قُتل ما لا يقلّ عن 130 شخصاً، معظمهم من المدنيين، نتيجة إصابتهم بألغام أرضية وعبوات ناسفة من مخلّفات المعارك التي وقعت خارج العاصمة الليبية طرابلس، وانتهت في يونيو/ حزيران 2020، بحسب ما أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء.
وكانت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد حاولت السيطرة على طرابلس في إبريل/ نيسان 2019، لكنّ حملتها انتهت بالفشل.
وقالت مديرة فرع منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان في ليبيا، حنان صلاح، إنّ "القوات المتحالفة مع حفتر زرعت ألغاماً أرضيّة وعبوات ناسفة، فقتلت وشوّهت مئات المدنيين، من بينهم أطفال، وحالت دون عودة سكان الضواحي الجنوبية لطرابلس إلى ديارهم". أضافت أنّ "الألغام المضادة للأفراد محظورة لأنّها تقتل المدنيين عشوائياً أثناء القتال ولفترة طويلة بعد انتهاء النزاع".
When Hiftar's forces & allied foreign groups withdrew from Tripoli’s southern suburbs in June 2020 they left behind huge amount of landmines & abandoned or unexploded ordnance
— Hanan Salah (@HananMSalah) April 27, 2022
Since then, around 400 people were killed or maimed
New @hrw #Libya report 🧵https://t.co/AsvHBAYAog pic.twitter.com/rlUCpRuAUO
وقد استندت المنظمة إلى تقرير صادر عن المركز الليبي للعمل ضدّ الألغام التابع لوزارة الدفاع، أكّد أنّ الألغام المضادة للأفراد تسبّبت في مقتل 130 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين وتشريد الآلاف.
وعلى الرغم من توقّف القتال وصمود اتّفاق وقف إطلاق النار الموقّع في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، فإنّ البلاد ما زالت تعاني من نزاعات منذ سقوط نظام معمّر القذافي في عام 2011، وقد تجدّد الانقسام السياسي بتنافس حكومتَين على السلطة منذ مارس/ آذار 2022.
Among the banned antipersonnel landmines used extensively in the #Libya Tripoli war by Russia-backed Hiftar are the POM-2S, POM-2R@hrw identified use of the newly developed type POM-3 (Medallion) by Russian forces in #Ukraine https://t.co/XJiePnijK6 pic.twitter.com/6MsR1BYCrc
— Hanan Salah (@HananMSalah) April 27, 2022
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ عمليات إزالة الألغام المستمرّة تعرقلها "الإدارة المجزأة، والتنسيق غير الكافي بين الوكالات الحكومية والمنظمات الإنسانية"، فضلاً عن عدم كفاية الوسائل المتاحة. وأوضحت المنظمة الحقوقية، التي راجعت لقطات قدّمتها جماعات إنسانية لمكافحة الألغام، أنّها "تعرّفت على 10 ألغام مضادة للأفراد من أصل سوفييتي وروسي".
وفي هذا السياق، عبّرت صلاح عن أسفها، إذ إنّه "حتى الآن لم تتمّ محاسبة أيّ قائد أو مقاتل ليبي أو أجنبي مسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة خلال حرب طرابلس"، مشددة على أنّه "من الضروري اتّخاذ إجراءات دولية من أجل إجراء محاكمات ذات مصداقية".
(فرانس برس)