوعي" لتخفيف الأعباء المُلقاة عليهم جراء العدوان.

يتشارك عشرات الفلسطينيين في مد يد العون للنازحين والمُتضررين في قطاع غزة، في ظل دخول العدوان الإسرائيلي المُتواصل شهره السادس على التوالي، من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات المُجتمعية والإنسانية والترفيهية والتنشيطية والتوعوية.
وينطلق 150 فلسطينياً، ضمن مُبادرة "نداء غزة التطوعي" الشبابية للتخفيف من الأعباء المُلقاة على الفلسطينيين، وفي مقدمتهم النازحون. ويهدف الفريق الشبابي، الذي ينطلق بدافع المسؤولية المُجتمعية، إلى لفت أنظار العالم لمعاناة النازحين المُتواصلة، والمتفاقمة بفعل تواصل العدوان الإسرائيلي، عبر مجموعة من فعاليات الدعم النفسي والمعنوي والطبي، إلى جانب المُساهمة الفردية "غير المدعومة رسمياً" بتقديم المُساعدات الإنسانية.
وتقول الفنانة التشكيلية أحلام عبد العاطي، وهي إحدى القائمات على حملة "نداء غزة التطوعي"، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة تسبب في تدمير المراكز والمؤسسات، ما دفع مجموعة من الشبان المتطوعين للتفكير في تقديم المساعدة للأشخاص النازحين، بدلاً من انتظار الجهات المعنية لتقديمها، وخصوصاً في ظل كثافة النازحين والاحتياجات المتزايدة يوماً بعد يوم. 
وتلفت عبد العاطي في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن الفريق، الذي ينطلق من داخل خيمة نزوح وبجهود فردية بحتة، يضم 150 متطوعاً ومتطوعة، وستتركز جهودهم في خدمة النازحين بشكل عام، والمناطق المهمشة على وجه التحديد، نظراً لعدم وصول المُساعدات الإنسانية إليهم، وغياب مختلف الأنشطة التفاعلية والمجتمعية التي قد تُحسن من ظروفهم النفسية والمعيشية.

وتبين عبد العاطي، أنه جرى تقسيم الفريق إلى خمس مجموعات، تختص كل مجموعة بنشاط مُعين، وتتوزع الأنشطة على فعاليات الدعم النفسي والمُجتمعي والصحي والمساعدات الإنسانية والتوثيق الإعلامي، على أن تضاف مجموعة سادسة تهتم بحل الأزمات عبر سلسلة من الجلسات التوعوية للنازحين تتعلق بالسبل الصحيحة للتعامل مع مُختلف الإشكاليات.

يحاولون التخفيف من الأعباء المُلقاة على الفلسطينيين (العربي الجديد)
يحاولون التخفيف من الأعباء المُلقاة على الفلسطينيين (العربي الجديد)

وفيما يتعلق بالدور المُلقى على عاتق كل فريق داخل الحملة، توضح سيرين الوحيدي، وهي عضو الفريق التأسيسي، أن فريق الدعم النفسي يُعنى بتنظيم جولات بين خيام النازحين لتنفيذ جلسات الاستماع والتفريغ النفسي، إلى جانب تنفيذ الأنشطة الترفيهية والتفاعلية، بهدف تخفيف الآثار النفسية السيئة للعدوان على مختلف الشرائح، وفي مقدمتهم الأطفال.
وتلفت الوحيدي في حديثها لـ "العربي الجديد" إلى أن الفريق الطبي المختص سيُركز على توفير الأدوية، بالتنسيق مع بعض المؤسسات ذات الصِلة، وسيقوم الفريق الإغاثي بتوزيع المساعدات، فيما سيتولى فريق التشبيك المؤسساتي التعامل مع المؤسسات المانِحة والداعِمة، وتنظيم عمليات توزيع المساعدات، على أن يتولى الفريق الإعلامي توثيق الأنشطة، ونشرها عبر وسائل الإعلام، ومختلف مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتنوع الأنشطة التي يقدمها الفريق التطوعي، ما بين الأنشطة الترفيهية والتنشيطية التي تتضمن رسم خريطة فلسطين، والطهي على نار الحطب، والأنشطة الإغاثية، مثل إقامة الخيام للنازحين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، علاوة على توفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، بالتنسيق مع الأطباء والجهات المختصة.

دعم لأهالي غزة بكل الأشكال (العربي الجديد)
دعم لأهالي غزة بكل الأشكال (العربي الجديد)

من جانبه، يشير عضو الفريق التأسيسي، محمد حرارة، إلى أن الحملة وعبر أنشطتها المختلفة، تسعى إلى إيصال رسالة إلى العالم بأسره، تفيد بأن غزة بحاجة إلى من يقف معها ويمد لها يد العون وإدخال المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية، حتى ترجع إلى سابق عهدها بأن تكون واحة للأمان والاستقرار.
ويؤكد حرارة لـ"العربي الجديد" أن الحملة لا تغفل عن تقديم الشكر لكل الدول التي تقف إلى جانب الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي مقدمتها قطر ومصر والأردن والسعودية والكويت ولبنان، وتطالبهم بتكثيف مساعداتهم، سعياً إلى إنقاذ أهالي قطاع غزة، وفي مقدمتهم الأطفال والنساء وكبار السن والفئات الهشة والمهمشة.

ويلفت حرارة إلى أن الحملة تحاول كذلك إيصال صوت المواطنين إلى المسؤولين في الحكومة وصناع القرار في مختلف المجالات، من أجل توفير الحماية اللازمة لهم، خصوصاً في ظل تكرار حالات استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهم، لحظة توجههم للحصول على المساعدات والمعونات الغذائية التي يمكن أن تبقيهم على قيد الحياة.
وتنطلق فكرة الفريق الشبابي التطوعي في ظل الواقع المعيشي المأساوي الذي يمر به مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في المناطق الوسطى والجنوبية، بفعل التهجير القسري الإسرائيلي، وسط غياب لمختلف الخدمات الأساسية، ونفاد السلع والاحتياجات اليومية للفلسطينيين، علاوة على الغلاء الشديد في أسعار السلع الضرورية.

المساهمون