تزداد الاعتداءات ضدّ المسلمين والعرب في الولايات المتحدة وتتخذ أشكالاً عديدة يحمل معظمها طابع الكراهية
في الأسابيع الأخيرة، لم يمرّ يوم واحد من دون أن تسجل جمعيات حقوقية عربية ومسلمة اعتداءات جديدة ليمينيين أميركيين على أحد المراكز الإسلامية أو المساجد أو الأفراد العرب أو المسلمين في أرجاء الولايات المتحدة. لم يعد انتشار الاعتداءات يقتصر على المناطق المحافظة في البلاد، فقد بدأت تتسلل كذلك إلى مدن ومناطق معروفة عامة بتسامحها وتنوعها مثل نيويورك.
يقول رئيس "جمعية فيلادلفيا العربية الأميركية" مروان كريدية: "مساء الأحد الماضي توقفت سيارة شحن أمام مسجد الأقصى في فيلادلفيا. ورمي منها رأس خنزير وهو ما سجلته كاميرات المراقبة. في ساعات الصباح المبكر، عندما جاء المسؤول عن المسجد وجد رأس الخنزير واتصل بي. ثم اتصلنا بالشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي، (إف بي آي)".
يؤكد كريدية لـ"العربي الجديد" أنّ "الكثير من العرب والمسلمين الأميركيين يشعرون بالغضب وخيبة الأمل والإهانة، بسبب هجمات عنصرية ينفذها يمينيون ضدهم". كذلك، يؤكد أنّ ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تلعب دوراً مهماً "في تأجيج هذه الهجمات، لكنّ الجو العام خصوصاً تصريحات السياسيين، وعلى وجه التحديد المتنافسين على رئاسة الحزب الجمهوري تخلق جواً مسموماً". يضيف أنّ "العرب والمسلمين عامة هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأميركي".
الأسبوع الماضي وحده سجلت عدة حوادث من بينها اعتداء متطرف على صاحب محل بالضرب المبرح، في منطقة استوريا التي تتركز فيها نسبة مرتفعة من المهاجرين خصوصاً العرب والمسلمين. كما هاجم متطرف آخر فتاة محجبة في أحد المطاعم. وعبّر المعتدون في عدة حوادث عن كرههم للإسلام أو العرب.
عدد الهجمات ارتفع خصوصاً بعد هجمات العاصمة الفرنسية باريس، ومن بعدها هجمات سان برناردينو في كاليفورنيا التي نفذها رجل وزوجته من أصول باكستانية وراح ضحيتها 14 شخصاً.
يؤكد رئيس "اللجنة الأميركية العربية ضد التمييز" عبد أيوب أنّ مؤسسته لاحظت "ارتفاعاً في عدد الشكاوى التي يقدمها المسلمون والعرب ضد مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ المؤسسة تلقّت أخيراً شكوى عن منع شركة طيران مسافرين أميركيين من أصل عربي من الصعود إلى الطائرة لأنهما كانا يتحدثان العربية، بدعوى شعور أحد الركاب بالخوف". لكنّ الشركة اضطرت في نهاية الأمر للسماح لهما بالصعود إلى الطائرة بعد اتصالهما بالشرطة التي تحققت من الموضوع. يؤكد أيوب أنّ مؤسسته تمثل الرجلين في دعوى ضد شركة الطيران. ولا يعد هذا حادثاً وحيداً فقد سجلت العديد من الحوادث المشابهة.
تتخذ التصريحات العدائية والتحريضية وجوهاً عديدة طاولت حتى المهاجرين السوريين والعراقيين الذين تنوي الحكومة الأميركية استقبال أعداد كبيرة منهم بدءاً من العام المقبل، تصل إلى 10 آلاف شخص. إعلان الحكومة عن الرقم أدى إلى تصريحات عدائية ضد هؤلاء المهاجرين خصوصاً من سياسيين في الحزب الجمهوري. كذلك، صدرت عن سياسيين في الحزب الديمقراطي وإن بدرجة أقل. كما أعلن حكّام العديد من الولايات الأميركية عن رفضهم توطين أي من المهاجرين السوريين أو العراقيين في ولاياتهم، وهو ما يخالف صلاحياتهم أصلاً، لأنّ القرارات في هذا السياق تتخذها الحكومة الفدرالية.
