على الرغم من مرور عام كامل على استعادة القوات العراقية النظامية ومليشيات الحشد الشعبي مدينة بيجي، الواقعة بمحافظة صلاح الدين شمال البلاد، إلا أن سكانها البالغ عددهم نحو ربع مليون شخص ما زالوا في الخيام ومعسكرات اللجوء، يعانون الأمرين.
وفي الوقت ذاته ما زالت نحو 500 عائلة تبحث عن أي خيط يوصلهم لأبنائهم المختطفين على يد مليشيات الحشد، التي ترفض الإفصاح عن مصيرهم وما إذا كانوا أمواتا أو أحياء رغم تعهدات لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لذوي الضحايا أكد فيها أنه سيبذل جهده لمساعدتهم.
ويقول مسؤولون محليون إن المدينة التي تحوي أكبر مصافي النفط العراقية، تحولت إلى معقل رئيس لمليشيات الحشد والحرس الثوري الإيراني الذي يرافقهم بأعداد قليلة بصفة مستشارين.
وتتذرع المليشيات بعدم انسحابها من المدينة بأن خطر داعش ما زال قائماً على الرغم من تمكن القوات العراقية من تحرير جميع البلدات المحيطة بمدينة بيجي خلال العام 2016.
ومؤخرا رفضت مليشيات الحشد دخول بعثة أممية إلى المدينة للاطلاع على حجم الدمار فيها وتقييم الأضرار بهدف إدراجها في برنامج إعادة الحياة للمدن المحررة من تنظيم داعش.
وقال مسؤول عراقي رفيع في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "المليشيات هي من ترفض إعادة السكان إليها، وفي كل مرة هناك حجة جديدة، والعبادي لا يرغب بالاحتكاك معهم أكثر، كما أنه يتجنب التصريح بإعلان عودة الأهالي إلى بيجي خوفا من كسر قراره من قبل المليشيات ما سيشكل له إحراجا أمام الشارع".
مبينا أن مليشيات حزب الله والعصائب والخراساني تسيطر على المدينة من الداخل، وقوات اللواء 52 بالجيش العراقي تقيم خارج المدينة، وهناك بالتأكيد مئات المعتقلين لدى تلك المليشيات يحتجزونهم لأغراض الابتزاز المالي أو الانتقام الطائفي.
من جانبه، دعا قائم مقام مدينة بيجي محمد الجبوري خلال حديث لـ "العربي الجديد" كافة المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية إلى "زيارة المدينة والوقوف على واقعها"، مبينا أن "المدينة منكوبة وأهلها ما زالوا في الخيام".
اقــرأ أيضاً
وعلى الطرف المقابل، يقبع أكثر من 230 ألف مواطن من أهالي المدينة في مخيمات ومعسكرات نزوح متفرقة وموزعة على ست مناطق عراقية وسط وشمال البلاد.
ويعاني سكان المدينة المهجرون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية شرحها مختار المدينة الذي وجد هو الآخر نفسه في خيمة وسط معسكر نزوح جنوب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويقول المختار محمد حسين لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب سكان المدينة هم من غير الموظفين، تجار وحرفيون وفلاحون انقطعت أرزاقهم بعد دخول رايات داعش السوداء التي استبدلت فيما بعد برايات المليشيات الصفراء".
ويتابع "بلغت حالات الانتحار سبع حالات خلال شهرين، فالكريم عندما يرى طفله أو زوجته بلا طعام وهو يشاهدهم بعينه يكون الموت أفضل له بكثير" على حد وصفه.
ويقطن مدينة بيجي مجموعة من العشائر العربية الموغلة بالقدم، أبرزها قبيلة قيس وطي وشمر وعنزة، إلا أن هناك من يفسر إصرار مليشيات الحشد على عدم الانسحاب من المدينة بأسباب مختلفة تماماً.
يقول فاضل النداوي، محلل وخبير عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "سبب بقاء المليشيات في المدينة حتى تكون في مرحلة من مراحل الصراع أفضل طريق لإمداد إيران وبشار الأسد".
ويضيف أن بقاء بيجي تحت سيطرة المليشيات يعني أن طريق شهربان مندلي في ديالى ثم صلاح الدين بيجي ومن بيجي إلى منطقة ذراع دجلة ومنها إلى الطريق الدولي السريع الرابط بين الأنبار وسورية، وهو طريق مختصر يبلغ نحو 340 كلم ومناسب بنفس الوقت لإعادة القناة الجافة بين إيران وسورية كما كانت قبل العام 2013. لافتا إلى أن الأمم المتحدة تقف في دور المتفرج على مأساة بيجي.
