صدم خبر وفاة مهاجرين غير شرعيين، اليوم السبت، أسراً من محافظة تطاوين جنوبي تونس، بعد إعلان تعرّض عدد من أبنائها لحادث سير على الحدود النمساوية بينما كانوا يعتزمون اجتياز الحدود خلسة نحو النمسا على متن سيارة مهرّب.
وأعلن رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير وفاة أربعة من أبناء تطاوين متأثرين بجراحهم بسبب الحادث بينما نقل آخرون إلى المستشفى، مؤكداً أنّ المهاجرين التونسيين الذين تعرّضوا للحادث هم من محافظة تطاوين.
ورجّج عبد الكبير، في تدوينه نشرها على صفحته في "فيسبوك"، أن يكون عدد المهاجرين الذين تعرضوا للحادث 12، توفي من بينهم 4 شباب.
كذلك نشرت الصفحة الرسمية للنقابة الأساسية لمنطقة الحرس بمدينة رمادة، التابعة لمحافظة تطاوين، نعي وفاة أحد شباب المنطقة وهو ابن زميلهم الأمني، في الحادث الذي وقع على الحدود النمساوية.
وقال الناشط في المجتمع المدني بمحافظة تطاوين أشرف الشيباني إنّ خبر وفاة شباب من مدينة تطاوين تأكد فعلاً، غير أنه لم يتم الإعلان رسمياً من قبل السلطات المحلية عن قائمة المهاجرين المتوفين.
وأكد الشيباني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "مهاجرين سريين من أبناء المحافظة وصلوا إلى صربيا عبر رحلات جوية، وكانوا ينوون اجتياز الحدود الرابطة بين المجر والنمسا، غير أنّ السيارة التي كان يقودها مهرّب تعرضت لحادث أسفر عن عدد من الوفيات".
وأضاف الشيباني "تخيم حالة من الحزن على تطاوين هذا المساء بعد بلوغ خبر وفاة مهاجرين من أبناء المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "مخاطر الهجرة غير النظامية لا توقف نزيف الهجرة في المنطقة، ما تسبب في تراجع كبير في الدورة الاقتصادية في منطقة لا يتجاوز عدد سكانها الـ 150 ألف نسمة".
وأشار إلى أنّ "نزيف هجرة الشباب أثر على المجتمع المحلي هناك، إذ أصبحت المقاهي التي كان يشغلها شباب المنطقة شبه مقفرة"، لافتاً إلى أنّ "هناك تضارباً بشأن عدد الشباب الذين هاجروا بشكل غير نظامي من تطاوين".
وأفاد في ذات السياق بأنّ عدد منْ هاجروا خلال الأشهر السبعة الماضية لا يقلّ عن 7 آلاف، مؤكداً أنّ وكالات السفر استكملت إمكانيات حجز المقاعد على الرحلات الجوية إلى تركيا إلى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إذ يعبر الشباب المهاجرون جواً إلى تركيا ثم إلى صربيا ومنها إلى الحدود النمساوية ثم إلى وجهات أخرى داخل الفضاء الأوروبي.
وتحدثت وسائل إعلام نمساوية، السبت، عن مقتل ثلاثة مهاجرين ومهرب وإصابة ثمانية آخرين بعد انحراف سيارة بسبب حمولة زائدة انقلبت بـ 11 مهاجراً على جسر فوق نهر ريبسي، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود النمساوية في بلدة كابوفار المجرية.
ووفقاً للشرطة، فقد توفي مهرب الأشخاص الذي كان يقود السيارة متأثراً بجراحه، مشيرة إلى أنّ السيارة التي تم سحبها من النهر قرابة الظهر كانت تقل ركاباً سوريين وتونسيين وكانت تحمل لوحة أرقام بلغارية، ولم يكن أحد منهم يرتدي حزام الأمان.
وكشفت دراسة أنجزها الأستاذ والباحث في علم الاجتماع نجيب بوطالب أخيراً عن هجرة 12 ألف شاب من محافظة تطاوين خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، بكلفة تصل إلى حدود 20 ألف دينار (نحو 6200 دولار أميركي) للفرد الواحد.
ونبّهت الدراسة إلى تحوّلات اجتماعية عميقة تشهدها محافظة تطاوين، بسبب موجات الهجرة لشباب المنطقة عبر تركيا ودول البلقان، وصولاً إلى العواصم الأوروبية.