كذلك، تمكن الحزب الجمهوري، بدعم من أعضاء ديمقراطيين، في مجلس النواب الأميركي، من المصادقة على مشروع قرار حول آليات قبول طلبات اللجوء للسوريين والعراقيين، المعقدة والطويلة أصلاً، مما يجعلها بحسب مشروع القرار شبه مستحيلة. وعلى الرغم أنه من غير المتوقع أن يجري تبني المشروع، مع وجوب مصادقة مجلس الشيوخ عليه، وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما نيته استخدام الفيتو ضده، إلاّ أنّ مجرد تبنيه في مجلس النواب يثير الكثير من الاستياء.
وعن ذلك تقول رئيسة "الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية" نادية تنيوفا لـ"العربي الجديد": "هذا البلد بلد مهاجرين ويعرف السياسيون المنتخبون أنّ أي متقدم لطلبات اللجوء من خارج الولايات المتحدة يحتاج على الأقل إلى سنتين قبل أن يحصل على جواب الرفض أو الموافقة على طلبه. ويمر هذا بترتيبات وفحوصات أمنية مكثفة. لكنّ فكرة أننا لن نقبل مهاجرين فكرة مرعبة، خصوصاً هذا المشروع لأنه يميز العراقيين والسوريين عن غيرهم من المتقدمين بطلبات اللجوء ويختص بهم".
إلى ذلك، من المتوقع أن تصدر إحصائيات رسمية حول عدد الهجمات ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بداية العام المقبل، إلاّ أنّها ليست دقيقة فكثيرون لا يبلغون عن الهجمات ضدهم.
في المقابل، تشير الكثير من الجمعيات العربية والمسلمة عن موجة من التعاطف والدعم من قبل منظمات مختلفة في الولايات المتحدة، بما فيها منظمات يهودية ومسيحية ومدنية علمانية وأخرى تعنى بحقوق الإنسان. لكنّ الأمر "المخيف" أنّ شعبية المرشح الرئاسي دونالد ترامب زادت عقب تعبيره عن رغبته بمنع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: سوريّو أميركا.. انتظار طويل قبل الحصول على اللجوء
في الأسابيع الأخيرة، لم يمرّ يوم واحد من دون أن تسجل جمعيات حقوقية عربية ومسلمة اعتداءات جديدة ليمينيين أميركيين على أحد المراكز الإسلامية أو المساجد أو الأفراد العرب أو المسلمين في أرجاء الولايات المتحدة. لم يعد انتشار الاعتداءات يقتصر على المناطق المحافظة في البلاد، فقد بدأت تتسلل كذلك إلى مدن ومناطق معروفة عامة بتسامحها وتنوعها مثل نيويورك.
يقول رئيس "جمعية فيلادلفيا العربية الأميركية" مروان كريدية: "مساء الأحد الماضي توقفت سيارة شحن أمام مسجد الأقصى في فيلادلفيا. ورمي منها رأس خنزير وهو ما سجلته كاميرات المراقبة. في ساعات الصباح المبكر، عندما جاء المسؤول عن المسجد وجد رأس الخنزير واتصل بي. ثم اتصلنا بالشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي، (إف بي آي)".
يؤكد كريدية لـ"العربي الجديد" أنّ "الكثير من العرب والمسلمين الأميركيين يشعرون بالغضب وخيبة الأمل والإهانة، بسبب هجمات عنصرية ينفذها يمينيون ضدهم". كذلك، يؤكد أنّ ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تلعب دوراً مهماً "في تأجيج هذه الهجمات، لكنّ الجو العام خصوصاً تصريحات السياسيين، وعلى وجه التحديد المتنافسين على رئاسة الحزب الجمهوري تخلق جواً مسموماً". يضيف أنّ "العرب والمسلمين عامة هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأميركي".
الأسبوع الماضي وحده سجلت عدة حوادث من بينها اعتداء متطرف على صاحب محل بالضرب المبرح، في منطقة استوريا التي تتركز فيها نسبة مرتفعة من المهاجرين خصوصاً العرب والمسلمين. كما هاجم متطرف آخر فتاة محجبة في أحد المطاعم. وعبّر المعتدون في عدة حوادث عن كرههم للإسلام أو العرب.
