وصفت وزيرة الهجرة العراقية، إيفان فائق جابرو، اليوم الثلاثاء، مصطلح "عوائل داعش"، الذي يُطلق على مخيمات النزوح المتبقية في العراق بأنه "بدعة"، وهناك جهات مستفيدة روجت له في الحكومات السابقة، مؤكدة استمرار جهود إعادة النازحين إلى مناطقهم، إضافة إلى وجود ملف مدينة جرف الصخر الذي تسيطر عليها مليشيات مرتبطة بإيران بيد وزارة الداخلية.
وقالت الوزيرة، في حديث مع لـ"العربي الجديد"، إنه "تم إجراء التدقيق الأمني لكافة النازحين في المخيمات بالعراق، ولا يوجد أي خروقات و ملاحظات أمنية تخصهم، وأن البدعة التي أطلقت خلال فترة الحكومات السابقة، عمّا يسمى بـ(عوائل داعش) هي غير حقيقية، مبينة أن "جهات مستفيدة كانت قد أطلقت تلك التهم".
تم إجراء التدقيق الأمني لكافة النازحين في المخيمات بالعراق، ولا يوجد أي خروقات و ملاحظات أمنية تخصهم
وأكدت أن "أغلب النازحين في المخيمات بسطاء جدا يحتاجون إلى دعم كبير لإعادتهم إلى مناطق سكناهم"، مبينة أن "الوزارة حققت نجاحا كبيرا بملف النزوح، إذ تم غلق 47 مخيما خلال 6 أشهر، وتمت عودة نحو 66 ألف عائلة إلى مناطقهم بعد تهيئة الظروف الملائمة لها، بالتعاون مع الحكومات المحلية والجهات الأمنية، وتم ذلك كما جاء في البرنامج الحكومي".
وأشارت إلى أن "الأيام القادمة ستشهد إغلاق مخيم السلامية ومخيم عامرية الفلوجة (في الأنبار) وسيكون لنا خطة لمخيم الجدعة (في نينوى) بالتعاون مع منظمة (أي أو أم) التي تعمل على إعمار بيوت النازحين المهدمة"، مبينة "قدمنا منحة طوارئ ومساعدات غذائية ومشاريع مدرة للدخل للنازحين، وتم رصد مبلغ جديد في صندوق إعادة إعمار تلك المناطق، وسيتم إطلاق خطة الطوارئ أو الخطة الوطنية والتي ستتضمن بها مبالغ جيدة بالتعاون مع المنظمات دولية لتأهيل دورهم لأجل إعادتهم".
وأثنت الوزيرة على الدور الكبير للعشائر "في إعادة النازحين"، مبينة أن "الوزارة عملت خلال الفترة السابقة على إنهاء الخلافات العشائرية، وعادت الكثير من العوائل بعد تجاوز تلك الخلافات"، مؤكدة أن "العشائر اليوم تدعم العودة للنازحين، ولا تقف بالضد من ذلك".
وبخصوص بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل، والتي تمنع المليشيات المسيطرة عليها، العوائل من العودة، قالت الوزيرة إن "وضع البلدة أمني، وفيها ألغام كثيرة، وهذا الملف لا يخص وزارة الهجرة بل وزارة الداخلية".
وأشارت إلى أن الوزارة "شكلت لجنة مع وزارة الداخلية ومفوضية حقوق الإنسان لبحث ملف الانتحار في مخيمات النزوح، ومعرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك"، مبينة أن "اللجنة ستباشر عملها قريبا".
وحول حالات الانتحار في المخيمات التي سجلت بالفترة الأخيرة، أوضحت جابرو أنه تم تشكيل لجنة للتحقق من أسبابها وتوجهت إلى محافظة دهوك لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء عمليات الانتحار، وبالمجمل هي أسباب اجتماعية وعائلية وننتظر التقرير الذي ستصدره اللجنة".
وكانت منظمة العفو الدولية، قد انتقدت، الشهر الماضي، الممارسات التي يتعرّض لها النازحون الذين أُخرِجوا من المخيمات، ولا سيما الذين يوصمون بأنهم من عوائل عناصر تنظيم "داعش"، داعية السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى معالجة مسألة العقاب الجماعي المستمرّ للنازحين، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من أيّ خطة وطنية لإغلاق المخيمات، التي تعتبر حالياً الملاذ الوحيد لآلاف الأشخاص.
وعلى الرغم من جهود السلطات العراقية لحسم ملف النازحين، إلّا أنّ عشرات الآلاف من الأسر العراقية ما زالوا ممنوعين من العودة إلى منازلهم في مناطق وبلدت عدة أبرزها، جرف الصخر، ويثرب والعوجة والعويسات وذراع دجلة ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة مليشيات مسلحة المرتبطة بإيران.