استمرت المواقف السياسيّة من تراكم النفايات في شوارع العاصمة اللبنانيّة بيروت، وشددت على محاسبة الفاسدين في هذا الملف المزمن على مدى أكثر من 20 عاماً.
ولفت النائب محمد قباني بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام مع وفد نواب بيروت إلى أن مجلس الوزراء اتخذ "قراراً منطقياً بأن تكون مكبات نفايات بيروت خارج بيروت الإدارية لأن الأمر الطبيعي هو هذا، فبيروت لا تستطيع أن تطمر النفايات في شوارعها أو في ساحاتها الآهلة بالأبنية والسكان".
وأضاف قباني أن بيروت "استقبلت وفتحت قلبها لكل اللبنانيين على مدى عشرات السنين، وسكنوا فيها، وأكثر من نصف سكانها هم من خارجها، تعلموا في جامعاتها واستشفوا في مستشفياتها، ولا فضل لها في ذلك لأنها العاصمة وتفتح قلبها للجميع، لكننا في المقابل نقول إننا نتوقع أن نقابل بالإيجابية نفسها، أي أن تتقبل سائر المناطق والأقضية والقرى أن بيروت لا تستطيع أن تعالج مشكلة نفاياتها داخل بيروت الإدارية".
وتابع قباني "للأسف نسمع تصاعد لهجة مناطقية عصبية في غير موقعها إذ نسمع من هنا وهناك الآتي: نرفض أن نستقبل أي نفايات من خارج هذا القضاء". ورأى أن هذا المنطق خطير وقد يؤدي "بلبنان كما سبق أن سميناها إلى "فيديرالية النفايات" التي إذا استمرت هكذا فستذهب بلبنان".
بدوره، اعتبر وزير السياحة ميشال فرعون بعد لقائه سلام أن أزمة النفايات "تؤثر على الموسم السياحي، كان لدينا فرصة خلال هذين الشهرين لأن الأوضاع الأمنية مقبولة، وإذ بنا نعطي عبر أزمة النفايات صورة غير مشجعة، ولا أحد يريد تحمل مسؤولية نفايات العاصمة".
واعتبر فرعون أن لبنان في "حالة طوارئ على الصعيدين السياسي والمالي وكذلك النفايات، وهناك بعض الحلول تطرح من هنا وهناك، لكن الكارثة الكبرى هي على بيروت التي تعاني مشكلة النفايات والكهرباء".
من جهته، أسف الرئيس السابق للبنان ميشال سليمان، للحال التي وصلت إليها "البلاد على أبواب الموسم السياحي الموعود، لتنتشر النفايات على الطرق بدلاً من لافتات الترحيب بالوافدين إلى لبنان". واعتبر سليمان في اتصال هاتفي مع سلام أن محاولة رمي "القنبلة البيئية من منطقة إلى أخرى ومن مطمر إلى آخر، ستضاعف المشكلة من دون أن تؤمن الحل المطلوب".
في السياق عينه، أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أنه منذ إجراء آخر مناقصة في التسعينيات تم "التمديد لشركة "سوكلين" أكثر من مرة لسنة 2015، وحان وقت المحاسبة الشعبية لهذه الشركة التي تأخذ لبنان رهينة منذ أكثر من 20 عاماً". وأضاف الجميل أنه لم نر النفايات في الطرق "إلا عند انتهاء العقد مع الشركة ليتبين أن الهدف هو الإبقاء على الوضع الذي كنا عليه والإبقاء على السرقة الممنهجة لأموال البلديات"، لافتاً إلى أن هناك "مافيا مستفيدة من ملف النفايات وتحقق أرباحاً على حساب اللبنانيين". ورأى أن ملف النفايات يحتوي على الكثير من المال وهناك "أشخاص منتفعة من هذا الملف وهناك شركة منذ أكثر من 20 عاماً أرباحها تتخطى مئات ملايين الدولارات لتصل إلى ملياري دولار تقريباً".
وأكد أن "من أهم الإصلاحات في الملف تأمين أمكنة لطمر النفايات من قبل الدولة"، لافتاً إلى أن "النفايات التي يتم جمعها من المفترض أن يتم تقسيمها بعد المعالجة إلى ثلاثة أنواع من المواد، المادة الأولى القابلة للتدوير، الثانية هي العوادم، والثالثة هي المواد البيولوجية التي يمكن تحويلها إلى أسمدة". ولفت إلى أن "نسبة الطمر هي نسبة قليلة لا تتخطى 20 أو 25 في المائة من مجموع النفايات، وما فعلته "سوكلين" في المرحلة الماضية كان للتوفير على نفسها كل المراحل".
اقرأ أيضاً:شوارع بيروت على موعد مع النفايات مجدداً