خرج مئات الفلسطينيين ظهر اليوم السبت للمطالبة بإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة والوحدة الفلسطينية، بدعوة من حراك "وطنيون لإنهاء الانقسام"، ومشاركة قطاعات مختلفة من الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 والشتات وغزة والضفة.
وتجمع نحو ألف شخص في ميدان الشهيد ياسر عرفات في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بالتزامن مع خروج المئات في ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة، من نشطاء وشخصيات فلسطينية من مختلف مؤسسات المجتمع المدني، بهدف الضغط على حركتي "فتح" و "حماس" لإنجاز المصالحة الوطنية. ورفعوا الأعلام الفلسطينية وشعارات تدعو للوحدة والوطنية وإنهاء الانقسام.
وقال المنسق العام للحراك يسري درويش إن الهدف الرئيسي لتجمع "وطنيون لإنهاء الانقسام" هو الضغط على أطراف الانقسام الفلسطيني من أجل إنهائه عبر سلسلة من الفعاليات الشعبية والجماهيرية المتزامنة في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات.
وأضاف درويش في كلمة له على هامش التظاهرة، أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الفعاليات الجماهيرية، والاحتشاد في الميادين والأماكن العامة، بالإضافة للإضرابات المفتوحة عن الطعام وغيرها من الوسائل للضغط من أجل استعادة الوحدة الوطنية.
وأشار الناشط الفلسطيني إلى أن الاحتلال يستغل حالة الانقسام القائمة حالياً عبر توسعة العدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وقطاع غزة، مطالباً الشعب الفلسطيني بضرورة التفاعل والضغط الشعبي على أطراف الانقسام للعمل على إنهائه.
ولفت درويش إلى أن الحراك لن يكون مشروعاً بديلاً لأحد أو حزباً سياسياً جديداً على الساحة الفلسطينية، مؤكداً أن الهدف الأساسي منه هو إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المتواصل للعام التاسع على التوالي.
ومنذ الانقسام الفلسطيني الداخلي وسيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة منتصف عام 2007، وقعت حركتا "حماس" و"فتح" اتفاقات عدة لإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز الشراكة السياسية، إلا أنه لم يجرِ ترجمة أي منها بشكل حقيقي.
كما ألقى منصور عباس كلمة لجنة المتابعة العربية العليا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أكد فيها مشاركة اللجنة في الفعاليات المقبلة، ودعهما حتى تحقيق الهدف الأوحد للفلسطينيين وهو المصالحة والوحدة.
من جهته، يوضح منسق سكرتاريا "وطنيون لإنهاء الانقسام"، علي عامر، لـ"العربي الجديد"، أن الأمن المحسوب على حركة "حماس" حاول منع حافلات عدة من الوصول إلى ميدان الجندي المجهول في غزة للمشاركة في الاعتصام، للضغط من أجل حصر التحرك في قاعة مغلقة، مشيراً إلى الأمن استدعى عدداً من المشاركين.
ويشير عامر إلى "التنسيق لفعالية كبرى الشهر المقبل، في المحافظات الفلسطينية كافة وفي الداخل الفلسطيني والشتات للمطالبة بإنهاء الانقسام، واستمرار الفعاليات للضغط الجدي لإنهاء الانقسام المرير المستمر منذ أكثر من 9 سنوات".
في الأثناء، يؤكد عضو حراك "وطنيون"، الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي لـ"العربي الجديد" أن الرسالة الأساسية لهم هي الضغط من أجل استعادة الوحدة الوطنية والعمل على تطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس الشراكة.
وأكد عبد العاطي أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لمواجهة كافة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أهمية وجود حراك شعبي وطني يضغط باتجاه إنهاء الانقسام الداخلي، واستعادة الوحدة الوطنية في ظل المتغيرات الإقليمية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
ويعد هذا الاعتصام أولى فعاليات "وطنيون لإنهاء الانقسام" تخرج إلى الشارع وتطالب بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، لتنفيذ ما جاء في اتفاقيات المصالحة الفلسطينية، والخروج بخطة وطنية شاملة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة.