وذكر الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن نسبة المرضى النفسيين في مصر تتراوح بين 2 و3 في المائة من عدد السكان، وأنها تماثل نفس النسبة على المستوى العالمي، موضحاً أنها تتوزع بين الاكتئاب الذي يمثل 1 في المائة، والفصام 1 في المائة، والزهايمر وخرف الشيخوخة ومرضى الصرع بنسبة 1 في المائة. وقال إن تطبيق احترام كرامة المرضى يجب أن يبدأ من تطوير المؤسسات العلاجية، مشيراً إلى أزمة استيعاب المرضى النفسيين في المستشفيات.
اقرا أيضاً: منظمة الصحة تدعو لزيادة الاستثمار بالصحة النفسية
من جانبه، أكد الدكتور خليل فاضل، استشاري الطب النفسي، أن قانون الصحة النفسية الجديد أسوأ من سابقه بكثير، ومهين لكرامة الأطباء النفسيين والمرضى، مبيناً أن ميزانية الصحة النفسية في مصر تعادل 1 في المائة فقط من مخصصات وزارة الصحة.
وعن نسبة انتشار المرض النفسي في مصر، قال الدكتور فاضل إنه لا توجد إحصائيات دقيقة لحجم المرض النفسي، ولكن الدراسات العالمية تشير إلى وجود ما يقرب من 2 في المائة من المصريين يعانون من مرض الفصام، وهو ما يعادل 850 ألف مصري، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدر عدد مرضى الاكتئاب بحوالى 150 مليون شخص على مستوى العالم، ويوجد في مصر حوالى 16 مليون مريض من هذا النوع.
اقرأ أيضاً: أهم 8 دروس يتعلّمها طلاب علم النفس
يأتي ذلك في إطار ما أظهرته أحدث تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن تردي الخدمات في المستشفيات النفسية، وهروب أكثر من 100 مريض منها مؤخراً، من دون اتخاذ أي إجراء. ورصد التقرير تهالك شبكات الصرف الصحي، وتكرار انقطاع التيار الكهربائي، وسوء حال مياه الشرب في مستشفيات الصحة النفسية الخمسة الرئيسية في مصر، وعلى رأسها العباسية والخانكة. كما لفت إلى نقص الأدوية، ونقص عدد الأسرّة البالغ 10 آلاف سرير، أي سرير لكل 14 مريضاً نفسياً، وطبيب نفسي واحد لكل 50 ألف نسمة من سكان مصر.
ونفى مسؤول في مستشفى العباسية، رفض ذكر اسمه، ما جاء في التقرير، مشيراً إلى أن حوالى 85 في المائة من المرضى المحجوزين منذ سنوات داخل المستشفيات تم شفاؤهم، لكن أسرهم تريد التخلص منهم حتى الوفاة داخل تلك المستشفيات النفسية. وشدد على ضرورة أن يتمتع المريض النفسي بحق الاختلاط بمجتمعه، بعد شفائه، الأمر الذي لا يحدث في مصر.
ويرى الدكتور محمد سليم، معالج نفسي في مستشفى أبو العزايم الخاص للصحة النفسية، أن الافتقار إلى الإحساس بالكرامة، سبب أساسي للمرض النفسي. وأكد أن توفير الكرامة النفسية لا يقتصر فقط على دور المستشفيات، لكن يجب أن يلجأ الطبيب النفسي إلى أساليب متطورة توفر الإحساس بالكرامة، وتمثل حجر الأساس في رحلة العلاج.
اقرأ أيضاً: أهم 8 دروس يتعلّمها طلاب علم النفس