أكد الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المغربية محمد العبادي، أن القضاء على الإرهاب الذي استفحل أمره اليوم، لن يتحقق إلا عبر إقامة خطاب إحساني يجمع شتات المسلمين والبشرية جمعاء.
وقال العبادي أمس الأحد خلال افتتاح الذكرى الثالثة لوفاة مرشد الجماعة عبد السلام ياسين، بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط، إن الإرهاب استفحل أمره لاستفحال دواعيه، مشدداً على ضرورة الدفع باتجاه خطاب قرآني إحساني يكون بديلاً عن خطاب العنف والصراع المحتدم، "حيث طغى العنف اللفظي بين الأحزاب، وهو ما سيفضي لا محالة إلى العنف المادي كما يعيشه إخواننا في الشرق".
اقرأ أيضاً: محاكمة 4 مغاربة.. كتبوا تمجيدا لـ "داعش" على حائط
وأوضح العبادي أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى هذا الخطاب الإحساني من أجل "تعقيم" جرثومة الفساد المستشري"، مذكراً بأن مشروع الشيخ الراحل عبد السلام ياسين تأسس على الإحسان الذي منحه النفس الطويل في الصبر والمواجهة وقول كلمة الحق.
من جهته، قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، عبد الرحيم شيخي، إن "الراحل كان من الدعاة الأوائل إلى نبذ العنف قولاً وفعلاً، وإن المقصد الأساس والغاية الكبرى هي الإحسان الذي تحتاجه البشرية من أجل ضمان استقرار البلاد، وإن النهج ذاته ما تزال عليه جماعة العدل والإحسان إلى اليوم".
وفي هذا الصدد، قال خالد السفياني، منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" إن ذكرى تأبين الراحل عبد السلام ياسين جاءت بعد أيام من لقاء في بيروت الذي دعا إلى تجديد الحوار بين القوميين والإسلاميين، مبرزا أن "لا بديل عن الحوار من أجل مواجهة المخططات التي تستهدفنا من كل مكان".
فيما قال محمد المرواني رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الأمة إنه وجد في فكر الشيخ وأثره إجابات شافية عن سبب ضعف النخبة، وعدم صمودها من خلال اشتغالها على الإرادة التي لا تتحقق إلا بالمجاهدة والجمع بين النظرية والممارسة، معتبراً أن القضاء على التحديات التي تواجه الأمة، وهي الاستبداد والفساد والتطرف والتدخل الأجنبي لن يتسنى إلا بالحوار.
اقرأ أيضاً: المغرب: تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم الدولة
من ناحيته، ذكر الشيخ حسن الكتاني، رئيس جمعية البصيرة للدعوة والتربية بمناقب وخصال الراحل وقال: "إنها ذكرى لاستحضار أيامه ومواقفه، والمصاعب الكبرى التي مرت به، ومع ذلك لم تلِن له قناة ولم تجعله يتنازل عن مواقفه".
وحضر حفل التأبين وفود من مصر وتونس والجزائر وتركيا وموريتانيا ومالي والنيجر. وتحدث الدكتور عبد المطلب أربا عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة صلاح الدين التركية في كلمة رسمية باسم الوفد التركي الرسمي عن تجربة الشيخ ياسين، مشيراً إلى أن الرجل جمع مكارم الأخلاق وعلما ورثه أتباعه.
من جهة ثانية، تطرق إلى قضية اللاجئين، وكيف أن تركيا تمد يدها لكل الفقراء والمسلمين الفارين من "الاستبداد"، مشيراً إلى أن تركيا من خلال استقبال ثلاثة ملايين لاجئ عادت لترسخ مفهوم المهاجرين والأنصار".
يذكر أن حفل التأبين شهد تنظيم ندوتين فكريتين، بمشاركة عدد من الأكاديميين من المغرب وخارجه، كما ألقيت قصائد شعرية لرثاء الراحل.
اقرأ أيضاً: توقيف طالب مغربي يشتبه بتورطه مع "داعش"