وقفة في غزة لمطالبة الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء

28 اغسطس 2023
عشرات الفلسطينيين يعتصمون أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

اعتصم اليوم الاثنين عشرات الفلسطينيين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربي مدينة غزة، للمُطالبة باسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين، المُحتجزة في الثلاجات، ومقابر الأرقام الإسرائيلية مُنذ عشرات السنوات.

وشارك في الوقفة التي نظمتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، مُمثلون عن وزارة الأسرى والمُحررين، ومؤسسات معنية بشؤون الأسرى والمُحررين، وأهالي أسرى، وذلك بالتزامن مع مجموعة وقفات وفعاليات وطنية تم تنظيمها في مُختلف البلدات الفلسطينية، بمُناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء.

الصورة
وقفة لمطالبة الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء(عبدالحكيم أبو رياش)

وتوسطت الوقفة يافطة كبيرة تضمنت صور الشهداء الفلسطينيين والعرب، المُحتجزين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مع عبارات "بدنا أولادنا"، "احتجاز جثامين الشهداء يُدلل على فاشية ووحشية الاحتلال"، "على المؤسسات الدولية أن ترفع صوتها القانوني والإنساني".

ورفع المُشاركون في الوقفة الاحتجاجية والتي جاءت تحت شعار "لهُم أسماء ولهُم وطن" لافتات تُطالِب بضرورة الإفراج عن جثامين الشهداء المُحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وإتاحة الفُرصة لأهالي وأبناء الشهداء لاسترداد جثامينهم، وتمكينهم من وداعهم، ودفنهم وفق الشريعة الإسلامية، والعادات والتقاليد والأعراف الفلسطينية.

وتحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يقرب من 390 جثماناً من جثامين الشهداء، داخل الثلاجات المُخصصة، أو مقابر الأرقام، والتي يتم احتجاز الشهداء فيها، مع استبدال أسمائهم بأرقم للإمعان في سياسة التنغيص على ذويهم الذين لا يعرفون مصير أبنائهم، ومن بين هؤلاء الشهداء قرابة 55 شهيدًا من قِطاع غزة، الذي تُحاصره "إسرائيل" مُنذ 17 عاما.

الصورة
وقفة لمطالبة الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء(عبدالحكيم أبو رياش)

وأوضح منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء نشأت الوحيدي، أن الاحتلال الإسرائيلي يختطف المئات من جثامين الشهداء، أولهم الشهيد أنيس دولة، ودلال المغربي، وآخرهم الشهيد خضر عدنان وناصر أبو حميد، اللذان استشهدا بفعل الإهمال الطبي، علاوة على مئات الشهداء، وعلى رأسهم من أسروا الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وأشار الوحيدي في كلمته خلال الوقفة، إلى أن الشعب الفلسطيني يُحيي اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، وقد قامت اللجنة مُنذ عام 2015 بتسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائمة بأسماء الجثامين المُحتجزة لدى الاحتلال "ولكن لا حياة لمن تنادي".

وشدد الوحيدي على أن تغاضي المؤسسات الدولية، التي "تغُط في سبات عميق" عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي يُلزِم الشعب الفلسطيني وكُل من يتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، بالضغط على الاحتلال، للإفراج عن الشهداء، وتمكين ذويهم من دفنهم وفق العادات والتقاليد، بعيدا عن لغة الأرقام.

الصورة
وقفة بغزة لمطالبة الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء (عبد الحكيم أبو رياش)

وأوضح أن هناك العديد من المحاولات الإسرائيلية التي تحاول إهانة الشهداء، والتي سبقت فكرة مقابر الأرقام، ومنها لف الشهيد بجلد الخنزير اعتقادا منهم بأن ذلك سيحرمه من دخول الجنة، والكثير من محاولات تشريع احتجاز جثامين الشهداء، وقال: "نحن أصحاب حق وسنعود وعلى رأسنا جثامين الشهداء الذين حافظوا على الأرض، وعلى المؤسسات الدولية مُحاسبة الاحتلال على ارتكابه لجرائم الحرب بحق الفلسطينيين الأحياء، والشهداء".

وبدأت السياسة الإسرائيلية المُتمثلة في احتجاز جثامين الشهداء، منذ تاريخ النكسة عام 1967، باحتجاز ما يزيد عن 250 شهيدا من المُقاومين في مقابر الأرقام السرية، وتشمل على شُهداء فلسطينيين وعرب، استشهدوا في ظروف وأحداث مُختلفة، وداخل السجون الإسرائيلية بفعل الإهمال الطبي المقصود.

وتضمنت الوقفة كلمة للجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، تلاها الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس، تامر الزعانين، أكد فيها أن سياسة احتجاز جثامين الشهداء قديمة جديدة، يتبعها الاحتلال لسرقة أعضاء جثامين الشهداء، واستخدامها لتجارب طبية.

الصورة
وقفة لمطالبة الاحتلال بالإفراج عن جثامين الشهداء(عبدالحكيم أبو رياش)

وشدد الزعانين على أن احتجاز جثامين الشهداء يُخالف كل القوانين الدولية التي تنص على عدم احتجاز جثامين الشهداء، مؤكدا أن مقابر الأرقام تُعتبر مقابر بسيطة، تفتقر لأدنى المقومات الآدمية الطبيعية، إذ لا توجد بها شواهد، وهي عُرضة للسيول والأمطار، وللنهش من الحيوانات الضالة.

وقالت أحلام فروانة، والدة الشهيد محمد فروانة، والذي استشهد خلال مُشاركته في عملية الوهم المُتبدد، والتي خُطف على أثرها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إن "والدة الجُندي الإسرائيلي عادت إلى بيتها سعيدة لحظة إفراج المُقاومة الفلسطينية عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار، بينما حُرمت من احتضان أو رؤية جثمان ابني مُنذ 17 عاما".

وأوضحت فروانة لـ"العربي الجديد" على هامش الوقفة أنها حُرمت حتى من معرفة رقم مقبرة ابنها الشهيد، والمُحتجز داخل مقابر الأرقام، "لكنني سعيدة بأن ابني يخيفهم حتى في مماته".

وأضافت والدة الشهيد المُحتجز: "نحن أصحاب حق وقضية، وشعب سَلام، ودين، وإسلام، وسنقوم بتحرير جثامين أبنائنا، وزفهم إلى المقابر، ودفنهم، وكتابة أسمائهم كاملة، وسنقرأ الفاتحة على أرواحهم مهما طال الزمن".

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي، من خلال سياسة احتجاز جثامين الشهداء إلى إخفاء آثار التعذيب على أجساد الأسرى داخل السجون، إلى جانب مواصلة عملية الانتقام من الشهداء وذويهم، حتى بعد استشهادهم في ظروف مُختلفة، إلى جانِب مُحاولة خلق حالة من الردع لكافة أبناء الشعب الفلسطيني.

المساهمون