أعلنت وزارة الشؤون الدينيّة التونسيّة أنّه أعيد فتح بعض المساجد والجوامع التي كانت قد أغلقتها قبل أيام، وذلك بعد التثبّت من صحة وضعها القانوني والعقاري. وتعهّدت بالإسراع في تسوية وضع ما تبقى من مساجد حتى تكون مؤهلة لاستقبال المصلّين في ظروف مريحة، وتنشر خطاباً دينياً معتدلاً ومستنيراً.
والمساجد التي أعيد فتحها هي: جامع الصفا في محافظة أريانة وجامع الإيمان وجامع حي المساكن ومسجد النور في محافظة باجة وجامع الظواهرية في محافظة بنزرت. وأشارت إلى أنّه من المنتظر أن يضاف قريباً جامع النور في حي حشاد في بوعرقوب في محافظة نابل إلى هذه القائمة بمجرّد استكمال تعيين المسؤولين عن الإشراف عليه.
وكانت خليّة الأزمة التي شكلتها الحكومة التونسيّة، قد اتخذت قراراً بإغلاق عدد من المساجد "لنشرها الفكر المتطرّف وتحريضها على العنف" بحسب ما علّلت، وثبوت احتفال مجموعة من المتطرّفين بمقتل جنود تونسيّين في جبل الشعانبي خلال شهر رمضان المنصرم.
ولقي القرار جملة من ردود الفعل السياسيّة التي دعت إلى عدم التسرّع في إغلاق المساجد والاكتفاء بوقف تلك الخارجة على القانون، فيما تتعالى أصوات سياسيّة كثيرة تدعو إلى "تحييد" المساجد وعدم إقحامها في التجاذبات السياسيّة بين الأحزاب التونسيّة.
وكانت الحكومة التونسيّة قد أعلنت أنّها تسعى إلى استعادة مساجد خارج سيطرتها استولت عليها مجموعة من المتشدّدين. وقد شرعت الوزارة المعنيّة بالفعل في تنفيذ ذلك منذ تشكيل الحكومة، فيما اتهمت ببطء إجراءاتها. لكنّ احتفال بعض المتشدّدين في المساجد بمقتل 15 جندياً في جبل الشعانبي، دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بإغلاق هذه المساجد فوراً وتعيين أئمة جدد لها، وكذلك تتبّع عدد من الجمعيات الخيريّة المشتبه في تمويلها لأعمال إرهابيّة.