عبّرت منظمة الصحة العالمية عن بالغ قلقها من الوضع الصحي المتدهور في مدينة تعز اليمنية والتي تتعرض لحصار خانق منذ أشهر، دون الإشارة إلى هوية من يفرض الحصار على المدينة.
وذكرت المنظمة في منشور لها على"فيسبوك" مساء أمس، أن أكثر من 250 ألف شخص تحت حصار فعلي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2015، مشيرة إلى أن ستة مستشفيات عامة في المدينة تمتلئ بمرضى وجرحى الحرب يومياً، "فيما تصارع المنظمات الإنسانية في سبيل إيصال المستلزمات الطبية والجراحية، التي تعثر إدخالها بسبب انعدام الأمن".
ولم تحدد المنظمة الجهة التي تفرض الحصار على مدينة تعز، لكنها أكدت استمرار منع خمس شاحنات تابعة لمنظمة الصحة العالمية من الدخول لمدينة تعز منذ 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما أكدت أن الشاحنات تحمل "أدوية ومستلزمات طبية للتعامل مع الإصابات وعلاج حالات الإسهالات و500 أسطوانة أكسجين وغيرها من المستلزمات التي تحتاج إليها مستشفيات الثورة والجمهوري والروضة والمظفر بصورة عاجلة".
ويبدي كثير من اليمنيين انزعاجهم من أسلوب تعامل المنظمات الدولية مع القضايا الإنسانية والحقوقية في اليمن، ليصل البعض إلى اتهام بعض هذه المنظمات بالتواطؤ مع مليشيات جماعة الحوثي والتستر على جرائمها.
إلى ذلك، استنكر المواطن خليل الدبعي قيام منظمات إغاثية بتوزيع المساعدات المقدمة من منظمات دولية على مناطق لا تخضع للحصار. وقال الدبعي لـ"العربي الجديد" إن "جماعة الحوثي لم تسمح لشاحنات الإغاثة بإدخال المساعدات إلى داخل المدينة المحاصرة، ليتم في نهاية المطاف توزيعها على المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي".
Posted by World Health Organization- Yemen on Thursday, 7 January 2016 |
في هذا السياق، أوضح رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، أن تناقضات أصابت بنية المنظمات التابعة للأمم المتحدة، إذ تبدو كانعكاس للصراعات القائمة،
وقال لـ"العربي الجديد" إن "الأمم المتحدة أصبحت أداة موظفة في مصالح أخرى وليست مهمومة بالأهداف والقيم الإنسانية المعلنة وإنما تخدم مصالح القوى الفاعلة دوليا، ولا تحدد مواقفها بناء على القيم المؤسسة لها، ولا تعمل من أجل السلم والأمن العالميين".
واستنكر غلاب عدم قيام المنظمات الدولية بإدانة حصار مدينة تعز ومن يحاصرونها إدانة واضحة، لافتا إلى أن منظمات دولية عاملة في المجال الحقوقي والإنساني، تتستر على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين.
وكانت الحكومة اليمنية، قد طلبت أمس الخميس، من مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في اليمن، جورج أبو الزلف، مغادرة البلاد، لافتقاده "المهنية والحيادية".
وقال وزير حقوق الإنسان، عزالدين الأصبحي، في تصريح للوكالة الحكومية، إن "الحكومة تأسف لما صدر من بيانات صحافية ومعلومات منقوصة حول الوضع الإنساني في اليمن"، مشيرا إلى أن "تغاضي مكتب المفوضية عن كل تلك الجرائم غير مقبول، حيث قامت المليشيات بقتل أكثر من 1560 مواطنا خلال الفترة القصيرة الماضية في تعز".
اقرأ أيضا:السلطات اليمنية تطرد ممثل المنظمة الدولية لحقوق الإنسان