خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت بعض المدن الألمانية زيادة عدد التظاهرات المعادية للمهاجرين، بدعوة من حركة "بيغيدا" وغيرها من المنظمات التي تطالب بوقف أسلمة أوروبا، في ظل تصاعد الخطاب اليميني المتطرف. ويبدو أن "بيغيدا" أثبتت أن لديها مؤيدين في الشارعين الألماني والغربي.
وفي بداية العام الحالي، أصدرت مؤسسة "فورسا" استطلاعاً للرأي (شمل 1006 شخصاً)، جاء فيه أن واحداً من أصل 8 ألمان يؤيدون هذه الحركة وخطابها. وأعرب المؤيدون عن رغبتهم في المشاركة بالمسيرات التي تنظمها الحركة.
وكشف الاستطلاع أن 29 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الإسلام يؤثر على حياتهم اليومية، فيما قال ثلث المستطلعة آراؤهم إنهم يجدون في الحديث عن أسلمة أوروبا تضخيماً إعلامياً، على الرغم من قلقهم من تزايد أعداد اللاجئين. كذلك، تقول استطلاعات الرأي في عدد من الدول الاسكندنافية إن بعض الناخبين يتمنون فوز الأحزاب اليمينية في الانتخابات المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام الصادرة عن عدد من المراكز الألمانية تشير إلى أنه ما بين عامي 1990 و2011، قتل 182 شخصاً جراء اعتداءات اليمين المتطرف.
في السياق، يقول الناشط في حركة "لا لبيغيدا" هانس يورغن إن "مجاراة شعارات اليمين المتطرف من خلال القوانين وتشدد الأحزاب الحاكمة أدى إلى كل هذا الخوف".
بدوره، يرى منسق حركة "معاداة العنصرية" في الدنمارك جون غراوسغوورد أن "مواجهة تنامي العنصرية تتطلب التعبئة في كل بلدان أوروبا. يجب أن يشاركنا الأوروبيون من أصول مهاجرة في حركتنا. هذه العنصرية لا تطال فقط اللاجئين، بل لها تأثيراتها على الجميع. لذلك، فإن نضالنا ضد الحركات الفاشية يجب أن يكون مشتركاً".
من جهتها، تقول الناشطة اليسارية ستينا سفانلاينر: "لا نرفض تطرف اليمينيين من أجل الأوروبيين أو المسلمين فقط، بل حتى لا تقع مجتمعاتنا في براثن الفاشية مرة أخرى. هؤلاء لا يستهدفون المسلمين والعرب فقط، بل الديموقراطية والتعددية في مجتمعاتنا. من هنا تأتي خطورتهم".
في السياق، تقول زينب التي ولدت في الدنمارك إن "حالة العداء ولو كانت صادرة عن فئة صغيرة، إلا أنها تؤثر على الشباب"، لافتة إلى أن "الفتيات المحجبات أكثر عرضة للتعليقات الاستفزازية". أما الباحثة الاجتماعية بيرغيتا يابيسينتضيف، فتلفت إلى وجود تمييز في الوظائف "فأصحاب العمل لا يفضلون الاستعانة بالعرب، علماً أن عدداً كبيراً من هؤلاء ولدوا في هذه البلاد". تضيف أن "اعتقال بعض الشباب والتحقيق معهم على خلفية ما كتبوه على وسائل التواصل الاجتماعي بعد هجمات شارلي ايبدو، بالإضافة إلى الحديث عن زيادة الرقابة والتنصت على هواتفهم، لم يكن وقعه بسيطاً عليهم".
من جهة أخرى، يقول أحد القادة الأمنيين في الدنمارك، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد": "ما نستغربه حقاً أن بعض أئمة المساجد الذين نتحدث إليهم خلف الأبواب المغلقة، يكون لديهم مواقف إيجابية جداً ومعارضة للتطرف. لكن حين يتحدثون في العلن، تكون مواقفهم مختلفة تماماَ. وهذا ما يعمد اليمين المتطرف إلى استغلاله".
قبل أشهر، دأب سياسيون وأمنيون على التحذير من خطورة تعميم النظرة السلبية ضد ملايين المسلمين في الغرب، خوفاً من ردود الفعل. فحينها، قد لا تكون أصوات الاعتدال مسموعة.
وبعد هجمات شارلي إيبدو، بات كثير من العرب والمسلمين يتجنبون التصريح لوسائل الإعلام المحلية، خشية أن يجري استغلال مواقفهم.
في المقابل، يقول إمام أحد المساجد عبد الله إسماعيل لـ "العربي الجديد" إن "المسلمين يعانون يومياً بسبب تنامي هذه الحركات المتطرفة"، لافتاً إلى أن سياسات التجييش الإعلامي تعد أمر خطيراً، ولها تأثيراتها السلبية على الشباب". يضيف: "نشجع الحوار والعيش المشترك واحترام القوانين. على الرغم من ذلك، يعمم البعض بعض الأخطاء الفردية على جميع مسلمي أوروبا، وفي هذا ظلم وإجحاف سيواجه من خلال إظهار الحقائق وليس العزلة".
ويُجمعُ كثير من الشباب العرب الذين تحدثت إليهم "العربي الجديد" على أن الرغبة في الانتقام تزداد في ما بينهم، وخصوصاً أن السلطات غالباً ما تتعامل معهم بحذر.