عدد الهجمات ارتفع خصوصاً بعد هجمات العاصمة الفرنسية باريس، ومن بعدها هجمات سان برناردينو في كاليفورنيا التي نفذها رجل وزوجته من أصول باكستانية وراح ضحيتها 14 شخصاً.
يؤكد رئيس "اللجنة الأميركية العربية ضد التمييز" عبد أيوب أنّ مؤسسته لاحظت "ارتفاعاً في عدد الشكاوى التي يقدمها المسلمون والعرب ضد مؤسسات أو شركات أو حتى أفراد". يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ المؤسسة تلقّت أخيراً شكوى عن منع شركة طيران مسافرين أميركيين من أصل عربي من الصعود إلى الطائرة لأنهما كانا يتحدثان العربية، بدعوى شعور أحد الركاب بالخوف". لكنّ الشركة اضطرت في نهاية الأمر للسماح لهما بالصعود إلى الطائرة بعد اتصالهما بالشرطة التي تحققت من الموضوع. يؤكد أيوب أنّ مؤسسته تمثل الرجلين في دعوى ضد شركة الطيران. ولا يعد هذا حادثاً وحيداً فقد سجلت العديد من الحوادث المشابهة.
تتخذ التصريحات العدائية والتحريضية وجوهاً عديدة طاولت حتى المهاجرين السوريين والعراقيين الذين تنوي الحكومة الأميركية استقبال أعداد كبيرة منهم بدءاً من العام المقبل، تصل إلى 10 آلاف شخص. إعلان الحكومة عن الرقم أدى إلى تصريحات عدائية ضد هؤلاء المهاجرين خصوصاً من سياسيين في الحزب الجمهوري. كذلك، صدرت عن سياسيين في الحزب الديمقراطي وإن بدرجة أقل. كما أعلن حكّام العديد من الولايات الأميركية عن رفضهم توطين أي من المهاجرين السوريين أو العراقيين في ولاياتهم، وهو ما يخالف صلاحياتهم أصلاً، لأنّ القرارات في هذا السياق تتخذها الحكومة الفدرالية.
كذلك، تمكن الحزب الجمهوري، بدعم من أعضاء ديمقراطيين، في مجلس النواب الأميركي، من المصادقة على مشروع قرار حول آليات قبول طلبات اللجوء للسوريين والعراقيين، المعقدة والطويلة أصلاً، مما يجعلها بحسب مشروع القرار شبه مستحيلة. وعلى الرغم أنه من غير المتوقع أن يجري تبني المشروع، مع وجوب مصادقة مجلس الشيوخ عليه، وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما نيته استخدام الفيتو ضده، إلاّ أنّ مجرد تبنيه في مجلس النواب يثير الكثير من الاستياء.
وعن ذلك تقول رئيسة "الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية" نادية تنيوفا لـ"العربي الجديد": "هذا البلد بلد مهاجرين ويعرف السياسيون المنتخبون أنّ أي متقدم لطلبات اللجوء من خارج الولايات المتحدة يحتاج على الأقل إلى سنتين قبل أن يحصل على جواب الرفض أو الموافقة على طلبه. ويمر هذا بترتيبات وفحوصات أمنية مكثفة. لكنّ فكرة أننا لن نقبل مهاجرين فكرة مرعبة، خصوصاً هذا المشروع لأنه يميز العراقيين والسوريين عن غيرهم من المتقدمين بطلبات اللجوء ويختص بهم".
إلى ذلك، من المتوقع أن تصدر إحصائيات رسمية حول عدد الهجمات ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بداية العام المقبل، إلاّ أنّها ليست دقيقة فكثيرون لا يبلغون عن الهجمات ضدهم.
في المقابل، تشير الكثير من الجمعيات العربية والمسلمة عن موجة من التعاطف والدعم من قبل منظمات مختلفة في الولايات المتحدة، بما فيها منظمات يهودية ومسيحية ومدنية علمانية وأخرى تعنى بحقوق الإنسان. لكنّ الأمر "المخيف" أنّ شعبية المرشح الرئاسي دونالد ترامب زادت عقب تعبيره عن رغبته بمنع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: سوريّو أميركا.. انتظار طويل قبل الحصول على اللجوء