في السابعة صباحاً انطلق عادل باسم (18 عاماً) إلى الجبال بحثاً عن الفطر البري. هو كغيره من الرجال والنساء في فلسطين يهبون إلى الأحراج شتاء، ليبحثوا عن الفطر الذي يعرف محلياً باسم "الفقع"، وينمو بجانب الأشجار.
يقول عادل، وهو من سكان بلدة كفل حارس في الضفة الغربية: "لا يرتبط موسم الشتاء لدينا بالمطر فقط، وإنما بالفطر، الذي يزين موائد الطعام لعدة أيام. كما أنّ عملية البحث عنه وجمعه من بين الأشجار لها طقوسها الخاصة لا يشعر بها إلا من جربها".
يتعالى صياح زميله محمود يعقوب بالقرب من إحدى الأشجار القريبة. فقد وجد مجموعة كبيرة من "أقراص الفقع". يهب الجميع إلى المكان لرؤيتها، والبحث مجدداً بالقرب منها، خصوصاً أنّها تنبت كعناقيد متلاصقة في معظم الأحيان.
لكن، وقبل تناولها من الأرض، يلتقط صوراً لأقراصها البيضاء. فيما يتباهى كغيره من الشباب بتحميل الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن ولعهم بالموسم الوفير لهذا العام.
لم يكن موسم الفطر بهذه الشهرة قبل أعوام. لكن في الفترة الأخيرة بدأ العديد من المواطنين بالتوافد إلى المناطق الحرجية في وسط الضفة الغربية. حتى أنّ بعضهم يأتي من الأراضي المحتلة عام 1948.
ويتخطى الأمر مسألة الهواية أو النزهة لدى البعض. فللفطر فوائد اقتصادية أيضاً. ويبيعه القاطفون بسعر يتراوح بين 15 شيكلاً (حوالي 4 دولارات أميركية) و25 (6.3 دولارات) للسلة الصغيرة. وبذلك فهو يشكل مصدر رزق للكثير من الشبان العاطلين عن العمل.
أما المستجمّون فيفرحون بالموسم الذي لا يزيد عمره في أغلب الحالات عن شهرين. ويدفع الأمر بعض الموظفين إلى التخلي عن حقائبهم وملابسهم الرسمية والانطلاق إلى البراري، بحثاً عنه بعد انتهاء ساعات عملهم الرسمية.
ويقول مدرس العلوم العامة خالد محمد لـ"العربي الجديد" إنه يهوى البحث عن الفطر وجمعه، فهو يتضمن العديد من الفوائد الصحية للإنسان. ويضيف: "أشجع تلاميذي على تناوله، فهو يساعد في تحسين أداء الوظيفة العصبية والعضلية وصحة الجلد، وهو غني بالمعادن، كالنحاس، ويلعب دوراً وقائياً لأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان".
من جهتها، تشرح جواهر الخفش (36 عاماً) طريقة تحضير الفطر: "في البداية ننظفه من التراب والأعشاب العالقة، ثم نقطعه إلى قطع صغيرة يتفاوت حجمها بحسب الطلب. وبعدها تأتي مرحلة غليه بالماء لبعض الوقت، ثم يكون جاهزاً للقلي وحده مع الزيت. والبعض يضيف إليه البصل والبندورة. كما تضعه بعض السيدات مع الرز في الطبخ".
ومع ذلك، فإنّ إسرائيل لا تترك للفلسطينيين حتى فطرهم. فالمستوطنات الإسرائيلية والخنازير البرية من ألد أعداء هذا الموسم. ولا يتمكن المواطنون من الوصول إلى كافة المناطق التي ينبت فيها الفطر بسبب قربها من المعسكرات والمستوطنات. كما أن الخنازير البرية التي أطلقها الاحتلال في الأعوام الأخيرة تشكل خطورة على حياة الباحثين عن "الفقع".
ويشير الشاب أمين خالد إلى أنّ موسم جني الفطر "هو فرصة لتجديد العلاقة بين الإنسان والأرض". ويبين أنّ الموسم يبدأ سنوياً في نوفمبر/ تشرين الثاني، ويستمر إلى ما يقرب من شهرين. ويوضح أنّ المناطق العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات تعيق عملية بحثهم "الصعبة والشاقة أساساً".
كما يكشف خالد أنّ الجيش الإسرائيلي اعتقله لعدة ساعات مع شقيقه، قبل أيام، بحجة الاقتراب من معسكر إسرائيلي. ويقول إنّ الجنود أتلفوا ما جمعاه من فطر، عقاباً لهما على الاقتراب من هذه المنطقة.
بدوره، يقول الحاج مسعود سليم (80 عاماً) إنّ الفطر البري مذاقه ألذ بكثير من فطر المزارع المعدّ للتسويق التجاري. كما ينوّه إلى أنّ بعض أنواع الفطر سامة. لذلك يتوجب على من يقطفه أن يتمتع بالخبرة والدراية الكافية حوله. ولا يمكن التمييز بين الفطر السام والصالح للأكل بسهولة. بل يحتاج إلى تحليل كيميائي. لكنّ العديد من المواطنين الفلسطينيين باتوا قادرين على تمييز أنواعه بحكم الخبرة والتجربة عبر السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ الأعوام الماضية شهدت عدة حالات تسمم بسبب تناول الفطر السام. وهو ما حدث مع عائلة من بلدة كفل حارس شمال الضفة الغربية، فقد نقل خمسة من أفراد العائلة إلى المستشفى، وهم يعانون من غثيان وتقيؤ. فتم إسعافهم على الفور، واتضح من التحاليل الطبية أنهم تناولوا فطراً ساماً.
