سنوياً، يفقد نحو 20 طفلاً تركياً حياتهم في مختلف أنحاء البلاد، بسبب حوادث ناجمة عن إهمال معايير السلامة العامة في المباني المدرسية، سواء لناحية الأبواب الحديدية أو الأسوار أو المنافذ الكهربائية وغيرها. هكذا، تتوالى الأخبار في وسائل الإعلام التركية عن وفاة أطفال في المدارس لأسباب مختلفة، قد تكون سقوط باب المدرسة الحديدي الخارجي على أحدهم، أو تعرض طفل لصدمة كهربائية نتيجة وجود شريط كهربائي مكشوف، أو سقوط طفل على مغسلة مكسورة في أحد المراحيض وتعرضه إلى نزيف، بالإضافة إلى غيرها من الحوادث الناتجة عن الإهمال.
إحدى هذه الحوادث، التي شهدتها البلاد، كانت وفاة الطفل يونس إسِر (13 عاماً) في ولاية كوجالي وسط البلد، والذي كان يعاني من إعاقة سمعية خلقية. في هذا السياق، تقول والدته حنيفة إسِر: "كان يونس يدرس في مدرسة قريبة من منزلنا حتى الصف السادس، قبل أن نعلم بوجود مدرسة داخلية خاصة بالذين يعانون من إعاقة سمعية في مركز المنطقة، فنقل إليها". تضيف: "عادة ما كنت أقله إلى المدرسة صباح الإثنين، وأعود لأخذه مساء الجمعة. وبعد نحو أسبوعين، أصر على العودة إلى البيت لوحده على الرغم من قلقي عليه، ليأتيني خبر وفاته". تتابع: "بينما كان يلعب كرة القدم في ساحة المدرسة، سقطت الكرة في حديقة سكن الطلاب التابع لهيئة التعليم العالي بجوار المدرسة. تسلق يونس السور لإحضار الكرة، فتعرض لصدمة كهربائية أدت إلى وفاته خلال دقائق". ورفعت العائلة دعوى قضائية ضد مدير المدرسة ومدير سكن التلاميذ، بالإضافة إلى الأستاذ المناوب في المدرسة بتهمة الإهمال.
إلى ذلك، وبعد عملها لسنوات طويلة على التوعية حول المخاطر المحدقة بالأطفال في المدارس الابتدائية نتيجة الإهمال، استطاعت جمعية "غوندم جوجوك"، التي تعنى بحقوق الأطفال، توقيع عقد مع وزارة التعليم التركية، بهدف العمل على مشروع يحمل اسم "بروتوكول معايير السلامة في المدارس"، لمدة ثلاث سنوات، ووضع قائمة بمعايير السلامة التي يجب على جميع المدارس الابتدائية التركية تطبيقها.
ويؤكّد مدير الجمعية، محمد يلماز، أن تركيا باتت في حاجة ماسة إلى تحديد معايير السلامة العامة بعد التوسع في بناء المدارس. يضيف: "خلال العقد الأخير، شهدت تركيا توسعاً كبيراً في بناء المدارس بهدف تطوير العملية التعليمية، وكنا نعتقد أن سقفاً وأربعة جدران كافية لافتتاح فصل جديد. لكن حتى الآن، ليست هناك معايير سلامة عامة لدى وزارة التعليم، باستثناء المدارس الخاصة بالأشخاص المعوقين". ويلفت إلى أن المشروع يهدف إلى وضع معايير تتعلق بتصميم مباني المدارس الابتدائية في البلاد، بالإضافة إلى جميع التفاصيل الأخرى.
