تحوّل الانتحار في مصر إلى الوسيلة الأسرع للحصول على الحقوق التي لا تقوم الحياة إلا بها من علاج أو غذاء أو عمل؛ فقد أعلنت وزارة الصحة، اليوم الأربعاء، استجابتها لعلاج طفل مصاب بالسرطان، بعد انتحار والده، قبل يومين، بعدما عجز عن توفير ثمن العلاج "الكيماوي" لنجله.
وأقدم حداد مسلح بمنطقة الرجبي بالمحلة الكبرى في محافظة الغربية، على الانتحار داخل شقته بعد فشله في توفير نفقات العلاج الكيماوي لنجله التلميذ بالصف الأول الإعدادي (13 سنة)، حيث قام أشرف فاروق (45 سنة)، حداد مسلح مقيم بمنطقة الرجبي بقسم أول المحلة، بإحضار حبل غسيل وربطه في سقف "بلكونته" وصعد على أحد الكراسي وانتحر، يوم الاثنين الماضي، بعد عجزه عن توفير نفقات العلاج الكيماوي والإنفاق على أسرته.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة طما بمحافظة سوهاج حالتي انتحار، حيث قضى فتى في السادسة عشرة من عمره شنقاً داخل غرفته لمعاناته من مرض نفسي، فيما أقدمت سيدة أربعينية (مجهولة الهوية) على إلقاء نفسها تحت عجلات القطار أثناء دخوله محطة طما بسوهاج.
اقرأ أيضاً: مصر.. 157 حالة انتحار في 2015
إلى ذلك، تسود حالة من الغضب بين أهالي محافظة الأقصر، بعد مقتل عامل نظافة إثر انتظاره لمدة 11 ساعة بالشارع، في حرارة الشمس، لمرور رئيس الوزراء إبراهيم محلب من الشارع الذي يعمل به خلال زيارته الأقصر الاثنين الماضي.
وأفادت مصادر طبية بأن عبد المنعم خير عبد المطلب، 56 سنة، عامل نظافة، توفي الاثنين الماضي، بعد أن قضى 11 ساعة عاملاً في الشارع، بدءاً من الساعة السادسة صباحاً وحتى الخامسة عصراً، طبقاً لتعليمات رئيس مجلس مدينة "البياضة" العميد أحمد عوض.
وقال مشرف نظافة ـ رفض ذكر اسمه ـ في تصريحات تناقلها نشطاء من الأقصر، إنه استوقف رئيس المدينة بسيارته المكيّفة، وأخبره أن العمال أصابهم الإعياء وسيسقطون بسبب الشمس وارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه أمره بضرورة استمرارهم في العمل تحسباً لمرور موكب رئيس الوزراء.
ولم تمر ساعة على محادثة مشرف النظافة مع رئيس المدينة حتى لقي العامل مصرعه بسبب "ضربة شمس"، حيث تم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولي جثة هامدة.
اقرأ أيضاً: مصر: ارتفاع ضحايا الموجة الحارة إلى 105 قتلى