كشفت "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" الدولية في دراسة أخيرة أنّ نسبة تعاطي الكحول بكثرة تتضاعف لدى النساء المثقفات في بريطانيا.
وحذّر معدّو الدراسة من أنّ بريطانيا واحدة من الدول القليلة في العالم التي تدمن نساؤها الكحول لمجاراة الرجال. وأشاروا إلى أنّ واحدة من أصل خمس نساء في بريطانيا ممّن التزمن الدراسة الجامعية، يتعاطين الكحول بكثرة، تقابلهن واحدة من عشر نساء من المستوى التعليمي الأدنى.
وكان من اللافت في تقرير الدراسة أنّ العلاقة بين مستويات التعليم المرتفعة والإفراط في تناول الكحول كانت الأقوى، أو الأعلى نسبة، في بريطانيا مقارنة بأي بلد آخر.
وفي هذا الإطار لفت رئيس دائرة الصحة في المنظمة مارك بيرسون إلى أنّ تعاطي الكحول يعكس الجانب المظلم للمساواة، مع تبنّي نساء الطبقة المتوسطة عادات إدمان الرجال للكحول معرضين بذلك صحتّهن للخطر. كما وصف تناول الكحول بكثرة بميزة خاصة لدى نساء بريطانيا اللواتي توجّهن إلى المصانع والمهن وتعلمن العادة من الرجال.
ورجحت الدراسة أنّ تأخّر المرأة في تكوين عائلة من جرّاء انشغالها في ميادين العمل، قد يشكّل أحد أسباب تعاطيها الكحول بكثافة حتى يصبح من ضمن نظام حياتها.
ولفتت إلى أنّ النساء الحائزات على شهادات تعليمية عالية قد يحظين بوظائف ومدخول أفضل إلى جانب تحملهن مسؤوليات عديدة، حتى يصبح تناول الكحول فرصة لهن للهرب من التوتّر. أو ربّما يتمتّعن بفرص أكبر للخروج مع زملائهم من الرجال الذين يتعاطون الكحول بإفراط.
وأشارت إلى أنّ النساء اللواتي تترواح أعمارهن بين 45 عاماً و64 هنّ الأكثر تعاطياً للكحول. فيما بقيت مجهولة أسباب ارتباط التعليم العالي لدى المرأة في بريطانيا بتناول الكحول بكثرة، بالمقارنة مع عدم لجوء النساء المتعلمات في باقي دول العالم إلى ذلك.
كذلك، حذرت الدراسة مراهقات بريطانيا من نهج ذات الطريق وتعاطي الكحول زيادة عن اللزوم كما تفعل النساء حتى لا ينتهي بهن الأمر كمدمنات مع بلوغ سن 15 عاماً.
من جهتها، وجهت مديرة مؤسسة دراسات الكحول في بريطانيا كاترين براون أصابع الاتهام إلى وسائل تسويق الكحول واستخدامها أساليب تجذب المرأة إلى الكحول. وتقول: "السنوات الأخيرة شهدت طفرة هائلة من الإعلانات الموجّهة للنساء ومنها مشروبات برعاية شركات مساحيق التجميل، وأحياناً حملات التوعية بسرطان الثدي، بالإضافة إلى برامج التلفزيون النهارية".
اقرأ أيضاً: ضعف الذكاء يدفع إلى الإفراط في تناول الكحول