وكان أحد التقارير الصادرة عن "المكتب الاتحادي لحماية الدستور" في ألمانيا عام 2004، قد أشار إلى أنه "لا توجد بنية لمنظمات يمينية متطرفة في ألمانيا، كما أنه ليس هناك بيئة داعمة".
وفي بداية العام الحالي، أصدرت مؤسسة "فورسا" استطلاعاً للرأي (شمل 1006 شخصاً)، جاء فيه أن واحداً من أصل 8 ألمان يؤيدون هذه الحركة وخطابها. وأعرب المؤيدون عن رغبتهم في المشاركة بالمسيرات التي تنظمها الحركة.
وكشف الاستطلاع أن 29 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الإسلام يؤثر على حياتهم اليومية، فيما قال ثلث المستطلعة آراؤهم إنهم يجدون في الحديث عن أسلمة أوروبا تضخيماً إعلامياً، على الرغم من قلقهم من تزايد أعداد اللاجئين. كذلك، تقول استطلاعات الرأي في عدد من الدول الاسكندنافية إن بعض الناخبين يتمنون فوز الأحزاب اليمينية في الانتخابات المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام الصادرة عن عدد من المراكز الألمانية تشير إلى أنه ما بين عامي 1990 و2011، قتل 182 شخصاً جراء اعتداءات اليمين المتطرف.
في السياق، يقول الناشط في حركة "لا لبيغيدا" هانس يورغن إن "مجاراة شعارات اليمين المتطرف من خلال القوانين وتشدد الأحزاب الحاكمة أدى إلى كل هذا الخوف".
بدوره، يرى منسق حركة "معاداة العنصرية" في الدنمارك جون غراوسغوورد أن "مواجهة تنامي العنصرية تتطلب التعبئة في كل بلدان أوروبا. يجب أن يشاركنا الأوروبيون من أصول مهاجرة في حركتنا. هذه العنصرية لا تطال فقط اللاجئين، بل لها تأثيراتها على الجميع. لذلك، فإن نضالنا ضد الحركات الفاشية يجب أن يكون مشتركاً".
من جهتها، تقول الناشطة اليسارية ستينا سفانلاينر: "لا نرفض تطرف اليمينيين من أجل الأوروبيين أو المسلمين فقط، بل حتى لا تقع مجتمعاتنا في براثن الفاشية مرة أخرى. هؤلاء لا يستهدفون المسلمين والعرب فقط، بل الديموقراطية والتعددية في مجتمعاتنا. من هنا تأتي خطورتهم".
في السياق، تقول زينب التي ولدت في الدنمارك إن "حالة العداء ولو كانت صادرة عن فئة صغيرة، إلا أنها تؤثر على الشباب"، لافتة إلى أن "الفتيات المحجبات أكثر عرضة للتعليقات الاستفزازية". أما الباحثة الاجتماعية بيرغيتا يابيسينتضيف، فتلفت إلى وجود تمييز في الوظائف "فأصحاب العمل لا يفضلون الاستعانة بالعرب، علماً أن عدداً كبيراً من هؤلاء ولدوا في هذه البلاد". تضيف أن "اعتقال بعض الشباب والتحقيق معهم على خلفية ما كتبوه على وسائل التواصل الاجتماعي بعد هجمات شارلي ايبدو، بالإضافة إلى الحديث عن زيادة الرقابة والتنصت على هواتفهم، لم يكن وقعه بسيطاً عليهم".
من جهة أخرى، يقول أحد القادة الأمنيين في الدنمارك، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد": "ما نستغربه حقاً أن بعض أئمة المساجد الذين نتحدث إليهم خلف الأبواب المغلقة، يكون لديهم مواقف إيجابية جداً ومعارضة للتطرف. لكن حين يتحدثون في العلن، تكون مواقفهم مختلفة تماماَ. وهذا ما يعمد اليمين المتطرف إلى استغلاله".
قبل أشهر، دأب سياسيون وأمنيون على التحذير من خطورة تعميم النظرة السلبية ضد ملايين المسلمين في الغرب، خوفاً من ردود الفعل. فحينها، قد لا تكون أصوات الاعتدال مسموعة.
وبعد هجمات شارلي إيبدو، بات كثير من العرب والمسلمين يتجنبون التصريح لوسائل الإعلام المحلية، خشية أن يجري استغلال مواقفهم.
في المقابل، يقول إمام أحد المساجد عبد الله إسماعيل لـ "العربي الجديد" إن "المسلمين يعانون يومياً بسبب تنامي هذه الحركات المتطرفة"، لافتاً إلى أن سياسات التجييش الإعلامي تعد أمر خطيراً، ولها تأثيراتها السلبية على الشباب". يضيف: "نشجع الحوار والعيش المشترك واحترام القوانين. على الرغم من ذلك، يعمم البعض بعض الأخطاء الفردية على جميع مسلمي أوروبا، وفي هذا ظلم وإجحاف سيواجه من خلال إظهار الحقائق وليس العزلة".
ويُجمعُ كثير من الشباب العرب الذين تحدثت إليهم "العربي الجديد" على أن الرغبة في الانتقام تزداد في ما بينهم، وخصوصاً أن السلطات غالباً ما تتعامل معهم بحذر.
وكان أحد التقارير الصادرة عن "المكتب الاتحادي لحماية الدستور" في ألمانيا عام 2004، قد أشار إلى أنه "لا توجد بنية لمنظمات يمينية متطرفة في ألمانيا، كما أنه ليس هناك بيئة داعمة".