تكتظ الشوارع المؤدية إلى الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وخاصة مربع الجامعات إلى الغرب من مدينة غزة والذي يضم أكبر ثلاث جامعات، بالعشرات من الباعة المتجولين وأصحاب "البسطات" المتنوعة، في محاولة من أصحابها للتغلب على واقعهم الاقتصادي الصعب.
وتتنوع المعروضات على الطرقات ومداخل الجامعات، فهناك الملابس وزينة البنات وأغطية الرأس إضافة الى المأكولات السريعة والمشروبات والحلويات، إلى جانب المسليات والمكسرات والأحذية والعطور ومواد التجميل.
ويهتم الباعة أمام بوابات الجامعات الخاصة بالفتيات بتوفير المتطلبات الخاصة بهن، كذلك توفير الإحتياجات الخاصة بالشباب على مداخل المباني الخاصة بهم، أو الجامعات المشتركة، وقد التزموا جميعاً بعدم المناداة على بضائعهم، توفيراً للهدوء واحتراماً لحُرمة الجامعات والطلبة.
المُسِن حمدي الدريملي جلس أمام القرطاسية التي عرضها إلى جوار بوابة جامعة الأزهر، وقد بدا عليه عدم الرضا، وهو يقول إنّ البيع كان خفيفاً بسبب نهاية الشهر وعدم نزول الرواتب للموظفين، مبيناً أن العمل أمام الجامعات مرهق، وبالكاد يوفر لقمة العيش.
ويضيف لـ "العربي الجديد": "عندي ثماني بنات وولد واحد يعمل سائق ويساعدني في مصروف البيت، وبدأت بالعمل أمام الجامعة منذ عشر سنوات، بعد توقف عملي داخل الأراضي المحتلة عام 1948"، مبيناً أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والأزمات التي يعيشها سكان القطاع والحروب المتتالية، أثرت وبشكل كبير على مورد رزقه الوحيد.
إلى جوار الدريملي، وقف الشاب سامر السموني (21 عاماً) أمام فرش (بسطة) عرض عليه الحلويات والشوكولا والمكسرات، وقال إنه يبيع أمام الجامعة منذ سبع سنوات، موضحاً أنه الابن البكر لأبيه المريض، ويصرف على 12 من أشقائه وشقيقاته.
ويضيف السموني لـ "العربي الجديد": "سوء الأحوال الاقتصادية دفعني إلى الوقوف أمام الجامعات طوال فترة الدوام، ولم أتمكن من العمل في أي مهنة أخرى بسبب عدم توفر فرص العمل، أتمنى أن أحصل على عمل آخر مجد أكثر، ويمكنني من خلاله توفير لقمة العيش لعائلتي".
وفي مدخل شارع الطالبات، المؤدي إلى قسم الطالبات في الجامعة الإسلامية، وقف البائع فهد السوافيري أمام بسطته التي عرض عليها الإكسسوارات والجرابات والملابس الخاصة بالفتيات، وقال إنه بدأ في هذا العمل منذ ستة أشهر، تمكّن خلالها من توفير لقمة عيش أولاده.
ويبين السوافيري لـ "العربي الجديد"، أنه يتعرض وباقي زملائه إلى المضايقات من شرطة البلدية التي تطالبهم برفع بضاعتهم بحجة أنها تعطل السير، غير أنه يشير إلى أنّ الباعة يحرصون بشكل كبير على ألا يعطّلوا حركة المارة من الطلبة، وأن يقتصر وقوفهم على تحصيل رزق أبنائهم بعيداً عن أي مضايقات.
بدوره قال علي الملاحي، الذي وقف أمام بسطة يبيع عليها الشالات النسائية، إنه كان يعمل في مصنع خاص بالحجارة ومواد البناء والإنشاءات، لكن إغلاق المعابر وعدم دخول مواد البناء أدى إلى توقف عمله، ما دفعه إلى طلب بضاعة من عمه للبيع أمام جامعة البنات.
ويبين الملاحي لـ "العربي الجديد"، أن وضع عائلته الاقتصادي سيئ جداً، خاصة في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر وانعدام فرص العمل، لافتا إلى أن عمله أمام الجامعات ورغم التعب الذي يلحق به، إلا أنه يوفر الحاجيات الأساسية لعائلته التي تستغني غالباً عن الكماليات.
أما زميله محمد سعيد، والذي يقف أمام عربة لبيع الذرة المسلوقة، فقال: "أعمل في هذا المكان منذ 12 عاماً، بدأتها ببيع المكسرات، والآن أبيع الذرة مع شقيقي، وفي الصيف نبيع المرطبات والمثلجات"، مبيناً أن عائده المادي جيد ويساعده في تدبر أمور حياته.
ويشير سعيد في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أنه على الرغم من تراجع الحركة التجارية هذا الموسم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وغلاء البضائع، إلا أنه سيستمر في العمل ضمن الإمكانيات المتاحة، ولن يسمح للظروف بالوقوف عائقاً أمام قوت أطفاله، حتى لو كان ذلك على حساب راحته الشخصية.
وفي الشهور الأخيرة، شهدت المنطقة زحاما كبيرا في البسطات في محيط جامعات الأقصى والإسلامية والأزهر، بالذات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، فقد تعرضت المنشآت الاقتصادية إلى دمار كبير، ما حدا بالشباب للعمل باعة جائلين للإنفاق على أسرهم، وعدم الاستسلام للبطالة، لكن في المقابل أدى هذا التزاحم إلى جدل بين الطلاب الذي يرى بعضهم أن البسطات بدت وكأنها تحاصر بوابات الجامعات، في حين يرى آخرون أنها توفر لهم سلعاً ضرورية بأسعار زهيدة.
