ووفقاً لمسؤولين أفغان وباكستانيين، فقد توفي 237 شخصا في باكستان، و74 في أفغانستان من جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر، والذي كان مركزه في أعماق جبال هندوكوش في ولاية بدخشان الأفغانية قليلة السكان والمتاخمة لكل من باكستان وطاجيكستان والصين.
وتكافح السلطات للوصول إلى المناطق الأشد ضررا في أفغانستان قرب مركز الزلزال، الواقع على بعد 73 كيلومترا (45 ميلا) جنوب فايز آباد، عاصمة ولاية بدخشان.
وفي باكستان، كان وادي سوات والمناطق المحيطة ببلدات دير وملكاند وشانغلا في إقليم خيبر بختونخوا الجبلي الأكثر تضررا من الزلزال. وكانت المدينة الأقرب لمركز الزلزال في باكستان هي تشيترال، فيما كانت مديرية جورم الأقرب على الجانب الأفغاني.
وأصيب ما لا يقل عن ألفي شخص جراء زلزال أمس الإثنين، والذي أدى كذلك إلى أضرار لقرابة 2500 منزل في باكستان، حسبما قال مسؤولون.
وفي أفغانستان، قال وزير إدارة الكوارث، وايس أحمد برمك، إن 266 شخصا أصيبوا. وقال والي بدخشان، ولي الله أديب، إن مديريات الولاية الثلاث عشرة تضررت جراء الزلزال، حيث تعرض 1500 منزل إما لدمار جزئي أو كامل.
وفي الولاية وحدها، سقط أحد عشر قتيلا، فيما أصيب خمسة وعشرون شخصا، و"ربما ترتفع الحصيلة بنهاية اليوم بمجرد أن تصل فرق المسح إلى المناطق والقرى النائية"، حسبما قال أديب.
وأضاف أديب أن ثمة حاجة إلى مروحيات للوصول إلى غالبية القرى النائية، والتي لا يمكن الوصول إلى كثير منها برا في أفضل الأوقات. وفي الوقت الحالي، أدت الانزلاقات الأرضية والصخور الساقطة إلى سد الطرق القليلة الموجودة. وتم إعداد طعام ومواد أساسية أخرى لنقلها إلى المناطق المنكوبة "ولكن الوصول إلى هناك ليس سهلا"، وفقاً لأديب.
وقال المسؤول الحكومي الباكستاني، أمير آفاق، اليوم الثلاثاء، إن السلطات المدنية والعسكرية وصلت إلى المناطق النائية الفقيرة في شمال غرب البلاد لمساعدة ضحايا الزلزال، وقال "ننقل الخيام والأدوية وأشياء أخرى إلى المناطق الذي ضربها الزلزال"، وأضاف أن الزلزال ألحق أضرارا بألفي منزل في المنطقة.
ووصل جنود وأطباء الجيش إلى المنطقة التي ضربها الزلزال وانخرطوا في أعمال الإنقاذ، حسبما قال المتحدث باسم الجيش الأفغاني، الجنرال أسيل سليم باجوا.
وضرب الزلزال مباني في العاصمة الأفغانية كابول، بعد ظهر الإثنين، لما يصل إلى 45 ثانية، ما تسبب في تصدع الجدران وانقطاع التيار الكهربائي. وهرع عمال الإنقاذ المرعوبون الذين كانوا عائدين للتو من استراحة الغداء، للخروج من المباني التي تتمايل في العاصمة الباكستانية إسلام آباد والعاصمة الهندية نيو دلهي.
وذكرت وسائل إعلام باكستانية أن الآلاف أمضوا الليل في العراء في درجات حرارة تقترب من الصفر، مع خشيتهم من العودة إلى منازلهم، خوفا من توابع الزلزال.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن السلطات العسكرية والمدنية الباكستانية أرسلت بضع طائرات هليكوبتر إلى المناطق المنكوبة والقيام بعمليات الإنقاذ.
