هكذا استنفر السوريون في تركيا لإغاثة منكوبي الزلزال

24 فبراير 2023
أودى الزلزال المزدوج بحياة عشرات الآلاف وخلَّف دماراً مادياً ضخماً (فاتح كورت/الأناضول)
+ الخط -

منذ اللحظة الأولى للزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية في 6 فبراير/ شباط الجاري، أعلن السوريون في تركيا النفير العام، وانتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإغاثة المنكوبين، والانتقال إلى المواقع المتضررة للمساهمة في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض.

أغلب منظمات المجتمع المدني السورية في عموم تركيا أطلقت حملات إغاثة ودعم للمتضررين الأتراك والسوريين، كما ساهم مشاهير وفنانون ومفكرون سوريون في هذه الحملات.

وفي 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سورية، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلَّف دماراً مادياً ضخماً.

دعم متنوع

حملات الإغاثة والدعم التي أطلقها السوريون تنوعت بين جمع منظماتهم المساعدات الإغاثية وإرسالها عبر شاحنات، أو المشاركة الفردية في حملات التبرع بالدم والتطوع في المناطق المنكوبة.

المنظمات السورية في تركيا، مثل "البيت السوري" و"جمعية اللمة" و"المنتدى السوري" و"جمعية النور" و"جمعية تركمان سورية" و"المجلس التركماني السوري"، جميعها كانت لها مساهمات في هذا الإطار.

المساعدات شملت جمع وتجهيز مواد إغاثية وغذائية وطبية وملابس، فضلا عن الخيم والمساهمات المالية العينية، إضافة إلى المساهمة في حملات التبرع بالدم التي نظمها الهلال الأحمر التركي.

لم تقتصر المساعدات على جمعها عبر المنظمات السورية، بل ساهم رجال أعمال سوريون ومواطنون في حملة "تركيا قلب واحد" الرسمية، بتقديم مبالغ مالية لرئاسة إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد" والهلال الأحمر في تركيا.

كما تطوع طلاب سوريون في أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض في الولايات التركية، إضافة إلى تطوع آخرين في منظمات الإغاثة التركية، مثل منظمة الإغاثة الإنسانية IHH.

مليون دولار

مؤسس "المنتدى السوري" وعضو مجلس إدارته عمار قحف كشف عن أن "إجمالي ما تم تقديمه من مساعدات، عقب زلزال تركيا وسورية، يتجاوز مليون دولار (18.8 مليون ليرة تركية)".

وأضاف قحف لـ"الأناضول": "كمنظمة مجتمع مدني مرخصة في تركيا، ومنذ اليوم الأول، أعلنا عن حملة جمع تبرعات لمساندة ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسورية، ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا من العرب والسوريين والأتراك".

وتابع: "في الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، أطلقنا نداء عبر شركائنا في العمل الإنساني ضمن الجالية السورية والعربية، حظي بتجاوب كبير من أبناء الجالية السورية والعربية في عدد من المدن الأميركية".

متطوعون في كهرمان مرعش يعدون الطعام للمنكوبين (الأناضول)

وفي ما يتعلق بالمستفيدين، قال قحف: "المستفيد الأساسي هم السوريون والأتراك المتضررون من الزلزال في الولايات التركية المنكوبة، ومن أبناء الشعب السوري داخل الأراضي السورية".

وشدد على أن "المنظمات الإنسانية السورية أثبتت بهذه المحنة قدرتها الكبيرة على التنظيم والعمل بصدق، ومحاولة تقديم الخدمة الإنسانية للسوريين والأتراك في كل المناطق المتضررة، في ظل الهدف الإنساني الذي يعمل من أجله الجميع".

استجابة سريعة

من جهته، قال طارق سلو جاوزجي، رئيس فيدرالية جمعيات تركمان سورية التي تضم 20 جمعية في الولايات التركية: "تحركت الجمعيات فورا بعد الزلزال باستجابة عاجلة وطارئة وتشكيل الفرق والتدخل والمساعدة".

وأضاف جاوزجي، لـ"الأناضول"، أنّ "الفرق التابعة للفيدرالية عملت مباشرة على استنفار الإمكانيات لجمع المساعدات للمتضررين في سورية وتركيا، ثم تسيير عدة شاحنات إغاثية".

وأشار إلى أنّ "المنطقة التي ضربها الزلزال في جنوب تركيا وشمال سورية من المناطق التي نعمل فيها بشكل مكثف، وبالتالي كان وصولنا سريعاً، وعبر ذلك أوصلنا المساعدات إلى المنكوبين وجرى توزيعها عليهم".

ناجون من الزلزال في غازي عنتاب (أوزغون تيران / الأناضول)

وشملت المساعدات، وفق جاوزجي، "مواد غذائية وملابس ووقوداً وخبزاً وماء وأدوية وأطعمة ومطابخ متنقلة، ساهمت بتقديم الخدمات للمتضررين في تركيا وسورية، وما زالت نشاطاتنا مستمرة".

وتابع: "كان هناك نشاط جيد لمنظمات المجتمع المدني والمفكرين والمثقفين السوريين لإغاثة المنكوبين، وكان للسوريين دور ريادي خلال الكارثة من خلال الانتقال إلى المناطق المتضررة واستنفار كل إمكانياتهم".

إغاثة النازحين

أما المديرة التنفيذية لجمعية "النور" آية سلطان، فقالت: "في تركيا كان العمل يعتمد على المتطوعين والدعم بشكل فردي، إذ أطلقنا حملات تطوع اعتمدت على السوريين والأتراك".

وأضافت سلطان لـ"الأناضول": "ساهمت بإغاثة العائلات النازحة التي وصلت إلى إسطنبول، عبر تجميع الملابس المستعملة والفرش والبطانيات والسلال الغذائية، ثم إرسالها لهم".

وعن جهود الجمعية في سورية، أشارت إلى أنها "أرسلت حاويتين تضمنت سلالاً غذائية، ووزعت وجبات طعام يومية، وتعمل على تأمين خيم للمحتاجين، إضافة إلى تأمين مستلزمات صحية للنساء".

فقد كثيرون المأوى وكل شيء بعد الزلزال (الأناضول)

ويصل عدد المتضررين من الزلزال المدمر في كل من تركيا وسورية إلى 23 مليون شخص، بينهم 1.4 مليون طفل، حسب تصريحات لمسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهيد مارشان.

(الأناضول)