محافظات مصر "غرقت في شبر ميه".. هكذا يمكن القول ببساطة ومن دون تعقيد، كما قال المثل المصري، فعلى الرغم من توقع وتحذير هيئة الأرصاد من هذه الموجة العاتية من الأمطار والعواصف التي تجتاح معظم المحافظات المصرية، إلا أنها أدت الى خسائر متعددة، أغلبها ناجم عن ضعف الاستعدادات والإمكانات.
ففي أسوان مازال البحث جارياً عن سائحة من جنوب إفريقيا يرجح أنها غرقت، بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ خمسة سياح وثلاثة مصريين كانوا في قارب شراعي غرق في النيل قرب البر الغربي في المدينة السياحية، وذلك بعد تعرض أسوان لعاصفة ترابية شديدة أعقبتها أمطار رعدية في معظم مدن وقرى المحافظة.
وفيما انقلب الطقس بشكل مفاجئ في القاهرة مما ينذر بسقوط أمطار فيها، فقد اجتاحت محافظة شمال سيناء منذ الصباح الباكر أمطار غزيرة، مصحوبة بأصوات رعدية وبرق ورياح شديدة وانخفاض حاد في درجات الحرارة، وتعطلت الحركة التجارية وأغلقت المحلات أبوابها وتوقف سير السيارات نهائيّاً، فى الوقت الذى غرقت فيه شوارع العريش ورفح وتحولت إلى بحيرة من المياه، بعد أن تجمعت كميات ضخمة من المياه في الشوارع وعلى الطرق، وأدى ذلك إلى قطع الكهرباء ساعات طويلة عن معظم مدن المحافظة.
وبدأت غرفة العمليات المركزية في المحافظة في متابعة الموقف تحسباً لحدوث سيول، وانتشرت فرق الدفاع المدني لمتابعة أحوال مخرات السيول فى العريش، كي لا تؤدي السيول الى تدمير العديد من المباني، مثلما حدث منذ عامين، وحتى إعداد هذا التقرير لم تتلق الغرفة أي بلاغات خطيرة.
وفى محافظة البحر الأحمر، أغلق على الفور الطريق من مرسى علم في المحافظة إلى مدينة إدفو في محافظة أسوان بسبب الأمطار والسيول.
وتعرضت مدن رأس غارب والغردقة وسفاجا الى هطول أمطار غزيرة، مما أدى إلى رفع حالة الطوارئ في إدارة الأزمات والمديريات الخدمية، وتشكيل غرفة عمليات في الديوان العام تتابع حالة الطقس والأمطار والسيول والطرق، فيما احتجزت الأمطار العديد من المواطنين في رأس غارب.