- افتتاح مراكز سرطانية متطورة في عدة محافظات وجهود وزارة الصحة لإنشاء المزيد من المراكز المتخصصة ومستشفى مرجعي للأورام في بغداد لتحسين الرعاية الصحية.
- المشكلات الصحية والبيئية تتفاقم بسبب الحروب والتلوث، مما يزيد من معدلات الإصابة بالسرطان ويواجه المرضى تحديات كبيرة بما في ذلك شح الأدوية وضعف العناية، مع استمرار الجهود الحكومية لتحسين الوضع الصحي.
يتواصل ارتفاع نسبة الإصابات بأمراض السرطان في العراق بسبب التلوث وتراجع الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مخلفات كثرة الحروب التي شهدتها البلاد، خصوصاً حربي الخليج والغزو الأميركي، واستخدام أسلحة خطرة، ما يجعل سكان العراق من بين الأكثر إصابة بالسرطان بين دول الجوار. وأمس السبت، أكد وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي أن محافظة نينوى هي الأعلى نسبة في معدل الإصابات السرطانية وليست البصرة كما يشاع، مشيراً إلى أن "قانون الضمان الصحي يحتاج من 8 إلى 10 سنوات ليغطي جميع العراقيين، وأن المشاريع الاستراتيجية الصحية هي طويلة الأمد وبحاجة إلى وقت لإنجازها وتطبيقها".
وأشار الحسناوي، في بيان، إلى وجود مركز سرطاني متطور في محافظة البصرة، كما جرى افتتاح مركز آخر داخل مستشفى السياب الجديدة متضمنا أحدث الأجهزة الطبية، لافتا إلى أن "قائمة الانتظار للعلاج في مركز الأورام بمحافظة البصرة لا تتعدى اليوم الواحد". وأكد أنه "سيُنشأ مركز آخر للأورام في ناحية عز الدين سليم بمحافظة البصرة، وقد افتتحنا مركزاً جديداً لعلاج الأورام بمحافظة صلاح الدين، خلال الفترة الماضية، بأحدث الأجهزة الطبية، وأكملنا الإجراءات لإنشاء 4 مراكز متطورة لعلاج الأورام في 4 محافظات لا توجد فيها مراكز أورام"، كما "سيُنشأ مستشفى مرجعي للأورام في بغداد، وأُكملت الإجراءات الخاصة لوضع حجر الأساس للمشروع"، وفقاً للبيان.
السرطان والحرب في نينوى
من جهته، قال المسؤول المحلي في محافظة نينوى محمود الجحيشي إن "التلوث الذي سببته العمليات العسكرية الأميركية في العراق ضد المدينة بالإضافة إلى العمليات الحربية لطرد احتلال تنظيم داعش (2014ـ 2017)، أدى إلى تصاعد في أعداد المصابين بالسرطان"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "المشكلة الصحية والبيئية في العراق أصابت كل المدن بزيادة معدلات الإصابة بالسرطان، لكن لنينوى كان النصيب الأكبر بسبب الحرب الأخيرة". وقالت عضو نقابة الأطباء نهى الجنابي، لـ"العربي الجديد"، إن "مرضى السرطان يعانون في العراق من شح الأدوية وضعف العناية، وافتقار المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية إلى العلاج، ما يدفع أغلبهم إلى الاعتماد على الأدوية من الصيدليات، وهي باهظة الثمن"، مؤكدة أن "مئات المصابين بأمراض السرطان يغادرون إلى خارج العراق من أجل العلاج، والمشكلة أن المراكز الجديدة التي افتتحت مؤخراً في مناطق متفرقة من البلاد تفتقر إلى الدعم المادي الحكومي من أجل تقديم الخدمات الجيدة للمرضى".
وإلى جانب نينوى شمالا، تتصدر مدينتا الفلوجة والبصرة، غربي العراق وجنوبيه، بعدد المصابين بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية لدى الرضّع. وتفيد تقارير رسمية عدة وأخرى تابعة لجهات إعلامية ومدنية محلية ودولية بأن مخلفات الحروب تعدّ السبب الأساسي لانتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية. وبحسب تقارير صادرة عن وزارتَي الصحة والبيئة، فإن المعدل السنوي للإصابة بأمراض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة إصابة، لكن الواقع يشير إلى أكثر من ذلك بكثير، إذ إن عدد مرضى السرطان في المستشفيات كبير.
ولا تملك الجهات الرسميّة المتخصصة في العراق أرقاماً دقيقة لعدد مرضى السرطان، إلا أن بعض التقارير الدولية تتحدث عن أعداد مرتفعة. على سبيل المثال، سجلت محافظة البصرة وحدها أكثر من ألف إصابة بالسرطان العام الماضي، بينما سجلت الفلوجة أرقاماً أعلى. ومن شأن الحروب أن تؤدي إلى أضرار بيئية وصحية في المنطقة، وقد شهدت البلاد حروباً كثيرة على مرّ السنوات.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف بدر، فإن "المعدل السنوي للإصابة بمرض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة إصابة، بينها 20% إصابات بسرطان الثدي"، موضحاً، في تصريحات صحافية، أن "المعدل السنوي يشكل من 11 إصابة إلى 15 إصابة بين كل 100 ألف شخص، وهو ضمن المعدلات الطبيعية المسجلة في المنطقة المحيطة بالعراق، وحتى بعض الدول الأوروبية". وأشار إلى أن "المجلس الأعلى للسرطان المرتبط بوزارة الصحة سيصدر نهاية العام الجاري إحصائية شاملة بعدد المصابين بمرض السرطان في العراق"، معتبرا أن "الارتفاع الحاصل في الإصابات يعود إلى ارتفاع عدد السكان الذي يتناسب طرديا مع الإصابات بالسرطان".