استمع إلى الملخص
- **تحالف عالمي للطاقة النظيفة**: أعلن لامي عن إنشاء ممثلين خاصين للمناخ والطبيعة لتقديم المشورة والدعم للحكومة، مما سيؤدي إلى إنشاء تحالف عالمي للطاقة النظيفة، منتقدًا الإدارة السابقة ووصفها بأنها "حكومة الوقود الأحفوري".
- **تغير في الوعي والسلوك لدى الجمهور**: أشار بحث جديد إلى تحسينات كبيرة في معرفة تغير المناخ وتأثيره على المواقف والسلوك في المملكة المتحدة، مع زيادة في معدلات إعادة التدوير، وانخفاض استخدام الطاقة، وتحسن في الحفاظ على الطاقة في المنازل.
قال وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، اليوم الثلاثاء، إن تغيّر المناخ يشكل تهديدًا أكثر انتشارًا وجوهريّة من الإرهاب. وأضاف في خطابه الأول، بعد 100 يوم من توليه منصبه، إن قضية المناخ، إلى جانب تدهور الطبيعة، ستكون "محورية لكل ما تفعله وزارة الخارجيّة".
كما أعلن لامي أن الحكومة ستطلق مبادرة عالمية لتسريع طرح الطاقة النظيفة. إلّا أنه حذّر من أن التزامات التمويل السابقة للمملكة المتحدة بشأن هذه القضيّة يجب مراجعتها نظرًا للحالة "المزرية" للوضع الاقتصادي في البلاد. وأوضح الوزير أن الحكومة تعتبر العمل بشأن تغير المناخ والطبيعة محور كل وزارة. وقال "قد لا يبدو التهديد ملحًا مثل التهديد الإرهابي أو المستبد الإمبريالي. لكنه أكثر جوهريّة. إنه منهجي، ومنتشر ويتسارع نحونا بوتيرة سريعة".
وألقى لامي خطابه في حدائق "كيو" في لندن خلال نشاط لرابطة الطاقة Energy UK، ولكن كان من الواضح أنه أراد إرسال رسالة ليس فقط إلى الجمهور الوطني، بل إلى الجمهور العالمي، مفادها أن المملكة المتحدة ستقود العمل المناخي على المستوى الدولي. وقال "هذا البرنامج المحلي ليس ضروريًا لاقتصادنا فحسب، بل لاستعادة مصداقيتنا الدوليّة". وأضاف أنه يريد من المملكة المتحدة مساعدة الدول النامية في طرح الطاقة المتجددة، ودعم المناطق، مثل منطقة البحر الكاريبي، في التعافي من آثار الأحداث المناخية. وفي هذا السياق، أعلن أن الحكومة ستنشئ ممثلين خاصين جديدين للمناخ والطبيعة لتقديم المشورة والدعم للحكومة. وسوف يؤدي ذلك إلى إنشاء تحالف عالمي للطاقة النظيفة، حيث يمكن للبلاد مشاركة الخبرة والتجربة من انتقالها بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
وزير خارجية بريطانيا: المحافظون ديناصورات المناخ
كذلك حذّر وزير خارجية بريطانيا من أنه في المستقبل "لن يكون هناك استقرار عالمي بدون استقرار المناخ". واتهم المحافظين بأنهم "ديناصورات المناخ" حيث وصف الإدارة السابقة بأنها "حكومة الوقود الأحفوري". وتوقع أن يساعد وضع أزمة المناخ "في صميم كل ما تفعله وزارة الخارجية" المستهلكين في الداخل أيضًا. واعتبر لامي أن التغيير مهم ليس فقط نظرًا لحجم التهديد "ولكن أيضًا لحجم الفرصة"، "فرصة تحقيق طاقة نظيفة وآمنة، وخفض الفواتير، ودفع النمو للمملكة المتحدة، والحفاظ على العالم الطبيعي من حولنا، والذي يعتمد عليه كل الرخاء في النهاية". وبينما أوضح خطة الحكومة الجديدة لإنشاء تحالف عالمي للطاقة النظيفة، قال "نحن بحاجة إلى نهج صارم وواقعي لاستخدام جميع الروافع المتاحة لنا، من الدبلوماسية إلى المالية".
تغير في الوعي والسلوك لدى الجمهور
وفي سياق آخر، أشار بحث جديد لمركز تغير المناخ والتحولات الاجتماعيّة إلى أنه بين عامة الناس في المملكة المتحدة كانت هناك تحسينات كبيرة في معرفة تغير المناخ وتأثير ذلك على المواقف والسلوك خلال العقد الماضي. وبحسب الدراسة المنشورة هذا الأسبوع، ترتفع معدلات إعادة التدوير، وينخفض استخدام الطاقة، وتُظهر استطلاعات الرأي أن المزيد من الناخبين يأخذون تغير المناخ في الاعتبار عند اختيار الحزب الذي سيصوتون له.
وراجع البحث أكثر من 240 دراسة أكاديميّة لتلخيص الطرق التي يمكن للناس من خلالها التصرف في أدوارهم المختلفة لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. وقورنت نتائج الاستطلاعات من عامي 2008 و2022 والتي سألت الجمهور البريطاني عن معرفتهم بتغير المناخ ومواقفهم تجاهه وخياراتهم الاستهلاكيّة. في عام 2008، أفاد 66% من العينة بأنهم يعرفون "قدرًا لا بأس به" أو "كثيرًا" عن تغير المناخ؛ وارتفعت هذه النسبة إلى 80% في عام 2022. وخلال نفس الفترة، ارتفعت نسبة المستجيبين الذين قالوا إنهم على دراية بمصطلح "البصمة الكربونية" من 51% إلى 68%. كما وجدت الدراسة أن أغلبية كبيرة (81%) من مواطني المملكة المتحدة يتفقون على أن "تغييرات كبيرة في نمط الحياة" مطلوبة لتحقيق أهداف المناخ.
وشهدت عملية الحفاظ على الطاقة في المنازل تحسنًا ملحوظًا، إذ ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم يطفئون الأضواء بانتظام في الغرف الفارغة من 67.2% في عام 2008 إلى 73.3% في عام 2022. كما ارتفعت نسبة الأشخاص الذين أفادوا بأنهم يشترون بانتظام الأطعمة العضوية المنتجة محليًا وفي الموسم من 12.6% إلى 19.2%. وتتأثر شعبية تناول اللحوم بشدة بالعوامل الديموغرافيّة، ووجد الباحثون أن الأشخاص الأصغر سنًا والأكثر تعليمًا واليساريين كانوا أكثر استعدادًا لتقليل اللحوم الحمراء في نظامهم الغذائي. كما تحسنت معدلات إعادة التدوير منذ عام 2008، إذ ارتفعت من أكثر من 70% إلى ما يقرب من 78% من الأشخاص الذين يقولون إنهم يعيدون التدوير في المنزل. في عام 2022، قال ما يقرب من 25% إنهم غالبًا ما يشترون منتجات ذات تغليف أقل، مقارنة بنحو 11% فقط في عام 2008. ومن المرجح بشكل كبير أن يشتري الشباب والآباء سلعًا مستعملة أو يصلحوها أو يعيدوا استخدامها.