لم يجد الفلسطيني خالد الكيالي قبراً يدفن فيه ابنه الطفل الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مدينة غزة، جميع المقابر في القطاع امتلأت عن آخرها، بعد أن تجاوز عدد الشهداء الـ820 خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
اضطر الكيالي إلى مواراة جثمان نجله محمد (8 أعوام) الثرى في قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات، والمدفون في مقبرة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، بعد أن بذل جهداً مضنياً للبحث عن قبر فارغ في منطقة وسط المدينة، بعيدا عن خطر الاستهداف الإسرائيلي المباشر.
يقول الكيالي لـ"العربي الجديد": "جميع القبور الجاهزة في مقابر مدينة غزة امتلأت ولا يمكن حفر قبر جديد لأن تجهيزه يحتاج إلى مواد البناء التي بات من النادر وجودها، فالسلطات الإسرائيلية تمنع توريدها إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم منذ قرابة العام".
ويضيف "بعد بحث طويل، اضطررت إلى فتح قبر والدي المتوفى منذ 10 أعوام، والموجود بمقبرة الشيخ رضوان القريبة ودفنت طفلي في ذات القبر بعد أن حصلت على فتوى تجيز ذلك من وزارة الأوقاف".
خالد رضوان واجه نفس المشكلة بعد استشهاد زوجته في قصف إسرائيلي استهدف أرضا قريبة من منزله، حاول دفنها في مقبرة قريبة من الحدود الشرقية بين بلدة جباليا شمالي قطاع غزة وإسرائيل ولكن السلطات في غزة منعته نتيجة للخطر الأمني الذي قد يتعرض له نتيجة لقرب المقبرة من الحدود.
وسبق أن تعرض العشرات من الفلسطينيين لإطلاق نار مباشر من الآليات الإسرائيلية المتمركزة قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، بينما كانوا يحاولون دفن عدد من الشهداء في المقبرة الشرقية لمدينة غزة، وفق شهود عيان.
ويقول رضوان لـ"العربي الجديد" "لم أستطع دفن زوجتي في المقبرة القريبة من الحدود فاقترح علي أحد أقاربي دفنها في قبر والدتها في مقبرة حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. لم أجد سوى هذه الطريقة لدفن جثمان زوجتي".
ويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة منذ بداية العدوان الأخير مشكلة في العثور على قبور لدفن شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة، بسبب امتلاء المقابر وعدم القدرة على تجهيز قبور جديدة بسبب أزمة نقص مواد البناء الحادة.
وفي السياق ذاته، أعلن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، حسن الصيفي امتلاء مقابر الطوارئ التي أعدتها الوزارة لدفن الشهداء والموتى في حال الحروب والكوارث.
ودعا الفلسطينيين وذوي الشهداء إلى دفن شهدائهم في قبور الأقارب القديمة في المقابر داخل المدن، وعدم الذهاب إلى المقابر الحدودية.
وقال الصيفي في بيان "إن مقابر الطوارئ التي أعدتها الوزارة للاستخدام أثناء الحروب امتلأت نظرا للأعداد الكبيرة والمتزايدة للشهداء خلال هذا العدوان الغاشم على القطاع"، موضحاً أن إسرائيل ترفض إدخال الإسمنت إلى القطاع لبناء قبور جديدة الأمر الذي أدى لتفاقم المشكلة.