تعد الصناعات الشعبية في العراق إحدى وسائل كسب الرزق لدى آلاف الفقراء والعاطلين عن العمل. ولأنه يصعب الحصول على وظائف في كثير من الأحيان، يضطر البعض إلى تعلم هذه الصناعات. وعادة ما تجد إقبالاً، خصوصاً من قبل أولئك الذين يعشقون التراث.
ومن الصناعات الشعبية التي تلقى رواجاً بين العراقيين، "مشاعل" الفحم، والسعف، والأواني الفخارية، والخزف، والتنانير الطينية والمعدنية للخبز، والسلال، والقبعات الصيفية من سعف النخيل، والحفر على الخشب والحجر. وتتنوّع الحرف اليدوية الشعبية، بحسب المدن العراقية، التي تشتهر كل منها بحرفة معينة.
في السياق، يقول الباحث في الصناعات الحرفية الشعبية، ممدوح الوائلي، إن الصناعات الشعبية تتنوع بحسب المواد الأولية المتوفرة، وتتوزع على محافظات الشمال والوسط والجنوب. في المناطق الشمالية المعروفة بطبيعتها الجبلية وغاباتها الكثيفة ومراعيها، يزدهر النحت على الحجر والخشب وصناعة الفخاريات والخزفيات والمنسوجات الصوفية، على غرار الموصل ودهوك والسليمانية وغيرها.
يضيف الوائلي لـ"العربي الجديد" أنه في المنطقة الوسطى، تجد الموزاييك والمرمر والذهب والفضة، وتحديداً في الأنبار وديالى وبغداد وصلاح الدين والمناطق الجنوبية، حيث بساتين النخيل ونبات القصب والبردى. وتنتشر أيضاً الصناعات الشعبية مثل الحبال والسلال والسجاد وغيرها. ويقول طالب الجنابي (39 عاماً)، الذي وجد عملاً في صناعة "مناقل" الفحم، من خلال الألمنيوم أو الزنك وغيرهما، والتي تستخدم لشيّ اللحوم غالباً، إنه "فكر في مشروع صغير بدلاً من البحث عن وظيفة هنا أو هناك، من خلال دفع الرشى. هكذا افتتحت ورشة صغيرة لهذا الغرض".
يتابع الجنابي: "نحصل على صفائح المعدن الخاص بهذه المناقل من معامل الألمنيوم، أو من خلال تقطيع علب الزيت المعدنية. ونبيعها بعد الانتهاء منها، وعادة ما تشهد إقبالاً من المقاهي والمطاعم والمواطنين بشكل عام".
محمد الفلاحي (27 عاماً) وجد عملاً أيضاً في إحدى ورش صناعة تنانير الخبز التي لا يخلو منها بيتٌ عراقي. يقول إن صناعة تنانير الخبز تعد إحدى أشهر الصناعات الشعبية في العراق، كونها تمثل حاجة أساسية لكل بيت. ومن المعروف أن العراقيين يعتمدون في استهلاكهم للخبز على التنانير المنزلية، وهي إما طينية أو معدنية. يضيف لـ"العربي الجديد" أن "الطينية تستخدم في القرى والأرياف، أما المعدنية ففي المدن. نصنع عشرات التنانير المعدنية يومياً، ونشحنها إلى وكلاء معتمدين لتوزيعها على المحافظات العراقية".
وتوفر الصناعات والحرف الشعبية وسيلة عيش لآلاف العاطلين عن العمل، بينهم خريجون لم يجدوا فرص عمل في دوائر ومؤسسات الدولة، فجذبتهم الصناعات الشعبية. صباح علي (31 عاماً) تخرج من كلية الآداب، حاله حال آلاف أقرانه. لم يجد فرصة عمل في مؤسسات الدولة، لكنه يعمل حالياً في ورشة صغيرة لصناعة "المناخل" أو الغرابيل المستخدمة في غربلة الطحين أو الرمال التي تستعمل في البناء.
