يلقى موعد دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مدينة الزبداني، والذي كان متوقعاً يوم أمس السبت، تعثراً لم تكشف أسبابه بعد. وقد أجل الموعد إلى يوم غد الإثنين مبدئياً وسط ضبابية في تحديد التاريخ الحقيقي له.
ومن المؤسف جداً أن شبح الموت ما زال مخيماً على مضايا المحاصرة منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً من قبل النظام السوري ومليشيا حزب الله اللبناني، على الرغم من دخول المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى البلدة مؤخراً.
وأكد مصدر طبي من داخل مدينة مضايا لـ "العربي الجديد" أن عدداً من الأهالي المحاصرين لقوا حتفهم في مضايا خلال 48 ساعة الماضية نتيجة الجوع الشديد، ومنهم سليم عبد الحميد الذي توفي شقيقه من الجوع أيضاً من قبل، وهما من أهالي مضايا.
اقرأ أيضاً: ناشطات يؤسّسن مركزاً لدفع الجوع عن أهل مضايا
كما توفيت صبحية صالح وزوجها، وكل من علي عوكر وبسام الحلبوني ومحمد يوسف المغربي وهو الراحل السادس من العائلة. كما قضى الشاب محمد عثمان علوش جوعاً، وجميعهم نزحوا وهجروا قسراً مع عائلاتهم من بلودان والإنشاءات والمعمورة والجرجانية، بسبب قصف النظام السوري وأعوانه، إلى مضايا حيث السجن الكبير.
ونقلاً عن الهيئة الطبية في مضايا اليوم فقد أجريت في المشفى الميداني الذي لا يحوي سوى طبيبين، أحدهما اختصاصي أمراض داخلية، وبرفقة مساعدين فقط، عملية بتر ساق المواطن علي الططري الذي أصيب بينما كان يجمع الحطب للتدفئة جراء انفجار لغم أرضي. والجدير بالذكر أن هناك 6000 لغم مضاد للأفراد مزروعة حول البلدة لمنع الدخول والخروج منها وزيادة في المعاناة وإطباق الحصار عليها.
وعلى الرغم من دخول سيارات الهلال الأحمر السوري بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني الجاري إلى البلدة المنكوبة، إلا أن دخولهم لم يمنع الموت من حصد المزيد من أرواح الأبرياء جراء التجويع، بعد أن أنهكت الأجساد ووهنت الأرواح التي ما زالت تستصرخ منادية "أطعمونا من جوع وآمنونا من خوف".
اقرأ أيضاً: التعاطف مع مضايا يتحوّل إلى حملات شعبية