وتقول فاطمة أحمد 45 عاماً، إحدى سكان مخيم كاوه في أربيل، وهي من أهالي مدينة بيجي، لـ "العربي الجديد" إنها كرهت الحياة في خيمة لا تستطيع أن تتمدّد فيها دون أن تظهر أطراف أصابع قدميها منها.
وتضيف "نحن نقف بالطابور أمام دورة المياه، وحاليا صرنا لا نأكل كثيرا، إن وجدنا، حتى لا نضطر للدخول كثيرا إلى الحمام".
وتختم بالقول "بيوتنا في بيجي يسكنها أفراد المليشيات بالقوة وبشريعة الغابة، ونحن في الخيام، فعن أي دولة وأي نظام وأي عدالة يتحدث رئيس الوزراء؟".
وتتذرع المليشيات بعدم انسحابها من المدينة بأن خطر داعش ما زال قائماً على الرغم من تمكن القوات العراقية من تحرير جميع البلدات المحيطة بمدينة بيجي خلال العام 2016.
ومؤخرا رفضت مليشيات الحشد دخول بعثة أممية إلى المدينة للاطلاع على حجم الدمار فيها وتقييم الأضرار بهدف إدراجها في برنامج إعادة الحياة للمدن المحررة من تنظيم داعش.
وقال مسؤول عراقي رفيع في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "المليشيات هي من ترفض إعادة السكان إليها، وفي كل مرة هناك حجة جديدة، والعبادي لا يرغب بالاحتكاك معهم أكثر، كما أنه يتجنب التصريح بإعلان عودة الأهالي إلى بيجي خوفا من كسر قراره من قبل المليشيات ما سيشكل له إحراجا أمام الشارع".
مبينا أن مليشيات حزب الله والعصائب والخراساني تسيطر على المدينة من الداخل، وقوات اللواء 52 بالجيش العراقي تقيم خارج المدينة، وهناك بالتأكيد مئات المعتقلين لدى تلك المليشيات يحتجزونهم لأغراض الابتزاز المالي أو الانتقام الطائفي.
من جانبه، دعا قائم مقام مدينة بيجي محمد الجبوري خلال حديث لـ "العربي الجديد" كافة المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية إلى "زيارة المدينة والوقوف على واقعها"، مبينا أن "المدينة منكوبة وأهلها ما زالوا في الخيام".
ويعاني سكان المدينة المهجرون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية شرحها مختار المدينة الذي وجد هو الآخر نفسه في خيمة وسط معسكر نزوح جنوب أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويقول المختار محمد حسين لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب سكان المدينة هم من غير الموظفين، تجار وحرفيون وفلاحون انقطعت أرزاقهم بعد دخول رايات داعش السوداء التي استبدلت فيما بعد برايات المليشيات الصفراء".
ويتابع "بلغت حالات الانتحار سبع حالات خلال شهرين، فالكريم عندما يرى طفله أو زوجته بلا طعام وهو يشاهدهم بعينه يكون الموت أفضل له بكثير" على حد وصفه.
ويقطن مدينة بيجي مجموعة من العشائر العربية الموغلة بالقدم، أبرزها قبيلة قيس وطي وشمر وعنزة، إلا أن هناك من يفسر إصرار مليشيات الحشد على عدم الانسحاب من المدينة بأسباب مختلفة تماماً.
يقول فاضل النداوي، محلل وخبير عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "سبب بقاء المليشيات في المدينة حتى تكون في مرحلة من مراحل الصراع أفضل طريق لإمداد إيران وبشار الأسد".
ويضيف أن بقاء بيجي تحت سيطرة المليشيات يعني أن طريق شهربان مندلي في ديالى ثم صلاح الدين بيجي ومن بيجي إلى منطقة ذراع دجلة ومنها إلى الطريق الدولي السريع الرابط بين الأنبار وسورية، وهو طريق مختصر يبلغ نحو 340 كلم ومناسب بنفس الوقت لإعادة القناة الجافة بين إيران وسورية كما كانت قبل العام 2013. لافتا إلى أن الأمم المتحدة تقف في دور المتفرج على مأساة بيجي.
وتقول فاطمة أحمد 45 عاماً، إحدى سكان مخيم كاوه في أربيل، وهي من أهالي مدينة بيجي، لـ "العربي الجديد" إنها كرهت الحياة في خيمة لا تستطيع أن تتمدّد فيها دون أن تظهر أطراف أصابع قدميها منها.
وتضيف "نحن نقف بالطابور أمام دورة المياه، وحاليا صرنا لا نأكل كثيرا، إن وجدنا، حتى لا نضطر للدخول كثيرا إلى الحمام".
وتختم بالقول "بيوتنا في بيجي يسكنها أفراد المليشيات بالقوة وبشريعة الغابة، ونحن في الخيام، فعن أي دولة وأي نظام وأي عدالة يتحدث رئيس الوزراء؟".