هدمت السلطات الإسرائيلية مبنى عائلة الخوري في قرية البصة الفلسطينية المهجرة، والذي تميّز بهندسته المعمارية العريقة التي جعلت السلطة المحلية للآثار تدرجه ضمن منطقة مخصصة للصيانة.
وتقع قرية البصة الفلسطينية المهجرة أقصى شمال غربي فلسطين قرب الحدود مع لبنان، وتبعد كيلومترين من منطقة رأس الناقورة اللبنانية.
وقدم المتحدث باسم أهالي قرية البصة المهجرين، المحامي واكيم واكيم، اليوم الخميس، شكوى ضد هدم بلدية شلومي مبنى عائلة الخوري، خصوصاً أن المبنى يقع ضمن منطقة الصيانة بحسب السلطة المحلية للآثار.
وتعمل لجنة أبناء مهجري البصة على الحفاظ على المباني الباقية التي صمدت بعد النكبة عام 1948، بينها 3 كنائس ومقام وجامع، وصيانتها.
وقال واكيم لـ"العربي الجديد: "هدمت بلدية شلومي، الاثنين الماضين، مبنى عائلة الخوري في البصة الذي يحتوي على فن هندسي معماري تناولته عدة دراسات، وأدرجته السلطة المحلية ضمن خطة قدمت إلى لجنة التخطيط والبناء باعتباره مبنى للصيانة. وعندما زرت الموقع رأيت الهدم الوحشي كأنه بغارات جوية لطائرات، والذي خلّف دماراً كبيراً، بهدف إنشاء موقف للسيارات".
تابع: "بقيت في البصة ثلاث كنائس ومقام الخضر والمسجد، ومبانٍ يقطنها أشقاء عائلة رئيس البلدية بعدما رمموها، وتقع قرب المسجد في جهتها الغربية. وقد توجهت إلى مركز الشرطة في نهاريا حيث قدمت شكوى ضد هدم البيت التاريخي، ونحن لن نسكت بعد اليوم على الهدم وسرقة حجارة بيوت مهجرة".
وقال مدير مركز "ميزان" الحقوقي الذي يتابع ملف قرية البصة منذ سنوات عدة، المحامي عمر خمايسي، لـ"العربي الجديد": "تؤكد المعالم والمباني التي بقيت بعد تهجير أهالي البصة هويتهم الحقيقية التي باتت غير موجودة في بلدية شلومي. هذه المباني جلبت الأرق لرئيس ومسؤولي البلدية الذي طرحوا في جلسات سابقة مخططات كنا على قناعة بأنها ستستهدف المباني وستؤدي إلى هدم بعضها، وهم ردوا بوقاحة وعنصرية على اعتراضاتنا، وكأنهم يريدون إخفاء التاريخ الحقيقي للقرية، ثم ذهبوا في نهاية المطاف إلى طرق غير قانونية عبر تنفيذ الهدم في ساعات الليل رغم صدور أمر بوقف أعمال الجرف وتوسيع الشارع".
تابع: "وضعت لجنة التخطيط والبناء مخططاً للحفاظ على الكنائس والمقام والمسجد وعلى بيت عائلة الخوري الذي هُدم، لذا لدينا شكوك كبيرة بما حصل، ونتهم البلدية بالوقوف خلف الهدم".
وتبعد قرية البصة 19 كيلومتراً عن مدينة عكا، وتوجد على هضبة بارتفاع 75 متراً عن سطح البحر شمالي وادي البصة، وفي أسفل جبل المشقح الذي يفصل بين فلسطين ولبنان، وهي قريبة من البحر الأبيض المتوسط، ويتبعها سهل منبسط يصل إلى البحر من جهتي الغرب والجنوب.
واحتلت قرية البصة في 14 مايو/ أيار 1948 عام النكبة، وأنشأ الاحتلال على أنقاضها مستوطنتي شلومي وكيبوتس بتسات. وفي عام 1948، كان عدد سكان البصة نحو 4000، أقاموا في أكثر من 700 منزل، وثلثهم من المسيحيين والباقي من المسلمين.