وبحسب البروتوكول الموقع، اختيرت لجنة مؤلفة من 14 شخصاً، تضم مهندسين معماريين وخبراء في السلامة العامة ورجال إطفاء بالإضافة إلى متطوعين، من بينهم نوردان بوز، والدة الطفل إفة بوز (ست سنوات)، الذي فقد حياته قبل أربع سنوات حين سقط وارتطم رأسه بمغسلة مكسورة في إحدى المدارس الابتدائية في إسطنبول. وتعمل اللجنة على زيارة خمسين مدرسة في كل من مدينتي أنقرة وإكسيشهير في مختلف الأحياء، والعمل مع الأساتذة والتلاميذ وأولياء الأمور حول إجراءات السلامة العامة في المدارس، بعد الاطلاع على معايير بعض الدول المتقدمة في هذا المجال.
وخلال جولاتها، ستركز اللجنة على بعض التفاصيل التي تضمن معايير السلامة العامة في المدارس، أهمها أن تكون أرضية المراحيض من النوع الذي يحمي الأطفال من الانزلاق، وفي ما إذا كانت المغاسل والصنابير قد وضعت بالشكل الصحيح، واتخاذ جميع التدابير لإزالة خطر سقوط النوافذ، والتأكد من وجود مساحات جيدة عند مداخل ومخارج المدارس، والتأكد من التمديدات الكهربائية والمقابس، وبناء أسوار حول المدارس وغيرها من التفاصيل الأساسية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعايير الجديدة ستجمع في كتيب وترسل إلى نحو 60 ألف مدرسة ابتدائية في مختلف أنحاء البلاد، على أن تطبق وفق آليات ستحددها وزارة التعليم.
ويُشير يلماز إلى أنه على الرغم من عدم انتهاء المسح، إلا أنه بات واضحاً أن المشاكل متشابهة في مختلف المدارس. يضيف: "إن هناك إهمالا في الترميم والإصلاح، وكثيراً ما تكون المخصصات المالية غير كافية لإصلاح المدارس. وعندما تكون هناك مخصصات، نلاحظ قلة التوعية التي تؤثر على الحفاظ على معايير السلامة العامة. على سبيل المثال، لاحظنا وجود مطافئ في إحدى المدارس. لكن المشكلة كانت في تثبيتها في مكان بعيد، حتى أنه يستحيل الوصول إليها في حال اندلاع أي حريق". يتابع: "حتى في المدارس الجديدة التي أنفقت عليها أموال طائلة، كانت هناك مشاكل في البوابات الحديدية وغيرها، على غرار وضع سيراميك في المراحيض من النوع الذي لا يحمي من الانزلاق، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى".
اقرأ أيضاً: مدارس تركيا.. دروس دينية إجبارية تستثني المسيحيّين واليهود
إحدى هذه الحوادث، التي شهدتها البلاد، كانت وفاة الطفل يونس إسِر (13 عاماً) في ولاية كوجالي وسط البلد، والذي كان يعاني من إعاقة سمعية خلقية. في هذا السياق، تقول والدته حنيفة إسِر: "كان يونس يدرس في مدرسة قريبة من منزلنا حتى الصف السادس، قبل أن نعلم بوجود مدرسة داخلية خاصة بالذين يعانون من إعاقة سمعية في مركز المنطقة، فنقل إليها". تضيف: "عادة ما كنت أقله إلى المدرسة صباح الإثنين، وأعود لأخذه مساء الجمعة. وبعد نحو أسبوعين، أصر على العودة إلى البيت لوحده على الرغم من قلقي عليه، ليأتيني خبر وفاته". تتابع: "بينما كان يلعب كرة القدم في ساحة المدرسة، سقطت الكرة في حديقة سكن الطلاب التابع لهيئة التعليم العالي بجوار المدرسة. تسلق يونس السور لإحضار الكرة، فتعرض لصدمة كهربائية أدت إلى وفاته خلال دقائق". ورفعت العائلة دعوى قضائية ضد مدير المدرسة ومدير سكن التلاميذ، بالإضافة إلى الأستاذ المناوب في المدرسة بتهمة الإهمال.