يبدو سعيداً وهو يتحدث لـ"العربي الجديد" عن عمله. يقول إنه "لا يمكنني انتظار العثور على وظيفة حكومية. وجدت عملاً بديلاً في ورشة لصناعة "المناخل"، وهي إحدى أهم المستلزمات الحياتية للناس. وهناك من يهتم بهذه الصناعات للفن فقط. يصنعون الخزف والفخار والإكسسوارات والنحاسيات والذهب والفضة، أو ينحتون على الخشب والحجر. إلا أن النحات أكرم النعمة يقول لـ"العربي الجديد" إن "الصناعات الفنية بدأت تنحسر شيئاً فشيئاً. يبحث الناس عن لقمة العيش بالدرجة الأولى. ولم يعد كثيرون يقبلون مثلاً على شراء الأنتيك أو التحف الشعبية، كالنحاسيات مثلاً، التي اشتهر بها سوق الصفافير في بغداد".
إلى ذلك، يقول المؤرخ طه الراوي، إن الصناعات الشعبية عرفت في العراق منذ آلاف السنين. وفي حال أعيد الاهتمام بالجانب السياحي، يمكن أن تساهم هذه الصناعات في جذب السياح، من خلال المهرجانات الشعبية وغيرها. ويطالب خبراء اقتصاديون بضرورة تنشيط الصناعات الشعبية، وإعطائها أهمية كبيرة، من خلال توفير قروض مالية صغيرة لأصحاب تلك الحرف، وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم، منعاً لاندثار تلك الحرف.
ويبين الخبير الاقتصادي عادل الشمري أن "تنشيط الحرف والصناعات الشعبية من شأنها زيادة الإيرادات المحلية، ورفد السوق بالسلع الكمالية للمواطنين، وتوفير فرص عمل لآلاف العاطلين عن العمل والفقراء، فضلاً عن تنشيط الجانب السياحي". كذلك، تعد الحرف الشعبية إحدى أبرز وسائل جذب السياح. ويحاول العديد من أصحاب الحرف الشعبية تطوير مواهبهم، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة في أعمالهم الحرفية، في محاولة لمواكبة التطورات.
إقرأ أيضاً: خوف الاندثار يخيّم على منتجات العراق الوطنية
ومن الصناعات الشعبية التي تلقى رواجاً بين العراقيين، "مشاعل" الفحم، والسعف، والأواني الفخارية، والخزف، والتنانير الطينية والمعدنية للخبز، والسلال، والقبعات الصيفية من سعف النخيل، والحفر على الخشب والحجر. وتتنوّع الحرف اليدوية الشعبية، بحسب المدن العراقية، التي تشتهر كل منها بحرفة معينة.
في السياق، يقول الباحث في الصناعات الحرفية الشعبية، ممدوح الوائلي، إن الصناعات الشعبية تتنوع بحسب المواد الأولية المتوفرة، وتتوزع على محافظات الشمال والوسط والجنوب. في المناطق الشمالية المعروفة بطبيعتها الجبلية وغاباتها الكثيفة ومراعيها، يزدهر النحت على الحجر والخشب وصناعة الفخاريات والخزفيات والمنسوجات الصوفية، على غرار الموصل ودهوك والسليمانية وغيرها.
يضيف الوائلي لـ"العربي الجديد" أنه في المنطقة الوسطى، تجد الموزاييك والمرمر والذهب والفضة، وتحديداً في الأنبار وديالى وبغداد وصلاح الدين والمناطق الجنوبية، حيث بساتين النخيل ونبات القصب والبردى. وتنتشر أيضاً الصناعات الشعبية مثل الحبال والسلال والسجاد وغيرها. ويقول طالب الجنابي (39 عاماً)، الذي وجد عملاً في صناعة "مناقل" الفحم، من خلال الألمنيوم أو الزنك وغيرهما، والتي تستخدم لشيّ اللحوم غالباً، إنه "فكر في مشروع صغير بدلاً من البحث عن وظيفة هنا أو هناك، من خلال دفع الرشى. هكذا افتتحت ورشة صغيرة لهذا الغرض".