يقول عادل، وهو من سكان بلدة كفل حارس في الضفة الغربية: "لا يرتبط موسم الشتاء لدينا بالمطر فقط، وإنما بالفطر، الذي يزين موائد الطعام لعدة أيام. كما أنّ عملية البحث عنه وجمعه من بين الأشجار لها طقوسها الخاصة لا يشعر بها إلا من جربها".
يتعالى صياح زميله محمود يعقوب بالقرب من إحدى الأشجار القريبة. فقد وجد مجموعة كبيرة من "أقراص الفقع". يهب الجميع إلى المكان لرؤيتها، والبحث مجدداً بالقرب منها، خصوصاً أنّها تنبت كعناقيد متلاصقة في معظم الأحيان.
لكن، وقبل تناولها من الأرض، يلتقط صوراً لأقراصها البيضاء. فيما يتباهى كغيره من الشباب بتحميل الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن ولعهم بالموسم الوفير لهذا العام.
لم يكن موسم الفطر بهذه الشهرة قبل أعوام. لكن في الفترة الأخيرة بدأ العديد من المواطنين بالتوافد إلى المناطق الحرجية في وسط الضفة الغربية. حتى أنّ بعضهم يأتي من الأراضي المحتلة عام 1948.
ويتخطى الأمر مسألة الهواية أو النزهة لدى البعض. فللفطر فوائد اقتصادية أيضاً. ويبيعه القاطفون بسعر يتراوح بين 15 شيكلاً (حوالي 4 دولارات أميركية) و25 (6.3 دولارات) للسلة الصغيرة. وبذلك فهو يشكل مصدر رزق للكثير من الشبان العاطلين عن العمل.
أما المستجمّون فيفرحون بالموسم الذي لا يزيد عمره في أغلب الحالات عن شهرين. ويدفع الأمر بعض الموظفين إلى التخلي عن حقائبهم وملابسهم الرسمية والانطلاق إلى البراري، بحثاً عنه بعد انتهاء ساعات عملهم الرسمية.
ويقول مدرس العلوم العامة خالد محمد لـ"العربي الجديد" إنه يهوى البحث عن الفطر وجمعه، فهو يتضمن العديد من الفوائد الصحية للإنسان. ويضيف: "أشجع تلاميذي على تناوله، فهو يساعد في تحسين أداء الوظيفة العصبية والعضلية وصحة الجلد، وهو غني بالمعادن، كالنحاس، ويلعب دوراً وقائياً لأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان".
من جهتها، تشرح جواهر الخفش (36 عاماً) طريقة تحضير الفطر: "في البداية ننظفه من التراب والأعشاب العالقة، ثم نقطعه إلى قطع صغيرة يتفاوت حجمها بحسب الطلب. وبعدها تأتي مرحلة غليه بالماء لبعض الوقت، ثم يكون جاهزاً للقلي وحده مع الزيت. والبعض يضيف إليه البصل والبندورة. كما تضعه بعض السيدات مع الرز في الطبخ".
ومع ذلك، فإنّ إسرائيل لا تترك للفلسطينيين حتى فطرهم. فالمستوطنات الإسرائيلية والخنازير البرية من ألد أعداء هذا الموسم. ولا يتمكن المواطنون من الوصول إلى كافة المناطق التي ينبت فيها الفطر بسبب قربها من المعسكرات والمستوطنات. كما أن الخنازير البرية التي أطلقها الاحتلال في الأعوام الأخيرة تشكل خطورة على حياة الباحثين عن "الفقع".
ويشير الشاب أمين خالد إلى أنّ موسم جني الفطر "هو فرصة لتجديد العلاقة بين الإنسان والأرض". ويبين أنّ الموسم يبدأ سنوياً في نوفمبر/ تشرين الثاني، ويستمر إلى ما يقرب من شهرين. ويوضح أنّ المناطق العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات تعيق عملية بحثهم "الصعبة والشاقة أساساً".
كما يكشف خالد أنّ الجيش الإسرائيلي اعتقله لعدة ساعات مع شقيقه، قبل أيام، بحجة الاقتراب من معسكر إسرائيلي. ويقول إنّ الجنود أتلفوا ما جمعاه من فطر، عقاباً لهما على الاقتراب من هذه المنطقة.
بدوره، يقول الحاج مسعود سليم (80 عاماً) إنّ الفطر البري مذاقه ألذ بكثير من فطر المزارع المعدّ للتسويق التجاري. كما ينوّه إلى أنّ بعض أنواع الفطر سامة. لذلك يتوجب على من يقطفه أن يتمتع بالخبرة والدراية الكافية حوله. ولا يمكن التمييز بين الفطر السام والصالح للأكل بسهولة. بل يحتاج إلى تحليل كيميائي. لكنّ العديد من المواطنين الفلسطينيين باتوا قادرين على تمييز أنواعه بحكم الخبرة والتجربة عبر السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ الأعوام الماضية شهدت عدة حالات تسمم بسبب تناول الفطر السام. وهو ما حدث مع عائلة من بلدة كفل حارس شمال الضفة الغربية، فقد نقل خمسة من أفراد العائلة إلى المستشفى، وهم يعانون من غثيان وتقيؤ. فتم إسعافهم على الفور، واتضح من التحاليل الطبية أنهم تناولوا فطراً ساماً.