إلى ذلك، وبعد عملها لسنوات طويلة على التوعية حول المخاطر المحدقة بالأطفال في المدارس الابتدائية نتيجة الإهمال، استطاعت جمعية "غوندم جوجوك"، التي تعنى بحقوق الأطفال، توقيع عقد مع وزارة التعليم التركية، بهدف العمل على مشروع يحمل اسم "بروتوكول معايير السلامة في المدارس"، لمدة ثلاث سنوات، ووضع قائمة بمعايير السلامة التي يجب على جميع المدارس الابتدائية التركية تطبيقها.
ويؤكّد مدير الجمعية، محمد يلماز، أن تركيا باتت في حاجة ماسة إلى تحديد معايير السلامة العامة بعد التوسع في بناء المدارس. يضيف: "خلال العقد الأخير، شهدت تركيا توسعاً كبيراً في بناء المدارس بهدف تطوير العملية التعليمية، وكنا نعتقد أن سقفاً وأربعة جدران كافية لافتتاح فصل جديد. لكن حتى الآن، ليست هناك معايير سلامة عامة لدى وزارة التعليم، باستثناء المدارس الخاصة بالأشخاص المعوقين". ويلفت إلى أن المشروع يهدف إلى وضع معايير تتعلق بتصميم مباني المدارس الابتدائية في البلاد، بالإضافة إلى جميع التفاصيل الأخرى.
وبحسب البروتوكول الموقع، اختيرت لجنة مؤلفة من 14 شخصاً، تضم مهندسين معماريين وخبراء في السلامة العامة ورجال إطفاء بالإضافة إلى متطوعين، من بينهم نوردان بوز، والدة الطفل إفة بوز (ست سنوات)، الذي فقد حياته قبل أربع سنوات حين سقط وارتطم رأسه بمغسلة مكسورة في إحدى المدارس الابتدائية في إسطنبول. وتعمل اللجنة على زيارة خمسين مدرسة في كل من مدينتي أنقرة وإكسيشهير في مختلف الأحياء، والعمل مع الأساتذة والتلاميذ وأولياء الأمور حول إجراءات السلامة العامة في المدارس، بعد الاطلاع على معايير بعض الدول المتقدمة في هذا المجال.
وخلال جولاتها، ستركز اللجنة على بعض التفاصيل التي تضمن معايير السلامة العامة في المدارس، أهمها أن تكون أرضية المراحيض من النوع الذي يحمي الأطفال من الانزلاق، وفي ما إذا كانت المغاسل والصنابير قد وضعت بالشكل الصحيح، واتخاذ جميع التدابير لإزالة خطر سقوط النوافذ، والتأكد من وجود مساحات جيدة عند مداخل ومخارج المدارس، والتأكد من التمديدات الكهربائية والمقابس، وبناء أسوار حول المدارس وغيرها من التفاصيل الأساسية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعايير الجديدة ستجمع في كتيب وترسل إلى نحو 60 ألف مدرسة ابتدائية في مختلف أنحاء البلاد، على أن تطبق وفق آليات ستحددها وزارة التعليم.
ويُشير يلماز إلى أنه على الرغم من عدم انتهاء المسح، إلا أنه بات واضحاً أن المشاكل متشابهة في مختلف المدارس. يضيف: "إن هناك إهمالا في الترميم والإصلاح، وكثيراً ما تكون المخصصات المالية غير كافية لإصلاح المدارس. وعندما تكون هناك مخصصات، نلاحظ قلة التوعية التي تؤثر على الحفاظ على معايير السلامة العامة. على سبيل المثال، لاحظنا وجود مطافئ في إحدى المدارس. لكن المشكلة كانت في تثبيتها في مكان بعيد، حتى أنه يستحيل الوصول إليها في حال اندلاع أي حريق". يتابع: "حتى في المدارس الجديدة التي أنفقت عليها أموال طائلة، كانت هناك مشاكل في البوابات الحديدية وغيرها، على غرار وضع سيراميك في المراحيض من النوع الذي لا يحمي من الانزلاق، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى".
اقرأ أيضاً: مدارس تركيا.. دروس دينية إجبارية تستثني المسيحيّين واليهود