يبدو أن الرهان الحكومي الفرنسي على إخلاء مخيم كاليه، الذي أرادته السلطات الفرنسية شفّافا أمام كاميرات العالم أجمع يسير بنجاح، وقبل الفترة المحددة لذلك، بما بين سبعة إلى 10 أيام. ويستمر نقل المهاجرين المتعبين والمنهكين لليوم الثالث في الحافلات التي تقودهم إلى مختلف مراكز الاستقبال والتوجيه.
وأعلنت مصادر الأمن أنها قادرة على إنهاء عملية الإخلاء قبل مساء اليوم، مشيرة إلى أنه "لم يتبقّ أحدٌ في المخيم، الجميع يتواجدون في مكان آمن".
وقالت والية الأمن، فابيان بُوكيُو، عن منطقة "با- دي- كاليه"، إنّ لا أحد من المهاجرين قاوم عملية الإخلاء، وإن السلطات اعتقلت أربعة مهاجرين أفغان، بتهم إشعال بعض الحرائق.
وشهدت ليلة أمس اشتعال حرائق عدة في الخيام، خاصة القريبة من البوابة الرئيسية، وأدت إلى وقوع انفجارات كبيرة في أماكن التخزين والطبخ في المخيم مع تواجد قناني الغاز فيها.
وساد الاعتقاد في البداية، بأن عناصر حركة "بلا حدود" هم المسؤولون عن إضرام النيران في الخيام، لكن تبيّن لاحقا، وباعتراف عمدة مدينة كاليه والشرطة الفرنسية بأن الأمر ليس عملا عدوانيا، وإنما يتعلق بـ"تقليد" مُتَّبع لدى المهاجرين، يقتضي بإحراق الخيام بعد مغادرتها، وفعلها مهاجرون مرات عديدة في كاليه وغيرها.
وخلفت عشرات الحرائق والانفجارات، التي استدعت تدخل رجال المطافئ وقوات الشرطة، طوال الليل، جريحا أفغانيا نقل إلى المستشفى.
واعترف كثير من المهاجرين بأنّ هذه الحرائق أقنعتهم بضرورة مغادرة هذا المخيم، وهو ما يخدم عملية الإخلاء، خصوصا من الفئة المترددة في المغادرة. وكانت مختلف المنظمات الإنسانية والإغاثية تؤكد أن قسما مهما من اللاجئين غادر المكان في اتجاه باريس ودول أوروبية، ألمانيا وبلجيكا، قبل عمليات الإخلاء.
— Refugee Info Bus (@RefugeeInfoBus) October 26, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وكانت الحكومة الفرنسية وجهت النقد والملامة للحكومة البريطانية التي تماطل في إعطاء موافقتها لنقل القاصرين من فرنسا، وتوفير ملاذ آمن لهم، خصوصاً بعد معاناة عاشها بعضهم في المخيم، وتعرضوا خلالها للاعتداءات الجنسية والتحرش والصدمات.
— Nick Dixon (@NickDixonITV) October 26, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وغادر مخيم "الغابة" حتى الساعة 3242 مهاجرا إلى مراكز الاستقبال والتوجيه، في حين أخرج نحو 772 من القصّر إلى مركز استقبال مؤقت في كاليه، في انتظار البت في ملفاتهم. بعد أن كانت حصيلة الإخلاء في اليوم الثاني 1264 من المهاجرين البالغين و372 من المهاجرين القصّر. واستدعت عملية الإخلاء أمس استخدام 33 حافلة بدل 45 حافلة مقررة.
أكدّت قوات الأمن، التي تشرف على عمليات الإخلاء في كاليه، أنه لم يتبقّ في مخيم كاليه، اليوم أكثرَ من 1000 مهاجر. وأنه بعد إنهاء عملية الإخلاء الثالثة، لن يتبّقى في المخيم إلا "النواة الصلبة" من رافضي المغادرة، والذين لم يغادرهم أمل اللحاق ببريطانيا العظمى. علما أنه، إضافة إلى الذين التحقوا بالعاصمة، ثمة كثيرون خرجوا من المخيم والتجأوا إلى الغابات والأحراش المجاورة، ويعيشون في ظروف قاسية، وخصوصا أن الجمعيات الإغاثية لا تعرف طريق الوصول إليهم.