وتتنوع المعروضات على الطرقات ومداخل الجامعات، فهناك الملابس وزينة البنات وأغطية الرأس إضافة الى المأكولات السريعة والمشروبات والحلويات، إلى جانب المسليات والمكسرات والأحذية والعطور ومواد التجميل.
ويهتم الباعة أمام بوابات الجامعات الخاصة بالفتيات بتوفير المتطلبات الخاصة بهن، كذلك توفير الإحتياجات الخاصة بالشباب على مداخل المباني الخاصة بهم، أو الجامعات المشتركة، وقد التزموا جميعاً بعدم المناداة على بضائعهم، توفيراً للهدوء واحتراماً لحُرمة الجامعات والطلبة.
المُسِن حمدي الدريملي جلس أمام القرطاسية التي عرضها إلى جوار بوابة جامعة الأزهر، وقد بدا عليه عدم الرضا، وهو يقول إنّ البيع كان خفيفاً بسبب نهاية الشهر وعدم نزول الرواتب للموظفين، مبيناً أن العمل أمام الجامعات مرهق، وبالكاد يوفر لقمة العيش.
ويضيف لـ "العربي الجديد": "عندي ثماني بنات وولد واحد يعمل سائق ويساعدني في مصروف البيت، وبدأت بالعمل أمام الجامعة منذ عشر سنوات، بعد توقف عملي داخل الأراضي المحتلة عام 1948"، مبيناً أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والأزمات التي يعيشها سكان القطاع والحروب المتتالية، أثرت وبشكل كبير على مورد رزقه الوحيد.
إلى جوار الدريملي، وقف الشاب سامر السموني (21 عاماً) أمام فرش (بسطة) عرض عليه الحلويات والشوكولا والمكسرات، وقال إنه يبيع أمام الجامعة منذ سبع سنوات، موضحاً أنه الابن البكر لأبيه المريض، ويصرف على 12 من أشقائه وشقيقاته.
ويضيف السموني لـ "العربي الجديد": "سوء الأحوال الاقتصادية دفعني إلى الوقوف أمام الجامعات طوال فترة الدوام، ولم أتمكن من العمل في أي مهنة أخرى بسبب عدم توفر فرص العمل، أتمنى أن أحصل على عمل آخر مجد أكثر، ويمكنني من خلاله توفير لقمة العيش لعائلتي".
وفي مدخل شارع الطالبات، المؤدي إلى قسم الطالبات في الجامعة الإسلامية، وقف البائع فهد السوافيري أمام بسطته التي عرض عليها الإكسسوارات والجرابات والملابس الخاصة بالفتيات، وقال إنه بدأ في هذا العمل منذ ستة أشهر، تمكّن خلالها من توفير لقمة عيش أولاده.
ويبين السوافيري لـ "العربي الجديد"، أنه يتعرض وباقي زملائه إلى المضايقات من شرطة البلدية التي تطالبهم برفع بضاعتهم بحجة أنها تعطل السير، غير أنه يشير إلى أنّ الباعة يحرصون بشكل كبير على ألا يعطّلوا حركة المارة من الطلبة، وأن يقتصر وقوفهم على تحصيل رزق أبنائهم بعيداً عن أي مضايقات.
بدوره قال علي الملاحي، الذي وقف أمام بسطة يبيع عليها الشالات النسائية، إنه كان يعمل في مصنع خاص بالحجارة ومواد البناء والإنشاءات، لكن إغلاق المعابر وعدم دخول مواد البناء أدى إلى توقف عمله، ما دفعه إلى طلب بضاعة من عمه للبيع أمام جامعة البنات.
ويبين الملاحي لـ "العربي الجديد"، أن وضع عائلته الاقتصادي سيئ جداً، خاصة في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر وانعدام فرص العمل، لافتا إلى أن عمله أمام الجامعات ورغم التعب الذي يلحق به، إلا أنه يوفر الحاجيات الأساسية لعائلته التي تستغني غالباً عن الكماليات.
أما زميله محمد سعيد، والذي يقف أمام عربة لبيع الذرة المسلوقة، فقال: "أعمل في هذا المكان منذ 12 عاماً، بدأتها ببيع المكسرات، والآن أبيع الذرة مع شقيقي، وفي الصيف نبيع المرطبات والمثلجات"، مبيناً أن عائده المادي جيد ويساعده في تدبر أمور حياته.
ويشير سعيد في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أنه على الرغم من تراجع الحركة التجارية هذا الموسم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وغلاء البضائع، إلا أنه سيستمر في العمل ضمن الإمكانيات المتاحة، ولن يسمح للظروف بالوقوف عائقاً أمام قوت أطفاله، حتى لو كان ذلك على حساب راحته الشخصية.
وفي الشهور الأخيرة، شهدت المنطقة زحاما كبيرا في البسطات في محيط جامعات الأقصى والإسلامية والأزهر، بالذات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، فقد تعرضت المنشآت الاقتصادية إلى دمار كبير، ما حدا بالشباب للعمل باعة جائلين للإنفاق على أسرهم، وعدم الاستسلام للبطالة، لكن في المقابل أدى هذا التزاحم إلى جدل بين الطلاب الذي يرى بعضهم أن البسطات بدت وكأنها تحاصر بوابات الجامعات، في حين يرى آخرون أنها توفر لهم سلعاً ضرورية بأسعار زهيدة.