تصاعدت الحركات الاحتجاجية المطالبة بغلق مصنع لتكرير الفوسفات ومعالجته كيميائياً "سياب"، بمحافظة صفاقس جنوب شرقي تونس. واعتصم نحو 300 شخص من سكان المحافظة، على طول الجسر المؤدي إلى المصنع، مطالبين بغلقه وإنقاذ المنطقة من كارثة بيئية محدقة.
وكان عدد من شباب المحافظة نشروا دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التجمع عند الجسر، والتحرك لغلق المصنع الذي يصدر غازات ملوثة ترى بالعين المجردة، إضافة إلى التخلص من بقايا المياه المعالجة كيميائيا لتكرير الفوسفات في الشريط الساحلي للمحافظة، ما حرم سكانها من الاصطياف والصيد معا.
ورفع المعتصمون شعارات مناهضة للتلوث ومطالبة بحقهم في الصحة. كما التحقت شخصيات من المجتمع المدني ومنظمات حقوقية، من بينها فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق للإنسان (الحائزة على جائزة نوبل للسلام ضمن الرباعي الراعي للحوار الوطني)، لدعم المعتصمين. وتم فك التجمهر سلمياً بطلب من الجهات الأمنية.
وأطلق نشطاء عريضة إلكترونية تدعو إلى غلق المصنع الكيميائي، بلغ عدد الموقعين عليها 200 شخص، ستوجه لوزارة البيئة والتنمية المستدامة.
اقرأ أيضاً: نقابة تونس: نفد صبر العمال... وتهديد بتصعيد الاحتجاجات
وردّ مدير معمل "سياب" في وسائل إعلامية محلية بأن المعمل لن يغلق قبل نهاية سنة 2017 وأن من المرجح معالجة انعكاساته البيئية وتعديل تقنياته وفق المعايير الدولية للسلامة البيئية والحفاظ عليه، وهو ما استفز المحتجين الذين هددوا بالتصعيد بالطرق الممكنة.
ووصف النائب بمجلس نواب الشعب عن الجهة نعمان العش (معارض) لـ"العربي الجديد" المصنع بأنه "مصنع موت" قتل أوجها كثيرة للحياة في الجهة، وحرم المتساكنين من سواحلهم ومناطقهم الخضراء، كما أن آثار التلوث في الجو تبدو جلية بالعين المجردة حيث تعاني المدينة من اختناق كبير وتغيرات مناخية تتجلى في ارتفاع الحرارة صيفاً والاختناق نتيجة نقص الأوكسجين.
وأبرز العش في حديثه أن دول البحر الأبيض المتوسط التي تحترم البيئة وسلامة المحيط أعربت عن قلقها من وجود هذا المصنع وتعتبره نقطة سوداء، موضحا أن قراراً اتخذ في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بغلقه وفتح آخر في محافظة قفصة الجنوبية غربية، لكنْ تعطّل تنفيذه خلال السنوات الأخيرة نتيجة أحداث الثورة، وما تلاها من انعدام استقرار.
وأضاف العش أن نواب الجهة اتصلوا بالسلطات المعنية في وقت سابق ولكنهم لم يتلقوا ردوداً واضحة، وأنهم سيطلبون لقاء رئيس الحكومة الحبيب الصيد في الأيام المقبلة في حال لم يتم التجاوب مع تحركات المجتمع المدني بالجهة.
اقرأ أيضاً: بيوت صفاقس هجرها أهلها وسكنها مشرّدون