بدأت سيدات البيوت في المغرب الاستعداد لاستقبال شهر رمضان على طريقتهن. تراهن يلتقين في السوق لشراء ما ينقصهن من مواد غذائية أساسية وأخرى خاصة بالحلويات. لا ينسون التمر والتين والفاكهة المجففة التي يجب أن تكون حاضرة على مائدة الإفطار.
"الحريرة"
تشكو عائشة، التي كانت تتجول في إحدى الأسواق، غلاء الأسعار. تصفها بـ"الملتهبة". وتضيف "على الأرجح، لن أتمكن من تحضير السفوف والشباكية هذه السنة". عادة ما تكون مائدة الإفطار في المغرب غنية. وتتكون من حساء "الحريرة" الذي لا يخلو منه أي بيت، إضافة إلى التمر والحليب والقهوة والشاي والبيض، والحلويات (السفوف والشباكية والبريوات)، والمعجنات (الخبز والبغرير والملوي والحرشة).
بعيداً عن الطعام، تبرز مظاهر أخرى استعداداً لقدوم رمضان. وأكثر ما تتجلى في المساجد التي يتم طلاؤها وتغيير السجاد فيها أو تنظيفه. ويعمل عدد من رجال ونساء بعض الأحياء على تنظيف مسجد الحي. وفي السياق، تقول المشرفة على مسجد "اندونيسيا" في مدينة القنيطرة أمي رحمة إنها "تغسل السجاد والجدران والبلاط. ويحرص القيمون على اختيار أجود أنوع البخور".
في مقابل هذه الاستعدادت، يلفت بعض إلى "خفوت رونق" هذا الشهر عاماً بعد عام. ويقول عبد الرحيم (46 عاماً) لـ"العربي الجديد" إن "التلفاز والفضائيات أفقدوا رمضان بهجته وروحانيته"، مضيفاً "ابني لا يفارق الكومبيوتر. نكاد لا نراه إلا وقت الإفطار".
زي تقليدي
يحرص بعض المغاربة على ارتداء الزي التقليدي خلال رمضان. لذلك، وقبل حوالي شهر من قدومه، تزدحمُ محال بيعه بالناس. وأكثر ما يشترونه الجلباب، والبلغة (حذاء)، والجبادور، والكاندورة المعروفة بتطريزها المميز.
كذلك، تهيئ العائلات الأطفال الذي سيصومون للمرة الأولى للاحتفال بهم خلال مأدبة الإفطار التي تقام في بيت الوالدين أو "الدار الكبيرة". وأهم طقوس الاحتفال تتمثل في ارتداء الزي التقليدي.
البغرير والملوي
وتقلل المؤسسات والإدارات العامة والخاصة فترة العمل في رمضان إلى 6 ساعات، إلا أن كثيرين من المغاربة، أصحاب المهن الحرة، يضطرون إلى العمل ليل نهار لتلبية طلبات الناس في هذا الشهر. منهم زهرة التي تعد فطائر البغرير والملوي. وتقول: "بعد الفجر، أبدأ بتحضير عجين الملوي، ثم أوزعها على عدد من المحال، ولا أعود الى بيتي إلا قبل آذان المغرب بدقائق".
أما محمد (49 عاماً)، صاحب محل لبيع حلوى الشباكية، فيوضح بدوره أن "عمله يتطلب حضوره في الصباح الباكر لتوزيع المهمات على العاملين".
من جهة أخرى، ولأن الرياضة تصبح عنصراً أساسياُ في حياة المغاربة خلال رمضان، شكل بعض الشباب فرقاً للعب كرة القدم، وينتظرون بدءه لإطلاق المباريات. ويقول مصطفى (19 عاماً) لـ"العربي الجديد": "رمضان بالنسبة لي هو شهر كرة القدم بامتياز".
في المقابل، لا يبدو أصحاب المقاهي والمطاعم في أحسن أحوالهم، وخصوصاً أن معظمها تقفل خلال رمضان. فالقانون يعاقب كل من يأكل علانية خلال فترة الصيام. وتفتح قلة أبوابها للأجانب والسياح فقط.
قفّة رمضان
تعتبر "قفّة رمضان" (مواد غذائية) من المبادرات الخيرية المهمة. وتعمل العديد من الجمعيات الخيرية على توزيعها على الأسر الفقيرة. كذلك، تنظم بعض منظمات المجتمع المدني وغيرها إفطارات جماعية مجانية في عدد من المطاعم أو المقاهي، إضافة إلى دور العجزة والمستشفيات.