يتابع الجنابي: "نحصل على صفائح المعدن الخاص بهذه المناقل من معامل الألمنيوم، أو من خلال تقطيع علب الزيت المعدنية. ونبيعها بعد الانتهاء منها، وعادة ما تشهد إقبالاً من المقاهي والمطاعم والمواطنين بشكل عام".
محمد الفلاحي (27 عاماً) وجد عملاً أيضاً في إحدى ورش صناعة تنانير الخبز التي لا يخلو منها بيتٌ عراقي. يقول إن صناعة تنانير الخبز تعد إحدى أشهر الصناعات الشعبية في العراق، كونها تمثل حاجة أساسية لكل بيت. ومن المعروف أن العراقيين يعتمدون في استهلاكهم للخبز على التنانير المنزلية، وهي إما طينية أو معدنية. يضيف لـ"العربي الجديد" أن "الطينية تستخدم في القرى والأرياف، أما المعدنية ففي المدن. نصنع عشرات التنانير المعدنية يومياً، ونشحنها إلى وكلاء معتمدين لتوزيعها على المحافظات العراقية".
وتوفر الصناعات والحرف الشعبية وسيلة عيش لآلاف العاطلين عن العمل، بينهم خريجون لم يجدوا فرص عمل في دوائر ومؤسسات الدولة، فجذبتهم الصناعات الشعبية. صباح علي (31 عاماً) تخرج من كلية الآداب، حاله حال آلاف أقرانه. لم يجد فرصة عمل في مؤسسات الدولة، لكنه يعمل حالياً في ورشة صغيرة لصناعة "المناخل" أو الغرابيل المستخدمة في غربلة الطحين أو الرمال التي تستعمل في البناء.
يبدو سعيداً وهو يتحدث لـ"العربي الجديد" عن عمله. يقول إنه "لا يمكنني انتظار العثور على وظيفة حكومية. وجدت عملاً بديلاً في ورشة لصناعة "المناخل"، وهي إحدى أهم المستلزمات الحياتية للناس. وهناك من يهتم بهذه الصناعات للفن فقط. يصنعون الخزف والفخار والإكسسوارات والنحاسيات والذهب والفضة، أو ينحتون على الخشب والحجر. إلا أن النحات أكرم النعمة يقول لـ"العربي الجديد" إن "الصناعات الفنية بدأت تنحسر شيئاً فشيئاً. يبحث الناس عن لقمة العيش بالدرجة الأولى. ولم يعد كثيرون يقبلون مثلاً على شراء الأنتيك أو التحف الشعبية، كالنحاسيات مثلاً، التي اشتهر بها سوق الصفافير في بغداد".
إلى ذلك، يقول المؤرخ طه الراوي، إن الصناعات الشعبية عرفت في العراق منذ آلاف السنين. وفي حال أعيد الاهتمام بالجانب السياحي، يمكن أن تساهم هذه الصناعات في جذب السياح، من خلال المهرجانات الشعبية وغيرها. ويطالب خبراء اقتصاديون بضرورة تنشيط الصناعات الشعبية، وإعطائها أهمية كبيرة، من خلال توفير قروض مالية صغيرة لأصحاب تلك الحرف، وتشجيعهم على الاستمرار في عملهم، منعاً لاندثار تلك الحرف.
ويبين الخبير الاقتصادي عادل الشمري أن "تنشيط الحرف والصناعات الشعبية من شأنها زيادة الإيرادات المحلية، ورفد السوق بالسلع الكمالية للمواطنين، وتوفير فرص عمل لآلاف العاطلين عن العمل والفقراء، فضلاً عن تنشيط الجانب السياحي". كذلك، تعد الحرف الشعبية إحدى أبرز وسائل جذب السياح. ويحاول العديد من أصحاب الحرف الشعبية تطوير مواهبهم، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة في أعمالهم الحرفية، في محاولة لمواكبة التطورات.
إقرأ أيضاً: خوف الاندثار يخيّم على منتجات العراق الوطنية