لا شيء يأكله الصغار سوى الفتات، ولا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في تقاطع الفقر والحرب فأدخلتهم يد في التجربة، فلم تستطع عظامهم الضعيفة سوى الاستسلام لطائر الموت ليست هذه قصيدة بل واقع مر يعيشه الأطفال في سوريا بسبب الحرب هناك، ما دفع المنظمة العالمية للطفولة الى التحذير من خطورة الاوضاع هناك على مستقبل بلد يموت ملايين الاطفال فيه إما بشظية غادرة او جوع مقيم أو مرض يعود للواجهة مرة أخرى بعدما ظن الكثيرون أنه بات من التاريخ
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن عدد الاطفال الذين تأثروا سلبا بالحرب في سوريا زاد أكثر من الضعفين خلال العام الأخير مع انقطاع السبل بمئات الآلاف من السوريين الصغار في المناطق المحاصرة في البلاد.
ووصفت اليونيسف في تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء، سوريا "بعد ثلاث سنوات من الصراع والاضطرابات، بأنها أحد أخطر المناطق على الأرض بالنسبة للأطفال"
ويواجه أطفال سوريا ألوانا مختلفة من المعاناة، وتتعدى "الأخطار بالنسبة للأطفال الموت والاصابة" فقد تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاما لدعم القتال بعضهم في معارك فعلية، وآخرين للعمل كمرشدين أو حراس أو مهربي سلاح"، و"فقد آلاف الاطفال حياتهم وأطرافهم إلى جانب كل أوجه طفولتهم بالفعل"، "لقد فقدوا فصولهم الدراسية ومدرسيهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية ومنازلهم واستقرارهم"، و"بدلا من التعلم واللعب اضطر كثيرون منهم للذهاب للعمل أو يتم تجنيدهم للقتال".
وقالت اليونيسف: إن معدل الضحايا من الاطفال كان أعلى معدل تم تسجيله في أي صراع وقع في المنطقة في الآونة الاخيرة.
وبحسب إحصاءات الامم المتحدة فإن ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل قتلوا في الحرب السورية، ولكن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قال إن أكثر من 136 ألفا قتلوا منذ تفجر الاضطرابات ضد الرئيس السوري بشار الاسد في مارس/ آذار 2011.
وأفاد التقرير أن مستقبل 5.5 ملايين طفل في داخل سوريا وأولئك الذين يعيشون كلاجئين في دول الجوار معلق في الهواء، وأن 1,2 مليون طفل سوري أصبحوا يعيشون كلاجئين في خيام أو في المجتمعات المضيفة التي تعاني اصلاً من الضغط، وامكانية وصول اولئك الأطفال الى المياه النقية والطعام المغذّي وفرص التعليم محدودة للغاية.
وناشدت اليونيسف المجتمع العالمي سرعة اتخاذ ست خطوات مصيرية تبدأ بالوقف الفوري لدوامة العنف في سوريا، وضمان الوصول المباشر الى مليون من الأطفال الذين لم تتمكن المنظمة من الوصول اليهم، وخلق بيئة مناسبة لحماية الأطفال من الاستغلال والأذى، والاستثمار في تعليم الأطفال، ومساعدة شفاء الأطفال من الداخل بواسطة العناية النفسية، و تقديم الدعم للمجتمعات والحكومات المضيفة من اجل التخفيف من الأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي يتركه النزاع على العائلات.
يذكر أن منظمة دولية معنية بأحوال الطفل "أنقذوا الأطفال"، أصدرت تقريرا منذ أيام عن حالة المنظومة الصحية المتهالكة في سوريا، وسجلت ارتفاعا حادا في نسب الإصابة بشلل الأطفال -80 ألف طفل- وهو المرض الذي تم القضاء عليه في سوريا في العام 1995 إلا أن الأوضاع الحالية سمحت له بالعودة الى المشهد الصحي السوري بصورة تهدد مستقبل اللالاف من الاطفال في ظل انتشار عدد من الأمراض والأوبئة بين الأطفال السوريين نتيجة انعدام الرعاية الصحية، واشارت المنظمة الى أن بعض الاطباء اضطروا لقطع أطراف أطفال لعدم وجود المعدات اللازمة لعلاج إصاباتهم في المستشفيات، وتوفي أطفال حديثو الولادة في حضانات بسبب انقطاع الكهرباء.