وفي مطلع الأسبوع، كانت انهيارات أرضية في شمال باكستان الجبلي الناجمة عن الأمطار الغزيرة والثلوج تركت آلاف السياح وقد تقطّعت بهم السبل.
اقرأ أيضا:زلزال قوّته 7.5 درجات يهزّ أفغانستان وباكستان والهند
ووقع الزلزال بعد ستة أشهر من الزلزال الذي ضرب نيبال يوم 25 أبريل/نيسان، وهو الأسوأ في تاريخها. وأدى الزلزال وهزة كبيرة تابعة له، في مايو/أيار، إلى سقوط نحو تسعة آلاف قتيل، وتدمير أو تضرر نحو 900 ألف منزل.
وفي أفغانستان، حيث من المرجح أن تواجه عمليات الإنقاذ والإغاثة صعوبات بسبب التهديدات الأمنية الناجمة عن تصعيد الهجمات المسلحة التي تشنها حركة طالبان، أعلن أن أكثر من 50 شخصا لاقوا حتفهم في عدة أقاليم، من بينها بدخشان، حيث قتل المئات في انهيارات أرضية في العام الماضي.
ودمرت مئات المنازل، الأمر الذي زاد من صعوبات بدء الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.
ومن المحتمل أن ترتفع حصيلة القتلى في الأيام المقبلة، نظرا لانقطاع الاتصالات مع الكثير من أنحاء منطقة هندو كوش الجبلية الوعرة حيث يقع مركز الزلزال.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن قوة الزلزال الذي وقع بعد ظهر أمس الإثنين، بلغت 7.5 درجات، وتبعته سبع هزات بلغت قوة كل منها 4.8 درجات. ووقعت أحدث هزة قبل فجر يوم الثلاثاء مباشرة.
وكانت الولايات المتحدة وإيران من بين الدول التي عرضت تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تعتمد بشدة بالفعل على المساعدات الأجنبية بعد عقد من الحرب التي دمرت اقتصادها وبنيتها التحتية.
وفي باكستان، تمت تعبئة الجيش ووضعت كل المستشفيات العسكرية في حالة تأهب، فيما عرضت الهند، المنافسة الإقليمية الكبرى، مساعدتها.
والزلزال الذي حدد مركزه في جبال بدخشان النائية في شمال شرق أفغانستان تسبب في حالة ذعر في بلدة تالوغان الأفغانية، حيث قتلت 12 تلميذة في تدافع أثناء محاولتهن الخروج من المدرسة.
وكانت باكستان شهدت، قبل عشر سنوات، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2005، زلزالا مدمرا بقوة 7.6 درجات حدد مركزه على بعض مئات الكيلومترات من زلزال الإثنين، وأوقع أكثر من 75 ألف قتيل. لكن مركز الزلزال كان حينها أقل عمقاً، ما جعل الهزات أكثر تدميرا.
وتحدث رئيس الوزراء الأفغاني، عبدالله عبدالله، عن "خسائر كبيرة مادية، وفي الأرواح"، خصوصا في شمال شرق البلاد. وأوضح أن "الأعداد غير معروفة بعد، لأن الاتصالات مقطوعة".
وأدى الزلزال إلى توقّف مترو الأنفاق في نيودلهي مؤقتا. وفي شمال الهند، هرع عشرات من السكان الخائفين إلى الشوارع في سريناغار، كبرى مدن كشمير الهندية على الحدود مع باكستان. وقطعت شبكة الهاتف النقال، وتوقفت السيارات في الشوارع. وفي هذه المنطقة، خلفت فيضانات أضرارا في العديد من المباني قبل عام، ما جعلها أقل صمودا أمام الهزات.
وشعر سكان آسيا الوسطى بالزلزال، خصوصا في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، حيث غادر عدد كبير من الناس مكاتبهم وشققهم، وكذلك في أوزبكستان وقرغيزستان.
وغالبا ما تضرب زلازل أفغانستان، خصوصا على مستوى سلسلة جبال هندوكوش.