لم تكن الطفلة السودانية أشجان يوسف قد أكملت عامها الخامس، عندما قرر والدها تزويجها برجل أربعيني. زيجة اغتالت طفولتها، وبدأت معها معاناة طويلة استمرت ثلاثة أعوام.
لكنّ تلك المعاناة انتهت الخميس الماضي، بعد حكم ببطلان الزواج، ومخالفته قانون الأحوال الشخصية، الذي يقرّ بتزويج الفتاة بعمر 10 سنوات على الأقل.
قضية أشجان لم تكن منفصلة عن واقع سوداني يعيشه كثير من أطفال البلاد، ولا سيما في الريف. فهناك تعمد الأسر إلى تزويج بناتها، مع بلوغهن التاسعة. وغالباً ما يكون العريس أكبر بقليل من الفتاة.
وفيما تقف أسباب مالية أحياناً خلف هذه الزيجات، فإنّ الكثير منها يعود إلى التمييز الذي تعاني منه المرأة، والنظرة الدونية إليها. وتؤكد آخر إحصائية أنّ نسبة زواج القاصرين وصلت إلى 37.6 في المائة.
في ظل هذه العادات، قرر يوسف الذي يعيش في منطقة الضعين في ولاية شرق دارفور، عقد قران ابنته أشجان على "م" (42 عاماً) الأب لكثير من الأبناء، بعضهم في عمر زوجته الجديدة.
عارضت أم أشجان تزويجها، فلم يؤثر ذلك في القرار. ولم تشفع دموعها لابنتها التي لم تلتحق بالمدرسة بعد. تمت الزيجة، وأقيمت الولائم، وأشجان لا تدري ما الذي يحدث من حولها. فالصغيرة تحمل أقلام التلوين في يدها، وتعيش في عالمها الخاص. كما لم يشفع لها جسدها الهزيل، في إبعاد وحش الزواج المبكر عنها. وهو الزواج الذي يدخل في إطار الإتجار بالأطفال.
ومع ذلك، فقد امتنعت أسرة أشجان عن تسليمها لزوجها عندما طلبها، باعتبار صغرها. فجنّ الرجل ودهم منزل "عروسه" ليلاً في كثير من المرات، بهدف خطفها.
وعن ذلك يقول خال الوالدة، رجب الجيلي، لـ"العربي الجديد": "هربت ابنة أختي بالطفلة إلى بمديني، التي تبعد عن منطقتهم كيلومترات. وطلبت مني أن أتبنّى أشجان وأربّيها مع أطفالي". ويضيف: "فشلت في إقناع الرجل بتطليق الطفلة، وأبلغته بأنّي سأدفع له كلّ ما خسره اثناء الزيجة لكنّه رفض، فشرعت في اجراءات قضية الطلاق التي حسمت لصالحنا".
من جهة أخرى، يكشف الجيلي أنّ زوج ابنة شقيقته معدم الحال. لكنّه لا يبرر له تزويج الفتاة.
أما أشجان فقد بعثت للأطفال من سنها برسالة صوتية، قالت فيها بلهجتها المحلية: "الأهم أن لا تتركوا المدرسة".
من جانبها، اعتبرت مديرة مركز سيما للتدريب، وحماية حقوق المرأة والطفل، ناهد جبر الله أنّ الحكم الصادر انتصار للعدالة، يكشف عار زواج الأطفال في السودان.
لكنّ تلك المعاناة انتهت الخميس الماضي، بعد حكم ببطلان الزواج، ومخالفته قانون الأحوال الشخصية، الذي يقرّ بتزويج الفتاة بعمر 10 سنوات على الأقل.
قضية أشجان لم تكن منفصلة عن واقع سوداني يعيشه كثير من أطفال البلاد، ولا سيما في الريف. فهناك تعمد الأسر إلى تزويج بناتها، مع بلوغهن التاسعة. وغالباً ما يكون العريس أكبر بقليل من الفتاة.
وفيما تقف أسباب مالية أحياناً خلف هذه الزيجات، فإنّ الكثير منها يعود إلى التمييز الذي تعاني منه المرأة، والنظرة الدونية إليها. وتؤكد آخر إحصائية أنّ نسبة زواج القاصرين وصلت إلى 37.6 في المائة.
في ظل هذه العادات، قرر يوسف الذي يعيش في منطقة الضعين في ولاية شرق دارفور، عقد قران ابنته أشجان على "م" (42 عاماً) الأب لكثير من الأبناء، بعضهم في عمر زوجته الجديدة.
عارضت أم أشجان تزويجها، فلم يؤثر ذلك في القرار. ولم تشفع دموعها لابنتها التي لم تلتحق بالمدرسة بعد. تمت الزيجة، وأقيمت الولائم، وأشجان لا تدري ما الذي يحدث من حولها. فالصغيرة تحمل أقلام التلوين في يدها، وتعيش في عالمها الخاص. كما لم يشفع لها جسدها الهزيل، في إبعاد وحش الزواج المبكر عنها. وهو الزواج الذي يدخل في إطار الإتجار بالأطفال.
ومع ذلك، فقد امتنعت أسرة أشجان عن تسليمها لزوجها عندما طلبها، باعتبار صغرها. فجنّ الرجل ودهم منزل "عروسه" ليلاً في كثير من المرات، بهدف خطفها.
وعن ذلك يقول خال الوالدة، رجب الجيلي، لـ"العربي الجديد": "هربت ابنة أختي بالطفلة إلى بمديني، التي تبعد عن منطقتهم كيلومترات. وطلبت مني أن أتبنّى أشجان وأربّيها مع أطفالي". ويضيف: "فشلت في إقناع الرجل بتطليق الطفلة، وأبلغته بأنّي سأدفع له كلّ ما خسره اثناء الزيجة لكنّه رفض، فشرعت في اجراءات قضية الطلاق التي حسمت لصالحنا".
من جهة أخرى، يكشف الجيلي أنّ زوج ابنة شقيقته معدم الحال. لكنّه لا يبرر له تزويج الفتاة.
أما أشجان فقد بعثت للأطفال من سنها برسالة صوتية، قالت فيها بلهجتها المحلية: "الأهم أن لا تتركوا المدرسة".
من جانبها، اعتبرت مديرة مركز سيما للتدريب، وحماية حقوق المرأة والطفل، ناهد جبر الله أنّ الحكم الصادر انتصار للعدالة، يكشف عار زواج الأطفال في السودان.